مهند محمود شوقي
محرر
إطلاق "خدمة الخبر" في كوردستان: شفافية أسرع ومعلومات دقيقة
أعلنت دائرة الإعلام والمعلومات في حكومة إقليم كوردستان إطلاق برنامج "خدمة الخبر"، في خطوة تُجسّد مرحلة جديدة من تطوير الاتصال الحكومي وتسهيل وصول المعلومات الرسمية بشكل فوري إلى الصحفيين والباحثين والأكاديميين. وجاء الإعلان وفق بيان رسمي صادر عن الدائرة، التي تُعد الجهة المركزية المسؤولة عن تنظيم تدفق المعلومات الحكومية وتوحيد الرسالة الإعلامية للإقليم، وهو دور وثّقته الدائرة عبر موقعها الرسمي الذي يحدد مهامها الأساسية في إدارة الإعلام، والإشراف على نشر بيانات مجلس الوزراء، وتوفير المعلومات الدقيقة للمؤسسات الإعلامية المحلية والدولية.
وتأتي هذه المبادرة كامتداد طبيعي لعمل الدائرة خلال السنوات الماضية، إذ نشرت تقارير عدّة مثل تقرير "نشاطات مجلس الوزراء" السنوي والتقارير نصف السنوية التي اعتمدتها مراكز بحثية محلية ودولية كمصدر رئيسي لقياس مستوى الشفافية في الإقليم. ويعزز هذا السجل المؤسسي مصداقية إطلاق "خدمة الخبر" التي تهدف إلى سد الفجوة بين المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام عبر منصة اتصال مباشرة تعتمد على واتساب، ما يتيح للمشتركين الحصول على البيانات فور صدورها دون الحاجة إلى متابعة المواقع الرسمية أو انتظار المؤتمرات الصحفية.
وستشمل المواد التي تُرسل من خلال الخدمة معلومات تفصيلية عن المشاريع الحكومية، وتقارير دورية مدعومة بالأرقام والوثائق، إضافة إلى البيانات الأسبوعية الصادرة عن اجتماعات مجلس الوزراء، فضلاً عن ملفات وسائط متعددة عالية الجودة تشمل الصور والفيديوهات والتصاميم الجاهزة للاستخدام الإعلامي. وبحسب نموذج العمل المنشور على موقع الدائرة، فإن هذا النوع من المحتوى يُعد جزءاً من مسؤولياتها المباشرة في "إيصال نشاطات وأعمال حكومة الإقليم إلى الرأي العام والإعلام" وفي "تعزيز التواصل المؤسسي مع أصحاب المصلحة"، وهي مبادئ نص عليها أيضاً قانون الحصول على المعلومات في إقليم كوردستان (قانون رقم 11 لسنة 2013) الذي يشجع المؤسسات الحكومية على تسهيل وصول الجمهور إلى المعلومات.
وفي تصريح له، أكد الدكتور جوتيار عادل، رئيس دائرة الإعلام والمعلومات، أن الهدف من "خدمة الخبر" هو بناء علاقة أكثر شفافية واستدامة مع الإعلام، مشيراً إلى أن توفير المعلومات الدقيقة في وقتها المناسب هو أساس تطوير بيئة إعلامية مهنية وقادرة على مساءلة المؤسسات الحكومية بشكل موضوعي. ويأتي هذا التوجه متناغماً مع تقارير منظمات دولية مثل "مراسلون بلا حدود" التي أشارت في تقييماتها للسنوات الأخيرة إلى أهمية تحسين الوصول إلى المعلومات الرسمية باعتباره عاملاً محورياً في دعم حرية الصحافة وتعزيزها.
تشكل "خدمة الخبر" بذلك خطوة إضافية نحو ترسيخ نهج حكومي جديد يعتمد على السرعة والدقة والانسيابية في إيصال المعلومات، ويعطي للصحافة والبحث الأكاديمي أدوات مباشرة تساعدها في إنتاج محتوى أكثر عمقاً ومهنية. ومع استمرار الجهود التي تبذلها دائرة الإعلام والمعلومات في تحديث بنيتها الرقمية وتطوير قنواتها الرسمية، يبدو أن الإقليم يتجه نحو بناء منظومة اتصال حكومي حديثة تضع معياراً جديداً للعلاقة بين الدولة والإعلام، قائم على الثقة والوضوح والمعلومة الموثوقة.