عامان على حكومة مسرور بارزاني.. حزمة إنجازات في وجه الأزمات

لم تحد حكومة مسرور بارزاني عن أهدافها وبرنامج عملها الطموح بدءاً من السياسة وصولاً إلى الاقتصاد والثقافة وحتى التربية والتعليم ورياض الأطفال
رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني - تصوير: KRG
رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني - تصوير: KRG

أربيل (كوردستان 24)- في مثل هذا اليوم من عام 2019، منح برلمان كوردستان ثقته لحكومة رئيس الوزراء مسرور بارزاني، لتكون تاسع تشكيلة وزارية منذ تأسيس أول حكومة في الإقليم في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وسط أزمات لا حصر لها.

وبعد مرور عامين كاملين على تشكيل حكومة مسرور بارزاني (52 عاماً)، يقول المواطنون إنهم لمسوا إنجازات واضحة ولا سيما في المشاريع العمرانية والبنية التحتية. وتحدت حكومة إقليم كوردستان معظم الأزمات وتعهدت بتحقيق المزيد وتخطي الصعاب.

ومنح برلمان كوردستان الثقة لحكومة مسرور بارزاني في السابع من تموز يوليو 2019، لتواجه بعدها جملة من الأزمات المالية والاقتصادية والصحية وغيرها. ونجحت الحكومة في إدارة الأزمة مع الحكومة الاتحادية بعد سلسلة ماراثونية من المفاوضات المكثفة.

خدمات في ظل الأزمات

واجهت الحكومة الائتلافية في كوردستان مشاكل عدة أبرزها الأزمة المالية التي نتجت بعد قطع بغداد لحصة الكورد وتفشي فيروس كورونا وما أعقب ذلك من انهيار أسعار النفط عالمياً. لكنها سابقت الزمن لتخطي تلك الأزمات بأقل الخسائر ولم يتأثر مواطنوها كثيراً.

وتمكنت الحكومة الإقليمية التاسعة من إنجاز طرق وجسور ومشاريع عمرانية وافتتاح معامل وصوامع ووضع الحجر الأساس لمشاريع إستراتيجية أخرى بملايين الدولارات. واستطاعت كذلك خلق معادلة متوازنة في علاقاتها مع الجوار ومع الأسرة الدولية قاطبة.



وخلال العامين الماضيين، وعلى الرغم من الإرث الثقيل، عززت الحكومة موقع إقليم كوردستان وجعلته حليفاً موثوقاً لأصدقائه، وبوابة اقتصادية للعراق.

ومنذ توليه السلطة، تعهد مسرور بارزاني بإجراء إصلاحات شاملة في المفاصل الحكومية، ونجح في قطع خطوات كثيرة، لكنه قال مراراً إن الإصلاح الشامل لن يكتمل بين ليلة وضحاها بل هو عملية بعيدة المدى وستمتد إلى جميع المؤسسات الحكومية بلا استثناء.

ووفرت الحكومة العديد من فرص العمل.

وقال مدير عام القانونية والإدارية في هيئة الاستثمار مخلص سليم مراد لكوردستان 24، إن المشاريع الاستثمارية الحالية توفر 50 ألف فرصة عمل للمواطنين.

ومنحت هيئة الاستثمار، منذ تشكيلها ولغاية الشهر الجاري، ألفاً و126 إجازة استثمارية بقيمة إجمالية بلغت 16 مليار دولار أمريكي، وفقاً لمراد.



والقطاعات الأكثر ترخيصاً هي الصناعية والتجارية والسياحية والسكنية والزراعية.

برنامج طموح

ولم تحد حكومة مسرور بارزاني عن أهدافها وبرنامج عملها الطموح بدءاً من السياسة وصولاً إلى الاقتصاد والثقافة وحتى التربية والتعليم ورياض الأطفال.

وركزت كذلك على ترسيخ ثقافة التعايش التي يتمتع بها الكورد وإقليميهم الذي يقطن فيه الكثير من القوميات والطوائف والأديان والمعتقدات.

ويقول مسرور بارزاني إن إقليم كوردستان ملاذ لمن لا مأوى له، وأكد أن أبواب الإقليم مشرعة ولم تغلق بوجه كل من يلوذ به طلباً للأمان.

ومع ارتفاع أسعار النفط وسعي الحكومة لتنويع مصادر الدخل، يتجه إقليم كوردستان للتعافي مع دخوله مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية.

تنويع مصادر الدخل

تكافح الحكومة التاسعة بقوة لتنويع مصادر الإيرادات وعدم الاعتماد على النفط فقط وخلق بيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأقرت هيئة الاستثمار في إقليم كوردستان مئات المشاريع الإستراتيجية العملاقة في إطار التحول إلى اقتصاد غير معتمد على النفط.

وتقول حكومة الإقليم إنها تبذل قصارى جهودها للارتقاء بقطاع الزراعة والصناعة وبما يسهم في تعزيز اقتصادها وتعظيم الواردات.



ومثل الحكومة الاتحادية في بغداد، تعتمد حكومة الإقليم على النفط لتغطية جزء كبير من النفقات وتمويل المشاريع لكنها تسعى لطي صفحة الدخل الواحد.

وسبق أن قال مسرور بارزاني إن الأزمات لن توقف برنامج حكومته في إرساء بنية تحتية مستدامة عبر مشاريع خدمية تصب في مصلحة السكان.

ووقفت الحكومة بشدة ضد محاولات تقويض أمن إقليم كوردستان، وتدافع بضرارة ضد محاولات إزالة كيانه الذي نص عليه الدستور.

ويقول ممثل حكومة إقليم كوردستان في بغداد فارس عيسى إن المشروع الإصلاحي الذي شرعت به التشكيلة التاسعة حافظ على كيان الإقليم.

ولحكومة مسرور بارزاني الائتلافية هدف إستراتيجي يقضي بتحويل الإقليم من منطقة استهلاكية إلى منتجة على تكون سلة غذاء للعراق عامة.