الغارديان: أفغانستان أسوأ "إذلال" لبريطانيا منذ تأميم قناة السويس على يد عبدالناصر

يعتبر أكبر فشل في السياسة الخارجية لبريطانيا منذ تاميم قناة السويس
الغارديان: أفغانستان أسوأ "إذلال" لبريطانيا منذ تأميم قناة السويس على يد عبدالناصر
الغارديان: أفغانستان أسوأ "إذلال" لبريطانيا منذ تأميم قناة السويس على يد عبدالناصر

أربيل (كوردستان 24)-  نشرت صحيفة الغارديان البريطانية الدولية مقالا للمؤرخة تشارلوت رايلي قالت فيه إن الانسحاب من أفغانستان والانهيار اللاحق للبلاد على يد حركة طالبان يعتبر "أكبر فشل في السياسة الخارجية لبريطانيا منذ السويس" وفقا لتوم توغندهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني.

ويُنظر إلى تأميم قناة السويس عام 1956 على يد الرئيس المصري جمال عبدالناصر على أنها نقطة رئيسية في تراجع الإمبراطورية البريطانية لأن القناة كانت جزءا مهما من البنية التحتية الإمبراطورية مما سمح بالعبور من بريطانيا إلى الهند دون الإبحار حول رأس الرجاء الصالح  ويرجع ذلك جزئيا إلى أن فهم الشعب البريطاني للتاريخ الإمبراطوري إلى حد ما ( كانت مصر مستقلة عن المملكة المتحدة منذ عام 1922).

هذ القياس، الذي استخدمه العديد من الأشخاص الآخرين بعد كارثة كابول، يعود إلى أحداث عام 1956. وقد استخدم كثيرا على مدى العقود التي تلت ذلك. بالطريقة نفسها التي رأيناها هذا الأسبوع،

فإن أولئك الذين استشهدوا بها يرون في السويس على أنها إذلال وطني كارثي  ومع ذلك، في الوقت نفسه، يظهرون نقصا معينا في الوعي حول دور بريطانيا في العالم. كانت هناك إشارات إلى السويس في هانسارد (سجل تقارير البرلمان) في أواخر الستينيات حول تورط بريطانيا في حرب بيافرا. كان هناك المزيد من تلك الإشارات في عام 1982،

عندما ناقش النواب ما يجب القيام به بعد غزو الرئيس الأرجنتيني، الجنرال غاليتيري، جزر فوكلاند ؛ ثم زيادة هائلة (في الإشارة إلى السويس) بعد قرار توني بلير دعم ضرب العراق عام 2003، ولا يبدو أن هناك تراجعا في هذا التوجه.

حدثت أزمة السويس عندما قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بشن الحرب ضد مصر بعد أن قام زعيمها جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس التي كانت مملوكة لمساهمين بريطانيين وفرنسيين. لكن كلا من أمريكا والاتحاد السوفيتي اعترضوا بشدة. لذلك، وعلى الرغم من انتصارهم العسكري، كانت الدول الثلاثة موضع إدانة دولية و سياسية.

تحمل أزمة السويس مثل هذا القلق للمؤسسة البريطانية لأنها أصبحت اختصارا تاريخيا للانحدار البريطاني بعد الحرب. هناك فهم شائع بأن السويس كانت نقطة التحول في القوة البريطانية: فقد انتقلت البلاد من الانتصار على ألمانيا في عام 1945،

وهي إمبراطورية يبلغ عدد سكانها 800 مليون نسمة، ومقعد على طاولة الناتو والأمم المتحدة، إلى فقدان إمبراطوريتها وعدم العثور على دور جديد حقيقة، كما أوضح وزير الخارجية الأمريكي حينها دين أتشيسون.


إن استدعاء أزمة السويس لا يعني في الحقيقة تعلم دروس جديدة. بدلا من ذلك، يتعلق الأمر بالإشارة إلى فكرة معينة عما يعنيه أن تكون بريطانيا في العالم، وبناء تاريخ للسياسة الخارجية البريطانية التي ارتكبت فيها الأمة خطأ واحدا فقط، لم يسبق لأي حدث منذ ذلك الحين التغلب عليه في كارثيته. إنه خيال مريح.