مباحثات الهدنة في غزة تستأنف الأحد في القاهرة وحماس تتمسك بمطالبها

غزة
غزة

أربيل (كوردستان24)- تٌستأنف الأحد في القاهرة المباحثات الهادفة لإبرام هدنة بين إسرائيل وحماس في غزة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية تمسّكها بمطالبها لوقف الحرب في القطاع المدمّر والمهدّد بالمجاعة، والتي تدخل شهرها السابع غداً.

ويحلّ مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة المصرية لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأوردت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من السلطات المصرية السبت، أن العاصمة "تستضيف غداً اجتماعات لبحث سبل استعادة الهدوء بقطاع غزة".

ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الانسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين والتوصل الى "وقف فوري لإطلاق النار" يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة فرانس برس مساء الجمعة إن بايدن "كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به".

وشدد على أن "وقف إطلاق النار كان ليتحقق في غزة فيما لو وافقت حماس ببساطة على الإفراج عن الفئة الأكثر ضعفا من الرهائن: المرضى والمصابون والمسنّون والشابات".

وأكدت "القاهرة الإخبارية" أن المباحثات سيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل.

وأعلنت حماس أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية "سيتوجه غداً الأحد الى القاهرة استجابة لدعوة" مصرية.

وذكّرت بأن مطالبها لتحقيق الهدنة "تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة".

وأكدت أن هذه "مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها".

- استعادة جثة رهينة -

تشهد المحادثات تعثّرا منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل "بالمراوغة" و"التشدد".

وسبق للطرفين أن توصلا الى هدنة لأسبوع أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، أتاحت الإفراج عن أكثر من مئة رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل متعهدة بـ"القضاء" على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق، ما تسبب بمقتل 33137 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس، وخلف دمارا هائلا وكارثة إنسانية خطيرة في قطاع غزة.

كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

وتتسبب قضية الرهائن بضغوط داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، مع تحركات حاشدة في الشارع تطالب بإبرام اتفاق لإعادتهم الى عائلاتهم.

والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استعاد خلال الليل جثة رهينة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وأفاد بأن إلعاد كتسير الذي كان عمره 47 عاما عند خطفه من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس، "قتل بحسب معلومات خلال أسره بأيدي منظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية".

وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي بأن وفاة كتسير تعود الى منتصف كانون الثاني/يناير، بعد أيام من ظهوره في فيديو نشرته حركة الجهاد الإسلامي، ودعا فيه الحكومة الإسرائيلية الى بذل ما في وسعها لتأمين الإفراج عنه.

وفي حين جدد الجيش التزامه "تحديد مكان الرهائن وإعادتهم إلى الديار"، وجهت شقيقة كتسير انتقادات الى المسؤولين الإسرائيليين، معتبرة أن إبرام اتفاق هدنة مع حماس كان ليتيح عودة شقيقها على قيد الحياة.

وكتبت كارميت بالتي كتسير عبر فيسبوك "قيادتنا جبانة وتدفعها الاعتبارات السياسية، ولذلك لم يتم التوصل الى هذه الصفقة"، مضيفة "رئيس الوزراء، حكومة الحرب، وأعضاء الائتلاف: انظروا الى أنفسكم في المرآة وقولوا إن أيديكم غير ملطخة بالدماء".

- ضغوط لمزيد من المساعدات -

ويتواصل القصف والعمليات العسكرية بلا هوادة في أنحاء مختلفة من القطاع.

وأفاد بيان لوزارة الصحة التابعة لحماس أنه خلال 24 ساعة وحتى صباح السبت سجّل مقتل 46 شخصا جراء قصف إسرائيلي في أنحاء مختلفة من القطاع.

وأفاد الجيش الإسرائيلي السبت عن "عمليات دقيقة" ومعارك تمّ خلالها "القضاء على إرهابيين" في خان يونس التي تعرضت لدمار هائل جراء القصف والعمليات المتواصلة منذ أشهر.

وأعلن الجيش السبت أنه قام الأربعاء بـ"تصفية أكرم عبد الرحمن حسين سلامة"، واصفا إياه بأنه "من مسؤولي جهاز الأمن الداخلي" لحماس، وتولى مناصب منها "نائب رئيس محافظة خان يونس".

وطالب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل، في قرار عبّر عن مخاوف من وقوع "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بإدخال مزيد من المساعدات.

وأعلنت إسرائيل الجمعة السماح بنقل المساعدات "موقتا" عبر ميناء أسدود الواقع على بعد حوالى 40 كيلومترا إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بينها وبين شمال القطاع، وأيضا "زيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم" مع جنوب القطاع.

- "خيانة للإنسانية" -

وبينما رأى بايدن الجمعة أن اسرائيل تقوم بما طلبته واشنطن على صعيد إيصال المساعدات غداة تحذير وجهه الى نتانياهو، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدابير المعلنة "مشتتة" وغير كافية.

وندّد مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث بـ"خيانة للإنسانية". ودعا في بيان السبت إلى "تصميم جماعي على محاسبة (المسؤولين) عن هذه الخيانة للإنسانية".

وأضاف "بالنسبة الى سكان غزة، لم تحمل أشهر الحرب الستة سوى الموت والدمار وإمكان (وقوع) مجاعة وشيكة تسبب بها الإنسان".

وتحذّر المنظمات الانسانية من أن خطر المجاعة يتهدد أكثر من مليوني شخص في القطاع، وخصوصا في مناطقه الشمالية.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لفرانس برس إن "قضية المجاعة" في مناطق شمال القطاع "مأساة جديدة يعيشها المواطن".

وأضاف "الأطفال يموتون من الجوع، النساء الحوامل لا يستطعن الحفاظ على جنينهن، كما لا تستطيع من أنجبت توفير الحليب لرضيعها، فالمواد الأساسية غير متوافرة في قطاع غزة، وإن كانت متوافرة فهي شحيحة بشكل كبير، وما يدخل القطاع والمناطق الشمالية من إمكانات ومعدات ومواد أساسية لا يكفي بالمطلق حاجة القطاع".

- توضيحات "غير كافية" -

وتدخل المساعدات الخاضعة لمراقبة إسرائيلية صارمة بكميات ضئيلة جدا إلى غزة من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر جنوباً. كما تقوم بعض البلدان بإلقاء مساعدات جوا، غير أن ذلك لا يكفي لتلبية حاجات السكان الهائلة.

وحذرت منظمات دولية من استحالة العمل في القطاع، وعلّق بعضها عملياته بعد مقتل سبعة عاملي إغاثة في منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإثنين بضربات نفذتها مسيّرة إسرائيلية.

وأقر الجيش بارتكاب سلسلة "أخطاء جسيمة"، مؤكدا أنه ظن أنه كان يستهدف "مسلحا من حماس" عندما قصف ثلاث سيارات تألف منها موكب للمنظمة.

وطالبت "وورلد سنترال كيتشن" بتحقيق "مستقل"، فيما دعت بولندا التي قضى أحد مواطنيها في الضربة الى إجراء "تحقيق جنائي" بتهمة "القتل".

كما اعتبرت أستراليا السبت أن ما عرضته إسرائيل حول مقتل عاملة إنسانية أسترالية "غير كافٍ".

وإضافة الى الأزمة الإنسانية، أثارت حرب غزة مخاوف من اتساعها الى نزاع إقليمي يشمل جبهات عدة.

والسبت، جددت إيران التأكيد أنها ستردّ على هجوم وقع الإثنين ونُسب الى إسرائيل، أدى لتدمير مبنى قنصليتها في دمشق وأسفر عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران.

AFP