الخديعة الكبرى.. الغرب والاضطهاد المنظم للكورد في العراق!!

لطالما استخدمت الحكومات العراقية المتعاقبة، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ورقة "الخيانة" و"العمالة للغرب" كذريعة لتبرير حملات الإبادة والاضطهاد المنظم الذي تعرض له الشعب الكوردي. غير أن الحقائق التاريخية تؤكد أن القوى الغربية كانت شركاء أساسيين في هذه الجرائم؛ تدعم الجلاد وتقمع الضحية، متجاهلة آلامه ومعاناته.
الخديعة البريطانية: تأسيس الدولة على أنقاض كوردستان
لم يكن تأسيس المملكة العراقية عام 1921 سوى مخطط استعماري بريطاني لترسيخ هيمنتها على المنطقة من خلال قمع الشعب الكوردي ومنعه من حقه الطبيعي في تقرير المصير. فقد وعدت معاهدة سيفر عام 1920 بإنشاء كيان كوردي مستقل، إلا أن معاهدة لوزان عام 1923 بددت هذا الحلم وقسمت أراضي الكورد بين أربع دول دون الاعتراف بحقوقهم السياسية والقومية. وهكذا، اُتُهم الكورد بالخيانة بينما تم بناء الدولة العراقية على أنقاض وطنهم، وتحويلهم إلى شعب مهمش.
دعم الغرب لنظام الإبادة: صدام وحملات القمع
شكلت السياسة الغربية التي دعمت نظام صدام حسين ذروة التواطؤ في جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الكوردي، وأبرزها:
•حملة الأنفال التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت آلاف القرى.
•الهجوم الكيميائي على حلبجة الذي قضى على آلاف المدنيين.
•الحملات المستمرة للتطهير العرقي والتهجير القسري.
جرت هذه الجرائم بدعم مباشر أو غير مباشر من دول غربية عبر توريد الأسلحة الكيميائية والتكنولوجيا والدعم الاستخباراتي، مما يجعلها شريكًا لا منازع له في هذه المآسي.
التعامل العنصري المنظم: سياسة الإفقار والقمع المنهجي
تمارس الحكومة العراقية سياسة عنصرية ممنهجة ضد إقليم كوردستان، تهدف إلى تقويض سلطاته الدستورية وخنق اقتصاده، وذلك من خلال:
•قطع الميزانية وحرمان الموظفين: حرمان موظفي الإقليم من رواتبهم بشكل متعمد ومتكرر، مستخدمةً الرواتب كسلعة سياسية للضغط على الشعب الكوردي.
•التمييز المالي والعقوبات الجماعية: خصم نسب غير قانونية من ميزانية الإقليم، وحرمانه من موارده المالية المشروعة.
•خرق الدستور الفيدرالي: انتهاك المواد الدستورية التي تكفل حقوق الإقليم، خاصة:
· المادة (110) الخاصة بالصلاحيات الحصرية للسلطات الفيدرالية.
· المادة (115) الخاصة بصلاحيات الأقاليم.
· المادة (121) الخاصة بحقوق الإقليم في إدارة شؤونه الخاصة.
•الحرب الاقتصادية الشاملة: فرض حصار غير معلن على الإقليم، والتدخل في شؤونه الاقتصادية والتجارية.
•تقويض السلطات القضائية: محاولة مستمرة لإفراغ النظام الفيدرالي من مضمونه وإعادة المركزية البغدادية.
تصنيف الميليشيات الإرهابية: خطوة أمريكية تاريخية
في تطور بالغ الأهمية، اتخذت الولايات المتحدة أخيراً خطوات عملية ضد الميليشيات المسلحة التي تهدد استقرار إقليم كوردستان:
•تصنيف ميليشيات معينة كمنظمات إرهابية: بما في ذلك تلك المسؤولة عن هجمات على المنشآت النفطية في الإقليم.
•فرض عقوبات على قادة هذه الميليشيات: تجميد أصولهم ومنع تعاملاتهم المالية.
•كشف الروابط : إثبات تمويل هذه الميليشيات وتدريبها من قبل دول اقليمية.
معجزة البناء والتعمير: إنجازات حكومة إقليم كوردستان تحت قيادة السيد مسرور البارزاني
رغم كل التحديات والعقوبات، قاد السيد مسرور البارزاني، رئيس وزراء إقليم كوردستان، عملية بناء استثنائية حوّلت الإقليم إلى نموذج للتنمية والاستقرار:
•قطاع الكهرباء: بناء محطات توليد كهرباء بطاقة 5000 ميغاواط، وتوفير خدمة الكهرباء لأكثر من 90% من السكان.
•شبكة الطرق والجسور: إنشاء أكثر من 4000 كم من الطرق السريعة الحديثة والجسور المتطورة.
•الخدمات المائية: تنفيذ مشاريع مائية كبرى لتوفير المياه الصالحة للشرب لأكثر من 80% من السكان.
•القطاع الصحي: بناء 40 مستشفى حديثًا و150 مركزًا صحيًا مجهزًا بأحدث التقنيات.
•القطاع التعليمي: تأسيس 25 جامعة وكلية و3000 مدرسة حديثة.
•الإسكان والبنية التحتية: تنفيذ مشاريع سكنية ضخمة لاستيعاب النازحين والمهجرين.
شهادات دولية حديثة تدعم إقليم كوردستان
أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أكد في تصريحات حديثة:
"نشيد بدور إقليم كوردستان كشريك استراتيجي مهم في المنطقة،ونؤكد دعمنا المستمر لاستقراره وأمنه. إن الإقليم يمثل نموذجًا للتعددية والديمقراطية الناشئة في العراق."
نموذج كوردستان: واحة الديمقراطية والازدهار في منطقة مضطربة
في حين تعاني المنطقة من عدم الاستقرار، يشكل إقليم كوردستان نموذجًا فريدًا للديمقراطية الناشئة والازدهار الاقتصادي تحت القيادة الكوردية. فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، تم بناء:
•نظام ديمقراطي تعددي يضمن تداول السلطة سلميًا ويحمي الحريات الأساسية.
•اقتصاد مزهر يعتمد على قطاعات متنوعة بما فيها النفط والزراعة والسياحة.
•بنية تحتية متطورة من طرق ومستشفيات وجامعات حديثة.
•بيئة آمنة ومستقرة جذبت الاستثمارات الأجنبية والمستثمرين العراقيين.
التعايش السلمي وتعدد الأديان والقوميات
يمثل إقليم كوردستان نموذجًا فريدًا للتعددية الثقافية والدينية في المنطقة، حيث:
•يعيش المسيحيون والإيزيديون والكورد المسلمون والتركمان والعرب في سلام وتناغم.
•تحترم الحكومة الكوردية حقوق جميع المكونات وتضمن تمثيلهم السياسي.
•تُصان حرية العبادة وممارسة الطقوس الدينية لجميع الأديان.
•يتم تعزيز ثقافة التسامح والتعايش عبر المناهج التعليمية والبرامج المجتمعية.
شهادات دولية وإقليمية تثبت نجاح نموذج كوردستان
يشيد العديد من المسؤولين الدوليين بنجاح تجربة إقليم كوردستان، حيث صرح:
•السفير الأمريكي السابق في العراق: "كوردستان تمثل نموذجًا للاستقرار والديمقراطية في المنطقة."
•الممثل السامي للاتحاد الأوروبي: "الإقليم حقق إنجازات مذهلة في مجال حقوق الأقليات والحكم الرشيد."
•مسؤولو الأمم المتحدة: "كوردستان أصبحت ملاذًا آمناً للنازحين من جميع أنحاء العراق."
العلاقات الودية والدبلوماسية النشطة
تمكنت حكومة إقليم كوردستان تحت قيادة السيد مسرور البارزاني من بناء:
•علاقات دبلوماسية مع أكثر من 40 دولة حول العالم.
•شراكات اقتصادية واستثمارية مع شركات عالمية كبرى.
•علاقات تعاون مع المنظمات الدولية في مجالات الإغاثة والتنمية.
•جسور ثقافية واقتصادية مع جيرانها الإقليميين.
محاولة قتل آخر أمل للحرية والديمقراطية
تحاول الحكومة العراقية بشتى الطرق تقويض سلطة الإقليم وحقوق الشعب الكوردستاني، سعياً منها للقضاء على آخر أمل للحرية والديمقراطية والتطور في العراق، وذلك من أجل:
•إخفاء فشلها الذريع في إدارة البلاد.
•التغطية على مستويات الفساد غير المسبوقة.
•تحويل الأنظار عن عجزها عن تحقيق أدنى مستويات التطور والإصلاحات.
•إخفاء حقيقة أن الإقليم يمثل النموذج الناجح الوحيد في العراق.
نداء إلى المجتمع الدولي: كفى ازدواجية في المعايير
نطالب المجتمع الدولي والدول الغربية بـ:
•الضغط على بغداد للالتزام بالدستور العراقي والنظام الفيدرالي.
•الاعتراف بدور الإقليم كمنطقة استقرار وديمقراطية ناشئة في قلب الشرق الأوسط المضطرب.
•وقف الدعم المالي والعسكري عن الحكومة العراقية طالما تواصل خرق الدستور وممارسة التمييز ضد الكورد.
•دعم حل تفاوضي عادل للخلافات بين بغداد وأربيل على اساس الدستور والشرعية الدولية.
•الاعتراف بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره كحق طبيعي تكفله المواثيق الدولية.
خاتمة: نضال ينبض بالحياة وصمود لا يلين
يواصل الشعب الكوردي نضاله من أجل حقوقه المشروعة، مدفوعًا بإيمان راسخ بالحرية والكرامة الإنسانية. نضال كوردستان طويل وممتد عبر عقود من التضحيات، ولن ينكسر مهما طال الزمن، لأن هذه الحقوق جزء لا يتجزأ من العدالة والمساواة التي يجب أن تكون أساس أي بناء مستدام في بلاد الرافدين والمنطقة عمومًا.
وهو ما عبر عنه فخامة الرئيس مسعود البارزاني بقوله الذي يلخص روح الإصرار والصمود:
ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي:
those who fears climbing mountains will live forever among the pits.
إن إقليم كوردستان، برغم كل التحديات والعقوبات والحصار، يظل منارة للأمل ودليلاً عملياً على إمكانية بناء مجتمع ديمقراطي متعدد مزدهر في قلب منطقة تعاني من الصراعات والانقسامات، وهو النموذج الوحيد الذي يمكن أن تقوم عليه عراق جديد ديمقراطي فدرالي اتحادي اختياري وليس إجباري يليق بشعبه وتاريخه.