مسرور بارزاني: التشكيلة الحكومية التاسعة أحدثت ثورة في تطوير اقتصاد إقليم كوردستان

مسرور بارزاني: التشكيلة الحكومية التاسعة أحدثت ثورة في تطوير اقتصاد إقليم كوردستان
مسرور بارزاني
مسرور بارزاني

أربيل (كوردستان 24)- أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، أن التشكيلة الحكومية التاسعة تمكنت خلال السنوات الماضية، من إحداث ثورة في تطوير الاقتصاد في إقليم كوردستان.

وجاء ذلك خلال مشاركته في المنتدى الرابع للسلام والأمن في الشرق الأوسط 2023، اليوم الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2023، حيث تحدث عن رقمنة الوزارات في حكومة إقليم كوردستان والانتعاش الاقتصادي، ومواجهات تحديات نقص التمويل وإيقاف تصدير النفط، وقطع ميزانية الإقليم، واللاعدالة التي تمارسها بغداد على مواطني الإقليم.

وفي بداية الحوار الذي أجرته مع رئيس حكومة كوردستان، الإعلامية في قناة ب ب سي، مريم مشيري قال مسرور بارزاني، "نحن كشعب رأينا ويلات الحرب، نحن ضد الحرب، ولا يجب ان تكون الحرب حلاً للقضايا".

وأضاف، "نتابع الوضع في غزة ولنطرح هذا السؤال، هل وضع الأهالي الآن افضل مما كان عليه قبل 7 اكتوبر؟، بالطبع الجواب هو لا".

وتابع، "نحن ندين الحرب ونريد تجنيب المدنيين ويلاتها، للأسف نرى أن صراعاً عمره عشرات السنين، تم إهماله حتى بات حرباً، يجب إيجاد حلول للمشاكل قبل التحول إلى الحل العسكري لأن الحرب اذا بدأت لا نعلم كيف ستنتهي، وضحيتها المدنيين الأبرياء، نتمنى أن نرى نهاية للحرب وإيجاد حل للصراع".

وبشأن العراق، قال: "أفضل شيء للعراق هو أن يبعد نفسه عن الحرب، العراق لديه ما يكفيه من الأزمات والصراعات، الأفضل هو العمل على إيصال المساعدات إلى غزة، والتي لا تصل كما نريد للمدنيين، العراق يجب أن يتوسط للسلام وإيصال المساعدات لمن هم محتاجين إلى الدواء والغذاء، المدنيين لا يحتاجون للشعارات".

وعن إقالة المحكمة الإتحادية لرئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، قال مسرور بارزاني: "أعتقد أن الوقت لم يكن مناسباً لعزل الحلبوسي، بغض النظر عن أصحية القرار، لأن هناك العديد من المشاكل والأزمات في الشرق الاوسط والعراق، إذ إنه كان هناك طرق أخرى لحل هذه المشكلة والبرلمان يحلها عبر ممرات وقنوات أخرى للحل وليس المحكمة، المشكلة تعيدنا لتلك المبادئ الأاساسية، والعراق فيه الكثير من المكونات والسنة مكون قوي له ثقله".

وفي معرض رده عن سؤال حول مسألة إعادة تصدير النفط، قال رئيس الحكومة: "هذه مشكلة تعود إلى سنوات كثيرة ماضية، وسببها عدم إحترام الدستور أوترجمته كما يجب وهناك حقوق للكورد تم إهمالها وهي إنتاج النفط في كوردستان وتسويقه".

وتسائل: "هل نعد دولة مركزية أم اتحادية؟، وتابع:" أعتقد يجب في الدول الاتحادية تقسيم السلطات وتسليم السلطة للمناطق التي نالت حكمها الذاتي، إذا نظرنا بدقة نرى أن حكومة كوردستان فعلت ما عليها بموجب الدستور ولم ننل أي من حقوقنا الاتحادية".

وأردف، "لم نتلقى الدعم الكافي من الحكومة الاتحادية ولدينا عقودنا مع شركات النفط وهي قانونية وفعالة ولكن هناك تكلفة لاستخراج النفط وعقود الدفع مختلفة عما هو في بغداد، فـ بغداد تتحدث عن مبلغ غير معقول، وهو 6 دولار للبرميل الواحد، وهو غير معقول لدينا احيانا ما كلف 35 دولارا لاستخراج البرميل الواحد، يجب أن تاخذ بغداد هذه النفقات بعين الاعتبار وهذا الاختلاف، في التكلفة بين الحقول والمناطق، مهم جدا التوصل الى تفاهم على هذه القضايا، حاورنا بغداد مرارا ويجب توضيح نفقات استخراج النفط لحل هذه المسائل والعودة للتصدير عبر تركية".

وعن اقتصاد كوردستان، قال مسرور بارزاني: " كوردستان لديها أراض خصبة،  وبإمكاننا زيادة مصادر دخلنا، لا زلنا نعمل على ذلك، سنرى كيف سنعمل على تطوير كافة القطاعات، لكن أزمات قطع الرواتب، وإيقاف تصدير النفط، وانخفاض سعره، تحول دون الوصول إلى ما نسعى إليه من تطوير، ورغم ذلك نحن مستمرون، لكن ذلك يتطلب وقتاً، وقد حاولنا كل ذلك في التشكيلة التاسعة، وبدأنا بتصدير المحاصيل للدول الأوروبية، وشجعنا على الإنتاج والاستثمار، وأحدثنا ثورة في نقل كوردستان الى مرحلة جديدة عن طريق رقمنة الوزارات والتطور التكنولوجي".

واسترسل، "حاولنا وضع بنية تحتية جيدة، ضمن تشكيلتي الحكومية، المواطن هو المركز ويجب عمل كل شئ لهذا المواطن، وحفظ حقوقه، والنظام البنكي يجب ان يذهب الى الازدهار بهذه الطرق، ليتمكن المواطن من شراء العقارات".

وزاد، "اريد ان اقول لأهالي دهوك والسليمانية اننا سنبدأ بمشروع حسابي هناك أيضاً في وقتٍ قريب، نريد أن يستفيد كافة المواطنين من هذا المشروع لأنه مشروع ناجح سيتحول إلى بنية تحتية تخدم المواطنين، نريد نقل اقتصادنا الى مرحلة اخرى ودون شك بإمكاننا أن نفعل ذلك".

وعن محاربة الفساد في الدوائر الحكومية، قال: "مواجهة الفساد تبدأ من قطعه والقضاء نهائياً عليه، يجب أن يكون لدينا نظام لا يمكن للفساد التمكن من استغلاله وهذا هو الهدف من رقمنة المؤسسات، لأنه سيكون من الصعب استغلالها، لانها نظام قائم على الشفافية".

ومضى في القول: "يجب إيقاف الفساد نهائياً وليس على مراحل، وقد بدأنا بمحاربة الفساد، أريد أن أوضح أن الفساد ليس فقط استغلال المنصب، بل إهمال العمل وتضييع الوقت ايضا فساد".

وفي الحديث عن التغير المناخي، ومواجهته، قال "نحن قلقون حول أزمة المياه، لقد تناقصت المياه في الأنهار، وثمة نقص في المياه الجوفية، ولدينا خطة لبناء سدود كبيرة لتخزين المياه والاستفادة منها في فصول الجفاف، وقد تحولنا من العمل بالغاز الى الكهرباء، للحفاظ على المناخ وهذه مسؤولية المجتمع الدولي، أيضاً، ليس نحن فقط، لان الهجرة المناخية بدأت ويجب أن يكون هناك خيارات أخرى لحلها، ويجب إيجاد بدائل لإيقاف الهجرة الجماعية، لانها تنقل معها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ويجب حلها عن طريق تقوية الاقتصاد، هذا ليس توقعا هذا يحدث ونراه أمام أعيننا ويجب ان يعمل العالم معا لايجاد حل".

وعن تفعيل دور الشباب، قال: " الشباب مستقبل هذه البلاد ولدي قناعة تامة بأنه يجب مساعدة الشباب، يوجد في مكتبي مجموعة من الشباب الذين يعملون على تشجيع هذه الفئة، وهذه مهمتهم، سنأخذ بيد الشباب ذوي القدرات، ولدينا مشاريع بهذا الشأن لتحويل أفكار الشباب إلى عمل، كما أن لدينا برنامج الازدهار سيتم من خلاله إعطاء فرصة للشباب ليتمكنوا من إبراز افكارهم، القطاع الخاص أيضا يجب أن يكون متعاوناً مع الحكومة في ذلك، وتغيير بعض القوانين لنتمكن من خدمة الشباب".

وعن البطالة، قال رئيس حكومة إقليم كوردستان، "هذه مسألة عامة في العالم كله، لدينا اكثر من مئة ألف عامل اجنبي، فكيف يكون هناك نقص في فرص العمل، نحن نعمل على خلق فرص عمل أكثر، وهذه مسؤولية الجميع وليس الحكومة وحدها،  يجب أن يكون المواطن متعاوناً، مع الحكومة في تحمل المسؤولية ويجب على الجميع ان يقوموا بواجبهم".

وعن تمكين المرأة وتفعيل دورها، قال: "لدينا نساء ضمن الحكومة، أكثر من بلدٍ آخر، وفي كافة المؤسسات لدينا نساء تعملن في كل المناصب والوظائف، اعتقد ان النساء اثبتن قدرتهن، ويجب اعطائهن فرص متكافئة مع الرجال، لدينا الكثير من المؤسسسات التي تعمل على تفعيل دور المرأة وتمكينها، ويجب على الجميع ان يساعد في ذلك، لأن النساء قادرات على القيام بإدارة الأعمال بشكلٍ جيد".

وأردف، "هدفنا هو العمل على إيجاد الخدمات، لخلق فرص العمل لتتمكن النساء أيضاً من تفعيل دورهن في مجال السياحة مثلا، بامكان النساء ايجاد العديد من فرص العمل في مختلف المناطق، وقد بنينا المدارس في المناطق النائية وفتحنا الطرق، لكن ليس لدينا وارد كافي لعمل المزيد والسبب هواللاعدالة التي تقوم بها بغداد تجاهنا، انتم ترون التطور في الإقليم ولو كان هناك مورد كافي لكان الوضع أفضل بكثير".