
مصطفى عبد الوهاب العيسى
كاتب وباحث
"يناير" پیرۆز بێت

كان اعتراف الجزائر قبل عدة أعوام ، ومن ثم المغرب وغيرها بعيد رأس السنة الأمازيغية خطوة كبيرة في مسيرة ترسيخ العيش المشترك ، وقبول الثقافة الأمازيغية الأصيلة والقديمة في دول شمال أفريقيا .
أصبح اليوم يناير ومنذ الاعتراف به من قبل بعض السلطات والحكومات إجازة رسمية وعطلة وطنية تحتفل بها شعوب شمال أفريقيا وبشكل خاص الشعب الأمازيغي الشقيق .
في دول الشرق الأوسط بشكل عام تعتبر معرفتنا ضعيفة بالشعوب الأمازيغية وثقافاتها وتقاليدها العريقة.
أما القارئ والمهتم بتاريخ الحضارات والشعوب والعصور القديمة فلا بُدَّ وأنه يملك اطلاعاً لا بأس به على عادات وفنون شعوب ضاربة في تاريخ القارة السمراء كالشعوب الأمازيغية الطيبة.
ورغم ذلك أعتقد بأن القراءة - ورغم أهميتها - غير كافية ، وتبقى للعشرة واللقاءات المباشرة أهمية بالغة في إثبات أو نفي ما تراكم في عقولنا من قراءات سابقة .
ما قرأته وما تشكل من ثقافة في عقلي الباطن سابقاً دفعني بشكل طبيعي إلى حب الأمازيغ والتعاطف مع قضاياهم ومطالبهم وحقوقهم وو .. الخ ، وهو ما جعلني بدافع الفضول والمعرفة إلى أسئلة كثيرة للأصدقاء الأمازيغيين من الجزائر والمغرب وتونس وو .. الخ الذين جمعتني الصدف والمواقف بهم في دولة الإمارات قبل ثلاثة أعوام.
ودارت بيننا نقاشات وحوارات مطولة كانت تُرسِّخ في ذهني الصورة الجميلة للشعوب الأمازيغية بشكل عام من كرم وضيافة وأخلاق رفيعة والتزام بالمبادئ وتسامح وانفتاح على الآخر .
في إحدى الجلسات أخذ الكورد والقضية الكوردية نصيباً كبيراً من أحاديثنا ، ووجدنا بعض القواسم المشتركة التي تُسهِّل علينا إيصال أفكارنا في الحديث بينما كنت أستعرض لهم بعض اللمحات من اضطهاد النظام السابق في سوريا للكورد وحرمانهم حتى من الحديث بلغتهم أو الاحتفال بنوروز .
وهكذا لتبسيط بعض الأفكار قلت بأن نوروز هو يناير الكورد ، ويناير هو نوروز الأمازيغ ، وهو ما دعاني اليوم لتهنئتهم وعنونة هذا المقال باللغة الكوردية .
يناير من التقاليد العريقة والجامعة ، ويعكس الارتباط العميق للتاريخ والثقافة ، ويعود تاريخه لما يقارب ال3000 عام ، وهو يوم حافل بإحياء العادات والتقاليد ، ولا يمكن أبداً حصر الأساطير الشعبية والمرويات العديدة التي تتحدث عنه .
تنطلق في مثل هذا اليوم فعاليات متنوعة لتعريفنا بأصالة الهوية الأمازيغية ، وعدد كبير من الاحتفالات في دول شمال أفريقيا المصحوبة بالموسيقى والأغاني التراثية والتجمعات العائلية، وطبعاً المأكولات اللذيذة مثل الكُسكُس والطاجين والشخشوخة ، وأجمل ما نشهده حقيقة في الدول التي تحتفل بهذا العيد هو مشاركة كل الشعوب كالشعوب العربية مثلا في هذه الاحتفالات .
ختاماً وحتى نحتفل يوماً ما بيناير ، ونحن نرتدي الأزياء التقليدية المميزة مع إخوتنا من الشعب الأمازيغي الشقيق نقول لهم :
يناير پیرۆز بێت ، وأسكواس أمغاز ، وسنة أمازيغية سعيدة ، وكل عام وأنتم بألف خير