بشير الحداد مُخاطباً إيران: الطريق إلى إسرائيل لا يمر من أربيل

خطيب مسجد جليل الخياط في أربيل الدكتور بشير حداد
خطيب مسجد جليل الخياط في أربيل الدكتور بشير حداد

أربيل (كوردستان 24)- أكد خطيب مسجد جليل الخياط في أربيل الدكتور بشير حداد، اليوم الجمعة، أن إقليم كوردستان ليس جزءاً من الصراعات الدائرة في المنطقة، مخاطباً طهران قائلاً: الطريق إلى إسرائيل لا يمر من أربيل.

وقال بشير الحداد، أثناء إلقائه خطبة يوم الجمعة، وحضرتها كوردستان24، إن "تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مدينة كرمان بإيران"، متسائلاً: لماذا على أربيل أن تدفع ثمن هجوم داعش؟، أو لماذا يتم الانتقام من أربيل بسبب الهجوم على غزة؟".

وأشار الحداد إلى أنه "إذا كانت إيران تنوي مهاجمة إسرائيل، فإن الطريق نحو إسرائيل لا يمر من أربيل"، مضيفاً: "تفضلوا ووجهوا فوهات مدافعكم صوب دولة إسرائيل، لا مدينة أربيل".

ولفت إلى أن "الوفد الأمني للحكومة العراقية عندما زار المنزل المستهدف لإجراء التحقيقات، أكد أنه منزلٌ مدني، وليس مقراً للموساد" الإسرائيلي.

وشدد خطيب جامع جليل الخياط على أن "إقليم كوردستان ليس جزءاً من الصراعات الدائرة في المنطقة"، مؤكداً أن "استهداف مدينة أربيل جريمة دولية كبرى".

وتعرضت مدينة أربيل، في وقتٍ متأخر من ليلة الاثنين 15 كانون الثاني يناير 2024، إلى قصفٍ بالصواريخ الباليستية، تبناه الحرس الثوري الإيراني، أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين مدنيين وإصابة ستة آخرين.

وذكر بيان صادر عن مجلس أمن إقليم كوردستان، ليلة الاثنين، أنه "في الساعة 11:30 من مساء ليلة 15 على 16 كانون الثاني 2024، أطلق الحرس الثوري الإيراني عدة صواريخ باليستية باتجاه مناطق مدنية في أربيل".

وأشار مجلس أمن كوردستان إلى أن "الحرس الثوري أعلن أن القصف طال مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية"، لافتاً إلى أن "هذه ذريعةٌ لا أساس لها ونحن نرفضها".

وشدد البيان على أن "أربيل باعتبارها منطقة مستقرة لم تكن أبداً مصدر تهديدٍ لأي طرف"، مؤكداً أن الاستهداف "يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة إقليم كوردستان والعراق".

بدوره دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مساء يوم الاثنين، الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ موقف صارم إزاء الانتهاك الذي طال سيادة العراق وإقليم كوردستان.

وقال مسرور بارزاني في بيان، اطلعت عليه كوردستان24، "مرة أخرى تتعرض أربيل الشامخة إلى استهداف صاروخي من قبل الحرس الثوري الإيراني، وللأسف هذا الهجوم غير المبرر أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين".

وأضاف رئيس الحكومة: "أسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة للشهداء والصبر والسلوان لأقاربهم والشفاء العاجل للجرحى، وأدين بشدة هذه الجريمة ضد شعب كوردستان".

وتابع: "كما أدعو الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ موقف صارم إزاء هذا الانتهاك لسيادة العراق وخصوصاً إقليم كوردستان".

كما طالب رئيس حكومة إقليم كوردستان "المجتمع الدولي إلى عدم التزام الصمت إزاء الظلم الذي يتعرض له شعب كوردستان".

وأشار إلى أنه "خلال الأيام المقبلة، سنكون على اتصالٍ دائم مع المجتمع الدولي، لأجل وضع حد لهذه الهجمات الوحشية ضد شعب كوردستان البريء".

من جهته، قال الرئيس مسعود بارزاني في بيان، يوم الثلاثاء، إن "الجميع على إطلاع بأن مدينة أربيل تعرضت للعديد من الهجمات الصاروخية ولعشرات المرات منذ عام 2020، من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني والفصائل المتحالفة معها".

وأشار الرئيس بارزاني إلى أن "هذه الهجمات والاعتداءات الإيرانية تعكس مدى الظلم الذي يرتكب ضد شعب إقليم كوردستان"، مضيفاً: "يعلم الذين يقفون خلف الهجمات التي تتعرض لها مدينة أربيل زيف إدعاءاتهم التي لاصحة لها ولا أساس".

وبيّن أنه "بعد هذه الاعتداءات نفذ صبرنا ووصل تحملنا إلى حد لن نبقى صامتين بعدها"، مبيناً أنه "في الوقت الذي ندين فيه هذه الجريمة البشعة نؤكد بأن هذه الأفعال بعيدة عن الشجاعة والشهامة".

كما استدعت وزارة الخارجية العراقية، يوم الثلاثاء، سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، وذلك لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل.

وقالت الوزارة، في بيان إنها "استدعت سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن"، مضيفةً أن "الهدف من الاستدعاء، هو لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين".

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الثلاثاء، قصف أربيل عملاً عدوانياً يقوض العلاقة بين بغداد وطهران.

وقال السوداني في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، إن "الضربة الإيرانية في أربيل كانت عملاً عدوانياً واضحاً ضد العراق استهدف منطقة سكنية وضحاياها عائلة عراقية كوردية، بينهم أطفال".

وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "هذا الفعل بالتأكيد تطور خطير يقوض العلاقة القوية بين العراق وإيران، والحكومة العراقية تحتفظ بحقها في اتخاذ كافة الإجراءات الدبلوماسية والقانونية بما يتطابق مع مبدأ السيادة الوطنية".

كما توالت ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية بعد الضربات التي استهدفت منازل المدنيين في أربيل، منددةً بالهجمات، ومطالبةً إيران بوقف "عدوانها" على كوردستان.

وتقدم العراق بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الموافق 2024/1/16، تتعلق بـ "العدوان الصاروخي الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة".

ورفعت وزارة الخارجية شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي عبر الممثلية الدائمة لجمهورية العراق في نيويورك أكدت فيهما أن هذا العدوان يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وسلامته الإقليمية وأمن الشعب العراقي.