الجزء العشرون.. بارزان في المصادر العراقية

الجزء العشرون.. بارزان في المصادر العراقية
الجزء العشرون.. بارزان في المصادر العراقية

- كان للشيخ أحمد البرزاني الأخ الأكبر لمصطفى البرزاني نفوذ على الشروانيين[ الشيروانيين] وعلى القبائل المجاورة [ الدوله مريين والمزوريين والهركي بنه جه وغيرهم من أعضاء التحالف البارزاني]، لوجود المصاهرة بينهما و إستعمال القوة والتهديد مع بعضها الآخر، وكان يحاول إستغلال نفوذه لأهدافه الخاصة، فأخذ يعارض رغبة الحكومة في تأسيس إدارة مدنية منظمة في منطقة بارزان وينهب القرى المجاورة ويهاجم العشائر التي لم تجاره في أفعاله وتمرده[ كلام غير دقيق وعار عن الصحة]، لذلك أنذرته الحكومة وطلبت منه الكف عن أعماله التي تخالف النظام وتهدد الأمن ، كان جوابه على ذلك أن باغت قائمقام (الزيبار) وبعض أفراد الشرطة ليلة 7 كانون أول سنة 1931 وأسرهم لذلك صدرت الأوامر إلى حامية ( بٍله ) بالتحرك إلى بارزان وإحراق دار الشيخ أحمد البرزاني تأديباً له فتحركت مفرزة من الحامية المذكورة ليلة 8/9 كانون الأول سنة 1931 وعند وصولها قرية (بارزان) ، إصطدمت مع أتباع الشيخ أحمد البرزاني الذين كانوا يحرسون القرية، و إشتبكت معهم في معركة حامية الوطيس وفي صباح اليوم التالي عادت المفرزة إلى ( بله ) وكان نتيجة ذلك ، أن إعتذر الشيخ أحمد البرزاني عن إعتدائه على القائمقام و أفراد الشرطة، وإطلق سراحهم يوم 12 كانون أول 1931 .[ لماذا لم تذكر خسائر الجيش العراقي بقيادة العقيد برقي صدقي  آمر فوج بله وهو شقيق اللواء بكر صدقي].ينظر: ( مذكرات الفريق الاول الركن صالح صائب الجبوري، صفحات من تأريخ العراق المعاصر1914- 1958)، تحقيق: اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس.

2- لم يتعض الشيخ أحمد البرزاني بنتائج إصطدامه مع قوة حامية ( بله) بل إستمر في إغتصاب أموال الأهلين المساكين في القرى المجاورة وتهديدهم بالقتل والإخلال بالسكينة والأمن[ كلام دعائي للسلطاتى العراقية الملكية آنذاك]، فما كان من الحكومة إلى أن وجهت إنذاراً بتأريخ 13  كانون الاول عام 1931 وطلبت منه أن يعيد جميع المواد المنهوبة التي إغتصبها من القرى المجاورة إلى أهلها ، وأن يَخلُد إلى السكينة ولكنه لم يرتدِع، وأخذ يفاوض رؤساء العشائر المجاورة للإتفاق معهم على التمرد، فوافقه بعضهم و رفض أخرون من عشائر الزيباريين وعشائر الهركيه . وخلال شهر شباط 1932 أخذ الشيخ أحمد البرزاني يتجول بجماعات مسلحة بجوار حامية ( بله ) وأخذ أعوانه ينقلون عوائلهم إلى جبل (شيرين) المحاذي للحدود التركية وهو من الجبال ذو الطبيعة الوعرة. ينظر: (مذكرات الفريق الاول الركن صالح صائب الجبوري، صفحات من تأريخ العراق المعاصر1914- 1958).

3- ولتمادي الشيخ أحمد البرزاني في العبث بالأمن تقرر التنكيل به في فصل الربيع فحشدت في منطقة بافستيان في 13 آذار 1932 القطعات التالية :

كتيبة خيالة، وثلاثة أفواج مُشاة: وهي الفوج الثاني والفوج الثالث والفوج التاسع، وبطرية مدفعية جبلية، وفصيل رشاشات آلية وقطعات ملحقة آخرى و أسندت قيادة القوة إلى الزعيم الركن خليل زكي .

وقد تقرر الشروع بالحركات يوم 15 آذار عام 1932 على أن يجري العمل بثلاثة محاور:

 (1)  إحتلال منطقة شيروان.

(2)  إحتلال منطقة شيروان مازن.

(3)  إحتلال منطقة بارزان.

4- بدأت الحركات والتقدم نحو (مركه سور) لغرض تنفيذ الخطة، أعِدً رتل بإسم رتل ( داي ) مؤلف من سرية خيالة ورعيل رشاش ، وفصيل مدفعية جبلية ، و فوجي مشاة وهما الفوج الثاني والفوج الثالث وقوة شرطة مؤلفة من مائة شرطي خيال ومائة شرطي مشاة، وألحق بالرتل ممثل سياسي ، لإطلاع السكان على الهدف من قيام الحكومة بهذه الحركات وإنها لصالحهم وتحسين أحوالهم وتوطيد الأمن في منطقتهم وكذلك تطمينهم على أنفسهم وأموالهم.

5- في 10 آذار 1932 أنذِرَ الشيخ أحمد البرزاني بضرورة الحضور إلى ( بله ) قبل مساء 14 آذار للتفاهم على تأسيس إدارة مدنية في قضاء (الزيبار)، ولكنه لم يحضر في الموعد المحدد ولذلك تقدم  (رتل داي ) صباح 15 آذار فوصل ( مازنه ) وعسكر فيها ثم تقدم يوم 16 آذار فأحتل (مركه سور) هاجم العصاة معسكر( رتل داي ) في (مركه سور) ليلة 18/19 آذار 1932 فقاومتهم الربايا وإضطروا بتأثير النيران الشديدة إلى الإنسحاب صباحاً.

6- بعد أن تم تأسيس مركز ناحية في (مركه سور)، تحرك الرتل صباح 30 آذار 1932 نحو زازوك فوصلها وعسكر فيها، وبقى في معسكره يومي 1و2 نيسان بسبب هطول الأمطار ،كان العصاة منتشرين في القرى المجاورة للمعسكر، فهاجموا المعسكر ليلة 2/3 نيسان 1932 ثلاث مرات فصدتهم الربايا وكبدتهم بعض الخسائر .

7- في صباح 3 نيسان 1932 صدرت الأوامرإلى رتل (داي) بالتقدم نحو[ قرية] بريسيا معقباً وادي ( مامشك – داجي) ولوعورة هذا الوادي وكثرة القمم التي تشرف على طرفي الطريق ، الأمر الذي يجعلها في موقع السيطرة، فقد إستغرق الرتل وقتا طويلاً في إخراج الربايا الأمر الذي أخره عن الوصول إلى هدفه في الوقت الملائم ، ولما شعر العصاة بأنه لم يبقى من ساعات النهار ما يكفي قوات الجيش للوصول إلى هدفها، هاجموا الرتل هجوماً مركزاً من جميع الجوانب في الساعة 14:30، إلا أن قيادة الرتل، بعد أن قدرت الموقف سيطرت عليه رغم حراجتها وصد الرتل جميع الهجمات وكبد العصاة خسائر كبيرة وقبل أن يحل ظلام ذلك اليوم صدرة الأوامر للرتل بالتعسكر في مامشك بغية التقدم إلى بريسيا في اليوم التالي . فعسكر فيها وأخرج الربايا اللازمة لحماية المعسكر وكان القتال مستمراً. وبالرغم من محاولات العصاة في تلك الليلة إسقاط الربايا، إلا إنهم لم يستطيعوا ذلك، فقد قاومت الربايا في تلك الليلة العصيبة، وصدت جميع الهجمات بنجاح، وفي صباح اليوم الرابع من نيسان إستأنف الرتل الحركة، فتقدم نحو( بريسيا ) وإحتلها.

8- في يوم 4 نيسان بعد أن تم إحتلال بريسيا، تقرر القيام بحركة تطهيرية واسعة تستهدف تطهير منطقة (مامشيك – زازوك) من العصاة[ الثوار البارزانيين بقيادة الشيخ أحمد] بعد إنزال ضربة قاضية بهم. وفي صباح اليوم السادس من نيسان تحرك رتل (داي) من بريسيا وتحرك الفوج التاسع من (مركه سور) و قد تجمع هناك مساء اليوم الخامس من نيسان فأصطدم رتل (داي) بالعصاة قرب قرية مامشك وإستطاع بعد قتال عنيف وبمعاونة الفوج التاسع أن يطردهم نحو الغرب بعد تكبيدهم خسائر كبيرة ، عسكر الرتل والفوج سوية في (زازوك) في الساعة  18:00 وكان لهذا القتال أثر عميق في نفوس العصاة ، فتفرق كثير منهم و إلتجأوا إلى الكهوف.

9- بعد قتال مامشك وعودة رتل (داي) من بريسيا إلى زازوك، قدر مقر الجيش الوضع في منطقة (بارزان ) وجوارها على ضوء الحوادث الجارية فأصدر الأوامر اللازمة و إتخذ الإجراءات التالية:

أولاً: تشكيل رتل (باز) من حاميتي ( بله وعقرة) وإضافة بعض القطعات الأخرى للعمل في منطقة ( بله) والتأثير على العصاة من ذلك الإتجاه، وقد تألف الرتل من ( ثلاثة أفواج مُشاة وبطرية مدفعية جبلية وخدمات أخرى) وتم حشدها في 15 نيسان 1932.

10-  في 15 نيسان [1932م] تم إيقاف الدراسة في كلية الأركان[ العراقية في بغداد] بصورة وقتية وإلحاق منتسبيها بالحركات الفعلية في منطقة (بارزان) وقد عين كاتب هذه الأحداث بمنصب مقدم لواء رتل (داي)[ المقدم الركن صالح صائب الجبوري] إعتباراً من 15 نيسان 1932 وإلتحق بمقر الرتل في معسكر زازوك وبقى مع الرتل حتى إنتهاء الحركات وعودته إلى كلية الأركان في 4 تموز 1932.

11- تعزيز قوة الرتل (داي) في النصف الثاني من شهر نيسان [1932م] بإلحاق الفوج السابع بالرتل، وكذلك إلحاق الفوج الرابع في بداية شهر أيار، وهكذا أصبح رتل (داي) مؤلف من أربعة أفواج مُشاة وبطارية مدفعية جبلية عيار 3.7 عقدة . ينظر: (مذكرات الفريق الاول الركن صالح صائب الجبوري، صفحات من تأريخ العراق المعاصر1914- 1958).