الدكتور صباح إبراهيم ويس
مستشار وزير التعليم العالي في حكومة إقليم كوردستان
استهداف كورمور… محاولة يائسة لضرب نجاح كوردستان وتعطيل مشروع “روناكي”
الهجوم الغادر الذي استهدف حقل كورمور الغازي في محافظة السليمانية عند الساعة 11:30 من ليلة الأربعاء، لم يكن مجرد اعتداء على منشأة اقتصادية، بل كان عملاً ممنهجًا يراد من خلاله ضرب استقرار إقليم كوردستان وتعطيل أهم المشاريع الحيوية التي تعتمد عليها الحكومة في خدمة المواطنين، وفي مقدمتها مشروع “روناكي” الذي وفّر للناس كهرباء مستقرة على مدار 24 ساعة لأول مرة منذ عقود.
فحقل كورمور ليس مجرد مصدر للطاقة، بل هو القلب الذي يضخ الغاز لمحطات الكهرباء الرئيسية في أربيل والسليمانية. واستهدافه يعني مباشرة ضرب عصب الكهرباء، وإطفاء المدن، وإرباك حياة مئات الآلاف من الأسر، في محاولة واضحة لإفشال الجهود الحكومية التي نجحت خلال فترة وجيزة في تحسين مستويات الطاقة والإنتاج والخدمات.
إن الذين يقفون وراء هذا التخريب لم يستهدفوا خزّانًا أو منشأة فحسب، بل استهدفوا نجاحًا واضحًا لحكومة إقليم كوردستان في بناء مؤسسات حيوية تخدم مصالح الشعب وتضع الإقليم على طريق استقرار اقتصادي وطاقة آمنة ومستمرة.
ان منفذو هذه الأعمال التخريبية يستهدفون نجاح حكومةً الإقليم ويستهدفون الشعب الذي بدأ يلمس الفرق بين الفوضى والتنمية، وبين الشعارات والإنجازات، وبين الصراخ والنتائج الملموسة.
هؤلاء لا يريدون كهرباء مستقرة،
لا يريدون بنى تحتية قوية،
لا يريدون اقتصادًا متعافيًا،
لا يريدون استثمارات ناجحة،
ولا يريدون أن يرى الناس أن حكومة الإقليم قادرة على الإنجاز حين تكون الظروف مهيأة.
لذلك يستهدفون كورمور…
لأنهم يريدون إسكات محطات الكهرباء.
يستهدفون “روناكي”
لأنهم لا يريدون للناس أن يعيشوا 24 ساعة من الاستقرار.
يستهدفون الغاز…
لأن نجاح الإقليم يقضّ مضاجعهم.
إن الاعتداء على حقل كورمور هو إعلان فاضح عن وجود جهات لا تريد لإقليم كوردستان الاستقرار، ولا تريد للحكومة مواصلة بناء المؤسسات الحيوية. لكنه في الوقت نفسه دليل على أن الإقليم يمضي في الطريق الصحيح، وأن نجاحاته أصبحت كبيرة بما يكفي لتستفز من يعيشون على الفوضى. إن حماية منشآت الطاقة، ومشروع “روناكي”، وغيرها من الإنجازات، هي مسؤولية وطنية مشتركة. وعلى الحكومة الاتحادية والأجهزة الأمنية توحيد جهودها للقبض على الجهات المنفذة والداعمة، وتوفير بيئة حقيقية للاستثمار والتنمية، لأن استهداف هذه المشاريع لا يضر كوردستان فقط، بل يضر العراق بأكمله.
في الختام سيبقى الإقليم ماضياً في مشروعه التنموي،
وستبقى مشاريعه الكهربائية والاقتصادية والخدمية أقوى من صواريخ المأجورين،
وسيظل نجاحه خير ردّ على الذين لا يريدون لهذا البلد أن ينهض.
فالضوء لا يخاف من الظلام…
لكن الظلام وحده يخاف من الضوء.