ملا شاخوان
كاتب
شنگال.. عندما تتحدث الأفعال
في الثالث من آب 2014، شهد العالم واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث. تنظيم داعش الإرهابي يجتاح شنگال، والإيزيديون يواجهون الموت والسبي والتهجير.
لكن في تلك اللحظة المظلمة، لم يكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني مجرد متفرج. فقد أقسم الرئيس مسعود بارزاني أن يضع رؤوس الإرهابيين تحت أقدام الأطفال الإيزيديين، واتخذ قراراً استراتيجياً واضحاً: لن نستسلم، ولن نتوقف حتى نحرر شنگال.
فتحت قوات البيشمركة ممراً إنسانياً عبر جبل شنگال، أنقذت به عشرات الآلاف من الموت المحقق. كانت المهمة خطيرة والطريق محفوفاً بالمخاطر، لكن الإصرار على إنقاذ الأرواح كان أقوى.
استمرت المعركة شهوراً، وسقط عشرات الشهداء من البيشمركة وهم يحررون كل شبر من أرض شنگال. فكانت الخطوة الأولى فك الحصار وتحرير جبل شنگال الاشم في كانون الأول 2014 بعد 100 يوم من القتال، وفي تشرين الثاني 2015، تحققت اللحظة التاريخية: تحرير مدینة شنگال بالكامل.
لكن التحرير العسكري لم يكن كافياً. فإلى جانب العمل العسكري، أنشأ السيد نيجيرفان بارزاني، رئیس حكومة اقلیم كوردستان حینذاك، مكتباً متخصصاً لإنقاذ المختطفين الإيزيديين.
وقد عمل هذا المكتب عمل ليل نهار، في عمليات سریة معقدة وخطيرة، وتمكن من إنقاذ مئات النساء والفتيات والأطفال. كل عملية إنقاذ كانت معجزة، وشكل لمّ شمل كل عائلة بمثابة انتصار للإنسانية على الوحشية.
حكومة إقليم كوردستان لم تتوقف عند هذا الحد. لعبت دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاقية تطبيع الأوضاع في شنگال (2020) مع الحكومة الاتحادية. تهدف الاتفاقية إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسة.
أولاً، إعادة الإدارة المحلية للمنطقة بما يضمن حكماً رشيداً يخدم مصالح السكان المحليين.
ثانياً، تسهيل عودة النازحين إلى ديارهم بأمان وكرامة.
ثالثاً، إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة.
رابعاً، وربما الأهم، حماية المكون الإيزيدي وضمان حقوقه الكاملة في العيش بحرية وكرامة على أرضه التاريخية وتعویض المتضررین.
وخامسا، انهاء تواجد مسلحی حزب العمال الكوردستانی وتوابیعها والا یكون للمنظمة ای دور فی المنطقة.
وهنا تبرز حقيقة بسيطة يثبتها التاريخ، وهي أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الوحيد الذي يريد مصلحة شنگال بالأفعال لا بالشعارات.
حررنا شنگال بدماء أبنائنا، أنقذنا آلاف المختطفين، ونعمل على تطبيع الأوضاع واستعادة الحقوق. شنگال في قلوبنا، والإيزيديون أهلنا وإخوتنا. قضية شنگال تُحل عندما يكون الحزب الديمقراطي الكوردستاني قوياً في شنگال.