الثالوث الذهبي في كوردستان.. قادة التاريخ وشرفاء الشعب المظلوم

الثالوث الذهبي في كوردستان.. قادة التاريخ وشرفاء الشعب المظلوم
الثالوث الذهبي في كوردستان.. قادة التاريخ وشرفاء الشعب المظلوم

في زمنٍ تحكمه التحولات العنيفة والتحديات الجسيمة في الشرق الأوسط، يبرز إقليم كوردستان كواحة صامدة من الاستقرار والتنمية وسط بحر من الفوضى والانهيار. يقف على رأس هذه الواحة الثلاثي التاريخي—فخامة الرئيس مسعود البارزاني،  وفخامة السيد نجيرفان البارزاني رئيس اقليم كوردستان، والسيد مسرور البارزاني رئيس وزراء حكومة اقليم كوردستان، رموز قيادية تحكّمت بزمام الأمر دون خوف أو تردد، وبوصلتها كانت دومًا مصلحة شعب ظُلم طويلاً وكُتبت عليه المآسي.  

هؤلاء القادة صنعوا من كوردستان نموذجاً فريداً في مقاومة العنصرية والاضطهاد، وتحدوا الضغوط الإقليمية والدولية عبر سياسة الحكمة، الشجاعة، والتخطيط الاستراتيجي، ليبنوا مجتمعاً مترابطاً يحترم القانون ويناضل من أجل كرامته. 
إنهم ليسوا مجرد أسماء بل زعماء حركة النهضة  التي تشعل أمل جديداً لشعب يتوق للحرية والتنمية.


الإنجازات التنموية في كوردستان بقيادة السيد مسرور البارزاني: 
معادلة نجاح مدوية  
في وقت أغرقت فيه أزمات العراق المركزية البلاد في بحر من الفساد والشلل، حقق إقليم كوردستان خطوات هائلة نحو التنمية المستدامة:  

- الطاقة النظيفة والاستقرار الكهربائي:
-  توفير كهرباء مستمرة لـ 4.2 مليون نسمة، وإيقاف آلاف المولدات الملوثة، مما أدى إلى نقلة نوعية في جودة الحياة ودعم الصناعات المحلية.  
- مشاريع البنية التحتية الضخمة: تنفيذ 717 مشروعاً للطرق بشبكة متكاملة تربط المدن والقرى والنواحي، مهدت الطريق أمام تنقل آمن واقتصاد مزدهر.  
- اقتصاد الاستثمار وتنمية القطاع الخاص: استقطاب 24 مليار دولار في 564 مشروع استثماري، مكنت الآلاف من السكان من فرص عمل حقيقية ونمو اقتصادي غير مسبوق.  
- الخدمات الاجتماعية المتطورة: استثمار متزايد في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، ما رفع مستوى رفاهية المواطن وأسهم في استقرار المجتمع.
هذه الإنجازات تمثل تحدياً صارخاً للواقع المزري المحيط، وتبرهن على قدرة الإدارة الحكيمة على تحقيق معجزات تنموية حتى في بيئات معقدة.

 

انتهاكات الحكومة العراقية المركزية: خيانة وخطر يهدد وحدة البلاد  

رغم هذه النجاحات، تواجه كوردستان عاصفة من السياسات المركزية التمييزية التي تمزق النسيج الوطني. اتفاقات دستورية صاغها العراقيون كإطار لحماية حقوق الجميع تحولت إلى أوراق تُمزق أمام عجز الحكومة المركزية وفشلها في حفظ العدل.  

حجبت بغداد 78% من مخصصات الإقليم، وأغلقت المنافذ الحدودية، وعرقلت عشرات الاتفاقيات الاستثمارية، محاولة فرض حصار اقتصادي مبرمج يهدد مستقبل كوردستان بأكملها.  

هذا السلوك لا يفضي فقط إلى الإضرار بالإقليم، بل يضرب في العمق وحدة العراق ويفتح الباب لصراعات قد تُكلف الجميع ثمناً باهظاً، محافظاً في الوقت نفسه على أن حق الشعوب في المشاركة بمواردها وإدارتها هو حق لن يمكن تجاوزه.

 

مأساة العراق: الفساد والميليشيات تغتال الدولة  

بينما تحل النجاحات في كوردستان، تغرق الحكومة العراقية المركزية في أزمات متلاحقة تجعلها عاجزة عن إدارة شؤون الدولة بفعالية. بعد 2003، انتشرت الميليشيات ككيانات خارج إطار الدولة، تعمل بأجندات إقليمية، مدمرة للاستقرار وأمن العراق.  

نتيجة لذلك، تسربت موازنات ضخمة إلى أيدي مجموعات متنفذة، وفي الوقت ذاته أصبح العراقيون يعانون من تردي خطير في الخدمات الأمنية، الاقتصادية والاجتماعية. تراجع العراق دولياً إلى موقع التهميش السياسي، وفقد فرص التعاون وتحسين علاقاته الإقليمية والدولية.  

هذا الواقع المرير هو انعكاس مباشر للفساد المستشري وصراع النفوذ الذي لا يراعي مصلحة الوطن بل يغذّي الفوضى والاقتتال الأهلي.

 

كوردستان والبطولة في مواجهة الإرهاب: عمود الفقر الإقليمي  

في ظل انهيار الدولة المركزية، قامت كوردستان بدور تاريخي وحيوي في مواجهة أخطر التحديات الأمنية، تنظيمات إرهابية وأزمات إنسانية تهدد أمن العراق والمنطقة بأسرها.  

قوات البشمركة لم تكن مجرد قوة مسلحة، بل مثّلت ذراع الوطنية والتضحية، تقاتل نيابة عن العراق بأكمله، وتلعب دوراً محورياً في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، واستعادة الأراضي من قبضة المستندين إلى العنف والدمار.  

هذا الدور البطولي عزز من مكانة كوردستان كركيزة للأمن والاستقرار، ويؤكد أن مستقبل العراق لا يمكن بناءه إلا على مبادئ العدالة والتكامل واحترام حقوق جميع مكوناته.

 

 خاتمة: دعوة للوعي والمساءلة وبناء مستقبل كوردستان الحرّة  

هذا المقال ليس مجرد سرد لأحداث أو أرقام، بل دعوة لمراجعة الوعي الوطني والإقليمي تجاه مآلات حكم الفساد والإقصاء، وتعزيز قيم العدالة والتنمية. يجب أن يدرك الجميع أن مستقبل شعوب المنطقة يُبنى على احترام الاتفاقيات، تحقيق التنمية العادلة، وإنهاء فوضى السلاح والميليشيات.  

إن قصة كوردستان هي شهادة حية على أن الإرادة السياسية الحكيمة يمكن أن تصنع الفرق، وأن الشعب قادر على الانتصار رغم الظروف الصعبة، طالما يوجد قائد يحمل همومه بصدق وشجاعة.  

فلنقف معاً من أجل كوردستان حرّة، مستقلة الإرادة، محترمة الحقوق، تنعم بالأمن والتنمية، وتسطع كنجمة أمل لشعوب المنطقة.