الکرة الخلیجیة بنكهة کوردیة لا تقلل من شأن العراق

لاعبو نادي دهوك الرياضي
لاعبو نادي دهوك الرياضي

منذ فوز المنتخب العراقي في كأس اسيا على نضيره السعودي , لا يزال  يحلم العراق بوصول أحد فرقها الرياضية الى مراحل النجومية  مرة اخرى و لكن  یبدو أنه قد غاب عن الساحة الریاضیة  بعد خسارات عديدة في المراحل الأولی من المباریات سواءا علی مستوی الأندية أو المنتخبات و ربما یعود هذا الی سوء أداء الإداري لمؤسسات الریاضیة و تحدیدا لعبة کرة القدم الأکثر شعبیة في العالم. 

و لحسن الحظ برز العراق مؤخرا اسمه في صدارة القوائم المتنافسة علی الساحة الریاضیة مرة اخرى ولکن هذە المرة کانت تختلف عن سابقاتها التنافسیة حیث کان بروز العراق بنکهة کوردیة و لیست عربیة و هذا یعتبر أمرا طبیعيا لأن أقلیم کوردستان کأقلیم فیدرالي جزء من الدولة العراقیة الذي قاد الکرة العراقیة و أوصلها الی نهائي کأس الخلیج و فوزه بلقب البطولة.

وما یثیر الانتباه هنا هو غیاب الدعم والتشجيع  العربي العراقي لنادي دهوک الریاضي العراقي باعتباره ممثلا للوطن. على خلاف ذلك هناک جمهور کبیر من الكورد في الأقلیم للأندية العراقية في وسط و جنوب البلاد كنادي الزوراء والقوة الجویة و غیرها من الأندية التي لها جمهور في أقلیم کوردستان. و و كثيرا ما تم ملاحظته أن اعدادا كبيرة من اهالي الأقليم توجهوا الى بغداد لتشجيع أندية عراقية كنادي زوراء على سبيل المثال و هذا يدل بانه کان ولايزال هناک دعم کبیر و تشجيع من الجمهور في محافظات الأقلیم للأندية العراقیة من الوسط والجنوب و بالمقابل هناك غياب جماهيري عربي مشجع للأندية الشمالية سوی عدد ضئیل جدا من صفحات التواصل الاجتماعي و تقاریر اخباریة قصیرة عن الأداء الریاضي العالي وصول نادي دهوک الی هذە المرحلة في دوري الخلیجي.

کان من المتوقع وجود جمهور نادي دهوک من محافظات اخری في الوسط و الجنوب و معهم أعلام عراقیة باعتباره فريق عراقي في المبارات الأخيرة في ملعب دهوك وفي دولة الكويت ايضا لتعطي صفة وطنیة و نجومية رياضية عراقیة بارزة و یبدو أن هذا الأمر قد احرج البعض و کأنهم یرون انفسهم اسیادا علی القومیات و الأعراق الاخری العائشین في الدولة العراقیة وتجاهلوا بأن هذە العقلیة الرجعیة لا یمکن أن تجمع کل الأطیاف من العراقیین في حضن وطن واحد،  علما بأن الدوري الخلیجي أو العراقي لكرة القدم هو حدث ریاضي لا سیاسي وأو ليس تمریرا قانون معین في المجلس النواب لصالح فئة معینة فالنادي يمثل العراق بصفة رسمية في وسط رياضي إقليمي.

من الأجدر أن یفتخر العراقیون بهذا الفوز

 دعم نادي دهوك هو استثمار في صورة العراق الرياضية وتعزيز مكانته على الساحة الدولية و هذا  لیس أمرا مخجلا أو محرجا اذا افتخر کل العراقیین ببروز اسمە الی القمة بفضل نادي دهوك من أقليم كوردستان العراق, فبكون العراقيين مفتخرين بناديهم نادي دهوك الرياضي یدل علی أن العراق قد اخرج من مرحلة الحروب و الأزمات المستعصیة و تغلب علی التمییز العنصري و بدأ طورا مختلفا من الحیاة وأفاق واسعة من التفكير في زمن التكنلوجيا الحديثة و الذكاء الاصطناعي  و قد دخل مرحلة جدیدة من التطور والتنمیة و بدأ یتنافس الدول في کل المجالات بدءا من الریاضة.

الإخلاص في العمل يکسب نتائج مرضیة

لم یأتي تفوق نادي دهوک الریاضي عن صدفة، و إنما تفوقه علی الأندیة العراقیة للدوري العراقي لهذا العام و وصوله الی نهائي کأس الخلیج و فوزه بلقب البطولة نتيجة لروحً رياضي عالي وكفاءة كبيرة، معتمدًا على جهود لاعبيه وكادره الفني وإصرارهم على تحقيق النجاح، دون أن يحظى بالدعم المطلوب من المؤسسات الرسمية. ورغم الوعود السابقة، ما زال النادي يواجه تحديات مالية ولوجستية تعيق مسيرته وتضع مستقبل هذه الإنجازات على المحك. ولكن نتیجة المثابرة و العمل جاد والتخطیط المحکم من قبل إدارة النادي وكونه فريق منظبط بكل المقاييس التزامه بالانظباط الریاضی کل هذا ادی الی وقوف نادي دهوک الریاضي علی وساق قدمیه و وصوله الی القمة و ما یطمح اليه من اهداف صعبة غیر مستحیلة.

الدور السلبي لاتحاد العراقي لکرة القدم

الاتحاد العراقي لکرة القدم أثبت بمواقفه السلبية بأنه اتحاد سیاسي عنصري مذهبي  منحاز و غیر محاید ، یغار علی انتصارات نادي دهوک و تأهله لنهائي کأس الخلیج و تفوقه علی الأندیة العراقیة الاخری و جماهیره الواعي وکذلک إدارته الناجحة و استنادا الی ما ینتهج الیە اتحاد العراقي لکرة القدم کان هناک تعتیم إعلامي واضح من قبل الإعلام العراقي و خاصة الریاضي منە و تحدیدا القنوات الإعلامیة الحکومیة علی ما حدث اخیرأ للکرة العراقیة لصالح الأندیة الکوردستانیة، و خلق هذا استياء واضحا في الأوساط الرياضية على مستوى الإقليم و اعتبرهذا الموقف نتيجة لعقلیة رجعیة متخلفة و کذلك تعامل الأوساط العراقیة مع تأهل دهوک لکأس الخلیج و تفوقه علی الأندیة العراقیة الاخری و کأنه حدث سیاسي ولیس ریاضي ویبدو أن المشهد الریاضي الذي راه العالم مؤخرا ضربة موجعة علی العروبة العراقیة. 

لقد اثبتت الحکومات العراقیة المتعاقبة و بما فیها بعض أوساط شعبیة بأنهم کانو و لا یزالون یعیشون في أوهام لا یستغنی عنە و لا یرون أنفسم إلا اسیادا علی الآخرین و نسوا بأن الوطن للکل ولیس لهم فقط. هذا الاسلوب یجعل الآخرین أحیانا لا یشعرون بانتماءهم للعراق لطالما یعتبرون بأن العراق لهم فقط.

نادي دهوك الریاضي اعطی درسا  لا یستهان بە لکل الأندیة العراقیة و لاتحاد العراقي لکرە القدم. و بإعتبار  الی ما وصل الیە نادي دهوک یجب أن یتعلموا العراقیین في اجزاء البلد فن الإدارة، الجدیة و الإخلاص في العمل والإیمان بالمبادئ والأهداف.