فراس النجماوي: قرارات بغداد ليست عراقية والسيادة منتهكة

أربيل (كوردستان 24)- أكد المحلل السياسي العراقي فراس النجماوي، اليوم الأربعاء، أن القرارات الصادرة من العاصمة بغداد ليست عراقية، بل تأتي نتيجة تدخلات خارجية تمثل خرقاً واضحاً للسيادة الوطنية، مشيراً إلى أن العراق اليوم يعاني من نقص في سيادته بسبب فقدانه لقراره المستقل.

وقال النجماوي في مقابلة مع كوردستان24، إن العديد من التصرفات التي تحدث داخل العراق، لا سيما ضد إقليم كوردستان وبعض مناطق غرب البلاد، مدعومة من قوى خارجية تسعى للتأثير على القيادات الوطنية، ومن ضمنها قيادات الإقليم وحتى بعض الشخصيات في بغداد التي تحاول اعتماد سياسة متوازنة والنأي بالعراق عن الصراعات الإقليمية والدولية.

وأضاف أن تلك التدخلات تعمل على حرف العراق عن مساره الطبيعي ودوره الإقليمي كدولة آمنة ومتوازنة، خاصة بعد سلسلة الحروب التي خاضها في العقود الماضية. وقال: "اليوم نحن خارج تلك الحروب، لكن بعض الأطراف، وهي فصائل موالية لإيران، لا تريد للعراق السلام والأمان".

وحول مستقبل المنطقة، أشار النجماوي إلى أن العراق والشرق الأوسط بشكل عام يمران بمرحلة جديدة تُعرف بمصطلح "الشرق الأوسط الجديد"، مبيناً أن هذه المرحلة بدأت بكسر وإنهاء ما يُعرف بـ"الهلال الفارسي"، الذي امتد من إيران عبر العراق وسوريا ولبنان، ووصل إلى فلسطين، مع محاولات سابقة لتمدده إلى دول الخليج مثل البحرين والكويت.

ولفت إلى أن "الأشهر الأخيرة شهدت انحسار النفوذ الإيراني في هذه المناطق، مما يعني بداية نهاية الهلال الفارسي"، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج كانت من بوادر هذه المرحلة الجديدة.

وفي سياق تقييمه لأداء الحكومة العراقية، اعتبر النجماوي أن الحكومة الحالية وصلت إلى "خط النهاية"، وأن قراراتها العشوائية تكشف تبعيتها لدولة أخرى، مما يجعلها "غير وطنية وغير عراقية"، على حد تعبيره.

وأوضح أن "هناك من يسعى داخل الحكومة إلى انتهاج سياسة متزنة، لكنه لا يستطيع، لأن هناك دولتين داخل العراق: دولة منتخبة، ودولة عميقة هي التي تحكم فعلياً"، مضيفاً أن هناك تحركات لإزالة هذه الدولة العميقة وتغيير النظام السياسي.

وختم النجماوي بالقول إن "إقليم كوردستان هو الأبقى في العراق" في ظل ما وصفه بالفوضى السياسية والازدواجية في مراكز القرار داخل الدولة.