"بعدنا نريد وطن".. العراقيون يحيون الذكرى الأولى لـ"ثورة تشرين"

تجمع العديد من العراقيين في الساحات العامة بمحافظات عدة، إحياء الذكرى الأولى للاحتجاجات التي باتت تعرف بـ"ثورة تشرين" والتي تفجرت العام الماضي للتعبير عن رفض الفساد

أربيل (كوردستان 24)- تجمع العديد من العراقيين في الساحات العامة بمحافظات عدة، إحياء الذكرى الأولى للاحتجاجات التي باتت تعرف بـ"ثورة تشرين" والتي تفجرت العام الماضي للتعبير عن رفض الفساد والنخبة السياسية الحاكمة في البلاد منذ 17 عاماً.

واستمرت الاحتجاجات أشهراً عديدة للمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين في مواجهات دموية مع قوات الأمن. وتكللت في نهاية المطاف بإسقاط الحكومة التي كان يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وبعد الإطاحة بعبد المهدي، انتخب البرلمان مصطفى الكاظمي لقيادة الحكومة في مرحلة انتقالية تمهد لانتخابات مبكرة في ظل وضع اقتصادي صعب وسط أزمة صحية في أعقاب تفشي فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط عالمياً وارتفاع العجز المالي للبلاد.

وقد بلغ السيل الزبى بالعراقيين الذين يعيشون في أوضاع متدهورة بعد أعوام من هزيمة تنظيم داعش رغم ما تملكه بلادهم من ثروة نفطية هائلة. ولم تمتد يد الإصلاح إلى البنية التحتية التي حاق بها الخراب، كما أصبحت الوظائف نادرة في ظل فساد متنامٍ.

احتجاجات شبابية

حاول العشرات من الشباب، بينهم طلبة، التوجه إلى بغداد للمشاركة في إحياء الذكرى الأولى لانطلاق احتجاجات تشرين في ساحة التحرير التي باتت مهد الاحتجاجات.

ورفع المشاركون في إحياء الاحتجاجات، شعارات مثل تلك التي رددوها لأول مرة العام الماضي. كما رفعوا صوراً للضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الأمن.

وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة في الطرق العامة، ومنعت وصول العشرات ممن حاول التوجه إلى بغداد انطلاقاً من مدن الجنوب.

وشهدت البصرة وميسان وذي قار والنجف وبابل والديوانية وبغداد ومحافظات أخرى في الجنوب مسيرات شارك في معظمها الطلبة لإحياء المناسبة.

وفي تسجيلات مصورة نُشرت على الإنترنت، ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للفساد، وقال أحدهم إنهم لا يزالون "يريدون وطناً".

وأبلغ شهود كوردستان 24 بوقوع صدامات "محدودة" بين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن. ولم تعرف بعد ملابسات تلك المناوشات.

تسلسل زمني للاحتجاجات

  • حشّد ناشطون للتظاهرات في تشرين الأول 2019 لإسقاط عبد المهدي، لتبدأ بعدها الاحتجاجات لكنها قوبلت برد عنيف من قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي.
  • استخدمت قوات الأمن القنابل الصوتية ورشاشات المياه والغاز المسيل للدموع وبنادق الصيد وحرق الخيام ووسائل عنيفة أخرى.
  • وأعلنت السلطات العراقية عن حظر التجوال في العاصمة بغداد، وأغلقت الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير. وكذلك تم حظر مواقع التواصل الاجتماعي وقطع خدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد باستثناء إقليم كوردستان.
  • بعدها بدأت حملة اغتيالات وقتل منظمة ضد الناشطين والناشطات كذلك تم اختطاف العديد منهم بينما لا يزال بعضهم مجهولي المصير.
  • طالبت منظمات عالمية ودول عديدة بغداد بالكف الفوري عن استخدام العنف ضد المتظاهرين، وطالبت بإنهاء الحظر على شبكة الإنترنت وعلى كافة مواقع التواصل الاجتماعي.
  • وجهت المرجعية الدينية الشيعية في النجف أربع مطالب للحكومة، تقضي بتشكيل لجان حكومية لمحاربة الفساد، وتوفير فرص العمل للعاطلين، وتحسين الخدمات، وإنهاء الفساد، غير أن تلك المطالب لم تتحقق رغم الوعود المتكررة.
  • وعد عبد المهدي بتنفيذ حزمة قرارات لمكافحة الفساد، ووعد بتوزيع قطع أراضي سكنية وتوفير رواتب للعوائل التي لا معيل لها، ووعد بفتح باب التطوع في الجيش، لكن ذلك لم يتحقق وطالب المتظاهرون رئيس الوزراء بمغادرة السلطة.
  • المتظاهرون أخذوا يصعّدون فبدأوا بحرق مقار الأحزاب الحاكمة في الكثير من مدن الجنوب وخصوصاً في البصرة وذي قار وميسان.
  • في 25 من تشرين الأول حاول المتظاهرون اقتحام المنطقة الخضراء، لكن قوات الأمن ردت بقوة وسقط على إثر تلك الصدامات الكثيرون.
  • دعا المتظاهرون إلى العصيان المدني والإضراب العام، فشُلت الحياة في الكثير من المؤسسات العامة بعد أن أغلقوها عنوة بما في ذلك المرافق النفطية.
  • استمرت الاحتجاجات لحين استقالة عبد المهدي في 29 من تشرين الثاني نوفمبر 2019، كما استقال عدد من المحافظين وقادة الشرطة.
  • بعد استقالة عبد المهدي، خفت حدة التظاهرات لكنها لم تنته كلياً وظلت بضعة منهم في ساحة التحرير على الرغم الاعتداءات المتكررة عليهم.
  • إلى جانب المطالب الخدمية، يردد المتظاهرون شعارات ضد النفوذ الإيراني والأمريكي في العراق، وما زالوا يرددون تلك الهتافات.

ويقول المشاركون في إحياء الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات إن مظاهراتهم لن تتوقف وإنهم ماضون في هذا الطريق حتى التغيير الشامل.