اليمن.. المعلمون في مناطق الحكومة يهددون بالإضراب احتجاجا على تدني الأجور

أربيل (كوردستان24)- أثر الانهيار الاقتصادي في اليمن على الأوضاع المعيشية للمعلمين والعاملين في القطاع التربوي، إذ كانت رواتبهم قبل اندلاع الحرب، تعادل أربعمائة دولار أمريكي، لكنها تقلصت الآن إلى نحو ستين دولارا، بفعل تدهور الريال اليمن، وهو ما دغع المعلمين في نطاق سيطرة الحكومة للتهديد بالإضراب في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وتسوية أوضاعهم المالية.

يستمر في أداء وظيفته التعليمية منذ عقود، لم يتوقف المعلم محمد عن التدريس هنا في مدينة تعز، رغم تقلُّص راتبه الشهري خلال سنوات الحرب في اليمن، إلى أقل من ستين دولارا. ينتهي يوميا من مهمته في المدرسة، ليبدأ مهمته الأخرى في النجارة. اضطُرَّ إلى ذلك ليتمكن من توفير متطلبات الحياة لأسرته.

ويقول محمد الزريقي لكوردستان24 "راتبي خمسة وثمانون ألفا، أدفعه مقابل إيجار المنزل وتكاليف المواصلات. أحتاج شهريا أنبوبة غاز بثمانية آلاف ريال، وصهريج مياه باثني عشر ألف ريال، ونصف كيس دقيق بعشرين ألف ريال، ولدي أطفال يحتاجون لتكاليف التعليم ومستلزماته. من أين لي بكل هذا؟ أنا مضطر لمزاولة مهنة أخرى".

وكرد فعل على تردي الأوضاع المعيشية لمنتسبي القطاع التربوي، نفذ المعلمون في مدينة تعز احتجاجات غاضبة، طالبوا فيها بتسوية أوضاعهم المالية، ورفع الحد الأدنى من الرواتب بما يتماشى مع الظروف الاقتصادية الحالية، وصرف العلاوات السنوية المتوقفة منذ ألفين وأربعة عشر، مهددين بالإضراب الشامل عن العمل، في حال لم تستجب السلطات الحكومية لمطالبهم.

وقالت رجاء النبعي وهي عضوة في نقابة المعلمين اليمنيين لكوردستان24 "نوجه مطالبنا عبر نقابة المعلمين إلى رئاسة الحكومة ووزارتي التربية والمالية، للوقوف معنا. جميعنا نمر بذات المشكلة، وهذه أصبحت الآن مشكلة مجتمع، وليست مشكلة مجتمع فقط، فالجميع متأثر بهذا المستوى للمعلم.

نحو مليونين ونصف المليون طالب يمني، ستتعطل عملية تعليمهم، إذا تطور تصعيد المعلمين إلى الإضراب، وهو مالا يتمناه منتسبو القطاع التربوي، لكنه قد يكون الحل الأخير في نظرهم إذا لم تتفاعل الجهات الرسمية وتلبي مطالبهم.

تؤثر الأوضاع المعيشية السيئة لقطاع التربويين في اليمن، على مستوى جودة العملية التعليمية للأجيال، وهو ما يخلق تهديدا لمستقبل البلد ككل وعليه فإن معالجة المشكلات التي يواجهها المعلمون، لابد أن تحضر خلال وقت قريب، بحسب تربويين، لتفادي التداعيات الأكثر خطورة، والتي قد تصل إلى إضراب شامل تتعطل معه العملية التعليمية، بشكل كلي.

تقرير أيمن قائد مراسل كوردستان24 في اليمن