في أسوأ أزمة عراقية.. نازحون يتوسدون الأحذية ويتناولون وجبتين كل أربعة أيام

غادر طارق عبد الله مصطحبا معه ابنته البالغة من العمر أربع سنوات، مستشفى أقيم في مخيم للنازحين في بلدة حمام العليل جنوب الموصل ماشيا على ارض مشبعة بالوحل والطين في مشهد يختزل واقع عموم نازحي الموصل وما حولها.
kurdistan24.net

اربيل (كوردستان24)- غادر طارق عبد الله مصطحبا معه ابنته البالغة من العمر أربع سنوات، مستشفى أقيم في مخيم للنازحين في بلدة حمام العليل جنوب الموصل ماشيا على ارض مشبعة بالوحل والطين في مشهد يختزل واقع عموم نازحي الموصل وما حولها.

وكان عبد الله وهو موظف حكومي قد راجع المستشفى لعلاج ابنته ليعود بعدها مع ابنته إلى الخيمة التي يحيط بها الوحل من كل حدب وصوب.

وأقامت المنظمات الإنسانية الدولية والجهات المحلية في العراق عددا من المراكز الصحية داخل المخيمات التي لا تستوعب العدد المتزايد للنازحين.

ونزح أكثر من 40 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي من مدينة الموصل مع استعار المعارك داخل الأحياء الواقعة في الجزء الغربي للموصل.

وعرّت الأمطار التي هطلت في الأيام القليلة الماضية هشاشة الاستعدادات لإغاثة النازحين الذي يتدفقون بالمئات في كل يوم صوب المناطق الجنوبية ومنها حمام العليل.

ويقول طارق عبد الله "الأكل الذي يوفروه لنا كان بيه (فيه) طعم كاز (كيروسين)".

وكان عبد الله يتحدث متوسطا ابنته واحد أبنائه بينما وضع على الأرض علاجات استلمها لتوه من المستشفى الميداني الواقع داخل المخيم.

 وحينما سألته مراسلة كوردستان24 هيرو مولودي عن الوضع داخل خيمته قال عبد الله "نعال اخلي (أضع) تحت راسي وأنام" لعدم وجود وسائد.

ويعاني عبد الله شأنه شأن الآلاف من النازحين من قلة البطانيات والأغطية وقال إنه وزوجته يتناوبان على رعاية أبنائهما داخل الخيمة الفضفاضة.

ويقول سكان فارون من مناطق داخل الشطر الغربي للموصل إن الوضع في المخيم سيء للغاية وان كثيرين لا يحصلون على الطعام الكافي.

وقال احدهم دون أن يكشف عن اسمه أو وجهه إنه يتناول وجبتين من الطعام كل أربعة أيام وان الأطفال والنساء يواجهون سوء التغذية.

وبسبب الجو المتقلب في العراق أظهرت صور من تقرير أعدته كوردستان24 كيف أن الفارين يتزاحمون فيما بينهم للحصول على أغطية توزعها المنظمات الإنسانية.

وكان النازحون يسيرون فوق الطين بينما وقف عشرات آخرون في طابور يحملون في أيديهم صحونا أملا في الحصول على طعام.

وقد تتفاقم الأزمة أكثر بتصاعد درجات الحرارة فيما تتسارع وتيرة النزوح مع اقتراب القتال من المناطق الأكثر كثافة سكانية في غرب الموصل.

وحذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن أكثر من 400 ألف شخص أي أكثر من نصف عدد السكان الذين لا يزالون في الشطر الغربي للموصل قد ينزحون.