أسرة كوردية تتطوع لرعاية الكلاب الشاردة وأربيل تؤمن مأوى لهذه الحيوانات

kurdistan24.net

أربيل (كوردستان 24)- في قضاء سوران ولمدة اربع سنوات دأبت عائلة عطوفة بالحيوان بتربية الكلاب الشاردة وتضميد جراحهم وايوائهم وتوفير الاكل لهم بشكل مستمر. وعلى الرغم من صغر حجم بيت العائلة الا أنهم واصلوا ايواء وتربية نحو 23 كلبا في بيتهم المتواضع.

وبدورها قامت قائمقائمية قضاء سوران وبالتعاون مع الجمعيات الصديقة للحيوانات الضالة او السائبة بنقل هذه الكلاب الى  مكان آمن مخصص لتربية الكلاب والسيطرة عليهم وعلى الرغم من كون هذه العائلة غير سعيدة بهذا الاجراء بسبب تعودهم على ايواء الكلاب والتعامل معهم ومعاشرتهم وملاطفتهم بشكل يومي الى انها قبلت بالامر الواقع نظرا لخدمة الكلاب لأن الملاذ الجديد يوفر الامان والاكل للكلاب.

 لكن  الالفة المستمرة بين الكلاب واصحاب الدار جعلهم يزورون الكلاب بين فترة واخرى للاطمئنان عليهم ومراعاتهم.

وفي هذا الصدد تقول صاحبة الدار:(في البداية آوينا كلبا جريحا تعرض للاذى من قبل المارة بحيث آويناه وداوينا جراحه وجلبنا له الطبيب البيطري وهكذا تزايد عدد الكلاب عندنا يوما بعد يوم حتى وصل الى 22 او 23 كلبا .أنا واطفالي حريصون جدا على رعايتهم على مدى أربع سنوات متتالية و هنالك ألفة حميمة تجمعنا .. حقيقة يصعب علينا  قرار فراقهم و نقلهم الى مكان آخر لكن هذا لمصلحتهم لأن العيش لهم في الطبيعة أكثر متعة وراحة.).

من جانبها قامت الوحدة الادارية في سوران وبالتعاون مع منظمات الرفق بالحيوان بنقل هذه الكلاب الشاردة الى مكان آمن وجمعهم وايواءهم والسيطرة عليهم.

قائمقام قضاء سوران هلكورد شيخ نجيب قال لكوردستان24: ( عندما قررنا نقل هذه الكلاب راينا الحزن والدموع على وجوه افراد العائلة لكننا اعطيناهم وعدا بتربيتهم بشكل جيد واطمئنانهم بانهم يستطيعون زيارة الكلاب متى شاؤوا ورغبوا. الغرض من عملنا إبقاء ونشر ثقافة الرفق بالحيوان في المجتمع الكوردي أكثر وأكثر وكما كان يفعل أسلافنا في الماضي بحيث يتعلم أطفالنا الان بدل إيذاء الكلاب التعطف عليهم وجلب الاكل لهم).

وفي سياق آخر قام أشخاص متبرعون في المنطقة وبمساعدة الجهات الادارية بايواء الكلاب الطليقة في مأوى يقع في جنوب غرب قضاء سوران في محمية كبيرة تبلغ مساحتها 5000 متر مربع وتحت اشراف بيطرية وبلدية سوران بحيث يتم تامين الماوى و المأكل لهم وحمايتهم والسيطرة على أعداد الكلاب للحيلولة دون تكاثرها.

وفي هذا الصدد ذكر قائمقام سوران أيضا "قبل أشهر قررنا إيجاد حل جذري لمشكلة الكلاب الضالة في شوارع واحياء سوران بطريقة حضارية تضمن لنا نشر ثقافة الرفق بالحيوان لذا قررنا أن تكون محمية الكلاب في منطقة بعيدة عن مركز القضاء لكن أهم المشاكل التي واجهتنا في العمل هي آلية جمع الكلاب وعلاوة على ذلك وبعد السؤال  والمتابعة عرفنا ان هنالك عائلة كريمة رحيمة بالكلاب تبنت ايواء مجموعة من الكلاب السائبة على مدى سنوات دون توصية ودون ان يساعدهم أحد وبدون مقابل وكان عملهم ينم على حالة انسانية رائعة تجاه الرفق بالحيوان خاصة في المجتمع الكوردي الرؤوف بالحيوانات لذا زرت هذه العائلة الكريمة وأبديت اعجابي بهم لتحملهم هذه المسؤولية وشكرتهم على موقفهم النبيل وبعد ذلك قمنا بنقل الكلاب الى المكان الجديد.  ومن دواعي سرورنا ان الهدف من نشاطنا وبالتعاون مع ادارة البيطرية والبلدية في سوران اضافة الى التنسيق مع المنظمات المعنية لغرض السيطرة على عدد الكلاب في المنطقة والحيلولة دون تكاثرها  هو تعليم الاطفال عن طريق التوعية الاعلامية الى الرفق بالكلاب وتوفير الاكل والمأوى لهم وللاسف احيانا نرى حالات فردية وهي تعرض الحيوانات وخاصة الكلاب والقطط الى الايذاء والضرب لذا كان عنوان عملنا و هدفنا انسانيا بحتا وهو المحافظة على حياة الكلاب ونشر ثقافة الرفق بالكلاب المشردة ومحاولة توسيع هذه المحميات والمشاريع مستقبلا لكي يكون نموذجا يحتذى به في  المناطق الاخرى.