الحرية كوجود: فلسفة النضال الكوردي من الشيخ أحمد البارزاني إلى واقع الحاضر"

الحرية كوجود: فلسفة النضال الكوردي من الشيخ أحمد البارزاني إلى واقع الحاضر"
الحرية كوجود: فلسفة النضال الكوردي من الشيخ أحمد البارزاني إلى واقع الحاضر"

"الشيخ أحمد البارزاني"، القائد الكوردي العظيم، لم يكن مجرد مناضل ضد الأنظمة الدكتاتورية، بل كان فيلسوفًا للحرية يؤمن بأنها جوهر الوجود الإنساني.
 نضاله، الذي بدأ في أوائل القرن العشرين، لم يكن مجرد مقاومة مسلحة، بل كان حركة وجودية تهدف إلى تحقيق الذات والاعتراف بالهوية الكوردية. 
اليوم، وبعد أكثر من قرن من النضال، لا يزال الشعب الكوردي يواجه تحديات جسيمة في سعيه نحو الحرية والكرامة، وسط اضطهاد وعنصرية من قبل الحكومة العراقية الحالية، وسكوت دولي يناقض الشعارات التي ترفعها الدول الكبرى حول حقوق الإنسان.

 

البعد الفلسفي في فكر الشيخ أحمد البارزاني

كان الشيخ أحمد البارزاني يؤمن بأن الحرية ليست مجرد هدف سياسي، بل هي شرط أساسي لوجود الإنسان. من خلال هذا البعد الفلسفي، كان ينظر إلى نضال الشعب الكوردي كحركة وجودية تهدف إلى تحرير العقل قبل تحرير الأرض. 
هذه الرؤية جعلت من النضال الكوردي حركة ثقافية وفكرية، بالإضافة إلى كونها سياسية وعسكرية.

 

البعد الوطني والإنساني

الشيخ أحمد البارزاني كان رمزًا للوطنية الكوردية، لكن وطنيته لم تكن عنصرية أو انعزالية. 
كان ينظر إلى الكورد كجزء من الإنسانية جمعاء، ويؤمن بأن كرامة الإنسان الكوردي جزء لا يتجزأ من كرامة البشرية بأكملها. 
هذا البعد الإنساني جعل من نضال الكورد قضية عالمية، حيث أصبحت معاناة الشعب الكوردي رمزًا لمعاناة كل الشعوب المضطهدة.

 

استمرار النضال: من الخالد مصطفى البارزاني إلى القادة الحاليين

بعد الشيخ أحمد البارزاني، حمل الراية من بعده ابن أخيه *الخالد مصطفى البارزاني*، الذي قاد الحركة التحررية الكوردية ببصيرة وشجاعة.
 تحت قيادته، تحول النضال الكوردي إلى حركة منظمة ذات أهداف واضحة. 
من بعده، استمر النضال تحت قيادة نجليه ((الخالد إدريس البارزاني*)) و ((فخامة السيد مسعود البارزاني*))، الذي قاد إقليم كوردستان نحو تحقيق إنجازات كبيرة في بناء المؤسسات وتعزيز الديمقراطية.
 اليوم، يواصل (((السيد نيجيرفان البارزاني*)) رئيس إقليم كوردستان، و((السيد مسرور البارزاني*)) رئيس وزراء حكومة الإقليم، مسيرة النضال من خلال تعزيز الاستقرار والتنمية في الإقليم.

 

واقع إقليم كوردستان اليوم: الاضطهاد والعنصرية

على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكوردي، لا يزال إقليم كوردستان يواجه تحديات كبيرة. 
الحكومة العراقية الحالية، بدلًا من أن تكون شريكًا في بناء مستقبل ديمقراطي، تمارس سياسات عنصرية وتمييزية ضد الكورد. 
من تقييد الموارد المالية إلى تجاهل المطالب المشروعة للإقليم، تعكس هذه السياسات استمرار النظرة الدونية تجاه الشعب الكوردي. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الإقليم أزمات اقتصادية حادة بسبب تقليص الميزانية المخصصة له، وتحديات أمنية متزايدة بسبب وجود جماعات مسلحة تهدد استقرار المنطقة.

 

السكوت الدولي والنفاق

في الوقت الذي ترفع فيه الدول الكبرى شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية، نجدها تتجاهل معاناة الشعب الكوردي.
 السكوت الدولي على انتهاكات حقوق الكورد، وعدم الضغط على الحكومة العراقية لتحقيق العدالة، يعكس نفاقًا صارخًا.
 هذه الدول، التي تدعي الدفاع عن الحرية، تختار الصمت عندما يتعلق الأمر بحقوق الكورد، مما يزيد من معاناتهم ويطيل أمد نضالهم.

 

مقارنة سريعة مع نضالات أخرى

مثل الشعب الكوردي، ناضلت شعوب أخرى من أجل الحرية والاستقلال. الشعب الفيتنامي، على سبيل المثال، قدم تضحيات جسيمة لتحرير بلاده من الاستعمار. الشعب الجنوب إفريقي قاد نضالًا طويلاً ضد نظام الفصل العنصري. هذه النضالات تذكرنا بأن الحرية ليست هبة، بل هي حق يُكسب بالنضال والتضحية.

 

الخاتمة: الحرية ليست خيارًا، بل ضرورة وجودية

نضال الشعب الكوردي هو نضال من أجل الوجود، من أجل الاعتراف بحقوقه الإنسانية الأساسية.
 إن الاضطهاد والعنصرية التي يواجهها الكورد من قبل الحكومة العراقية، والسكوت الدولي على هذه الانتهاكات، يعكسان واقعًا مريرًا.
 لكن التاريخ يعلمنا أن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحرية لا يمكن أن تُقهر. 
الحرية ليست مجرد خيار للكورد، بل هي ضرورة وجودية، وهي الهدف الذي سيستمرون في السعي نحوه، بغض النظر عن التحديات.

إن استلهام الدروس من نضالات الشعوب الأخرى، والضغط الدولي الحقيقي على الحكومة العراقية، يمكن أن يعزز مسيرة الكورد نحو تحقيق حريتهم.
 لكن الأهم من ذلك هو أن يظل الكورد متمسكين بإرثهم النضالي، مؤمنين بأن الحرية هي حقهم الطبيعي، وأنها ستأتي يومًا ما، مهما طال الزمن.
 الكورد، مثلهم مثل كل الشعوب الحرة، يستحقون أن يعيشوا بكرامة، وأن يبنوا مستقبلًا يليق بتضحياتهم وتاريخهم العريق.