سیاسة
مصطفى عبد الوهاب العيسى
مصطفى عبد الوهاب العيسى

محرر

كرسي الرئاسة

كرسي الرئاسة
كرسي الرئاسة

ساعات قليلة تفصلنا عن أهم انتخابات رئاسية في العالم ، بل وأكثر الانتخابات الأمريكية تنافسية في تاريخ الولايات المتحدة .
من المعلوم بأن أمريكا لا تعتمد التصويت الشعبي بشكل مباشر ، وتعتمد أنظمة مختلفة في انتخاباتها الرئاسية تتمثل بأصوات المجمع الانتخابي لكل ولاية ، وعليه فإنه رغم إدلاء عشرات الملايين بأصواتهم في التصويت المبكر ، إلا أنه لا يمكن التكهن بنتيجة هذه الانتخابات بشكل دقيق .
كان الناخب الأمريكي فيما مضى من انتخابات أكثر حرية في العملية الانتخابية ، وكانت شخصية الرئيس تلعب دوراً رئيسياً في توجيهه ، وشهد التاريخ الحديث بعض التقلبات التي كانت فيها الولايات الجمهورية تصوت للمرشح الديمقراطي أو العكس ، ولكن منذ مطلع القرن الحالي تكاد تكون هذه الظاهرة قد اختفت بشكل كامل ليصبح التركيز بشكل أكبر على الولايات المتأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين .
لا بد أن نعلم بأن النتائج الأولية لا تعني بالضرورة فوز أحد المرشحين ، وكذلك استطلاعات الرأي لا تعكس فرص النجاح بموضوعية إذ أن معظم هذه الدراسات والمراكز التي تصدر هذه المعلومات للإعلام تتبع لأحد الحزبين بشكل أو بآخر ، وليس من المستبعد أن تكون مثل هذه التسريبات من سياسات الدعاية والإعلان التي جُمع لها وصُرف عليها وفق بعض الناشطين أكثر من سبعة مليارات .
ينتظر العالم بدء ونتيجة هذه الانتخابات بحذر ، ويرى العديد من المراقبين أن الرئيس القادم سيلعب دوراً هاماً في تغير وجه الخرائط الجيوسياسية وأنظمة التحالفات شرقاً وغرباً ، وفي الوقت الذي ينشغل فيه الناخب الأمريكي بملفات تعنيه بشكل مباشر كالهجرة والرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد وحقوق المثليين وما شابه نجد أن الكثير من الشعوب والسياسيين على حد سواء تترقب شخصية اللاعب الرئيسي في ملفاتهم الساخنة .
رغم ما نلاحظه من ازدياد لشعبية دونالد ترامب لدى المجتمع الأمريكي أرى بأن الفرص لا تزال متساوية ، وأن ميلاً نسائياً نحو المرشحة الديمقراطية قد يلعب دوراً حاسماً في هذه الانتخابات ، وأعتقد بأنه رغم الأهمية التي تمارسها جماعات الضغط واللوبيات وفي مقدمتها اللوبي الإسرائيلي إلا أنه سوف يكون للمسلمين دور محوري ومؤثر في العملية الانتخابية وخاصة في الولايات المتأرجحة من أريزونا إلى بنسلفانيا مروراً بميشيغان وغيرها .
من المعروف عن الولايات المتحدة الخطط الطويلة وثبات السياسات العامة ، ولكن شخصية الرئيس والحزب الحاكم هي التي تعطي شكل السياسة الخارجية ، وأمام ساكن البيت الأبيض تحديات صعبة جداً من تايوان وجاهزية الصين للمواجهة اليوم والحرب الروسية الأوكرانية إلى الأزمات المتصاعدة بين الكوريتين وأخيراً إلى الشرق الأوسط الذي تتعقد حروبه وقضاياه يوماً بعد يوم .
مما كتبه كارلوس فوينتس في رواية كرسي الرئاسة التي تدور أحداثها في المكسيك  : " ماذا كنت سأقول لك لو كان هذا هو اليوم الأول على عرش النسر ! " ..
هذا والحديث عن كرسي الرئاسة في المكسيك ، فكيف بكرسي رئاسة البيت الأبيض .
رغم توجه الكثير من المحللين لفوز ترامب ، وتوقع حدوث اضطرابات وعنف سياسي في حالة عدم فوزه ، فإنني أذهب إلى وجود فرصة كبيرة لمنافسته القوية كامالا هاريس ، والساعات القادمة ستكشف لنا صحة أو خطأ التوقعات .