
علي عدنان
كاتب
الانتخابات ... ومعايير الاختيار

في زمن تتسارع فيه التحولات السياسية والاجتماعية، تصبح الانتخابات لحظة فارقة في حياة الشعوب، ومناسبة لتجديد العقد بين المواطن والدولة. لكنّ جوهر هذه اللحظة لا يكمن في مجرد الإدلاء بالصوت، بل في حسن اختيار من يستحق أن يحمل الأمانة، ويصون الثقة، ويجسد تطلعات الناس تحت قبة البرلمان.
ولكي يكون الاختيار واعيًا ومسؤولًا، لا بد من التمعن في المعايير التي على اساسها نختار المرشحين ونصوت لهم في الدورة البرلمانية السادسة التي من المزمع اجرائها في الحادي عشر من نوفمبر القادم ومن جملة تلك المعايير
التجربة والخبرة المتراكمة
حيث أن المرشح الجدير بالثقة هو من يمتلك سجلًا مشرفًا في خدمة قضايا شعبه ، ويُشهد له بالأداء الفاعل في مواقع المسؤولية. فالتاريخ المهني ليس مجرد سيرة، بل دليل على القدرة والالتزام. وهنا يبرز نموذج نائب رئيس مجلس النواب الدكتور شاخوان عبدالله، الذي جسّد في أدائه البرلماني مثالًا للخبرة المتراكمة والحرص على المصلحة الوطنية والمحافظة على هويته القومية ويشهد له بالكفاءة التشريعية والإدارية، ومما لا شك فيه يجب أن يكون المرشح ملمًّا بالقانون، مدركًا لتحديات المرحلة، وقادرًا على تحويل الوعود إلى برامج قابلة للتنفيذ. فالكفاءة هي ما يميز القادة الحقيقيين عن المتصدرين المؤقتين.
النزاهة والسيرة الطيبة
السمعة الحسنة والسلوك الأخلاقي هما حجر الأساس في بناء الثقة بين الناخب والمرشح. من لا يحترم القيم في حياته الخاصة، لن يصونها في الشأن العام. فالنزاهة ليست شعارًا، بل ممارسة يومية.
الالتزام الوطني
هل يحمل المرشح همّ الوطن؟ هل يدافع عن مصالح الناس دون تمييز؟ هل يضع المصلحة العامة فوق الحسابات الشخصية؟ هذه الأسئلة يجب أن تسبق كل قرار انتخابي، فالوطنية الحقيقية تُقاس بالفعل لا بالقول.
القدرة على التواصل والتمثيل
المرشح الناجح هو من يُحسن الإصغاء، ويجيد التعبير عن تطلعات الناس، وينقل صوتهم بصدق إلى قبة البرلمان. فالممثل الحقيقي لا يتحدث باسم الناس فقط، بل يناضل من أجلهم، كما يفعل من جعل من المنبر النيابي وسيلة للتقريب لا للتفرقة.
البرنامج الانتخابي الواقعي
يجب أن يكون للمرشح رؤية واضحة، وخطة مدروسة، وأهداف قابلة للقياس. الوعود الفضفاضة لا تبني وطنًا، بل تستهلك الأمل وتبدد الثقة.
في الختام، الانتخابات ليست مجرد منافسة بين أسماء، بل اختبار لوعي المواطن. فالصوت الذي يُمنح اليوم، هو القرار الذي يُصنع للغد. فلنحسن الاختيار، ولنمنح ثقتنا لمن أثبت استحقاقه، لا لمن يطلبها.