في أقدم أحياء أربيل.. شابان يحوّلان منزلاً تراثياً إلى ملتقى ثقافي يحتضن مواهب الشباب

أربيل (كوردستان24)- في أحد أقدم أحياء مدينة أربيل، حوّل الشابان محمد سيروان وصديقه، وهما من خريجي الجامعة، منزلاً تراثياً يعود تاريخ بنائه إلى خمسينيات القرن الماضي إلى مساحة ثقافية فريدة أطلقا عليها اسم "مال" (البيت). يهدف المشروع إلى خلق ملتقى يجمع الشباب الكوردي حول الأدب، الفن، والثقافة، ويمنحهم فضاءً هادئاً للإبداع والتواصل.

انطلقت فكرة المشروع من رغبة الشابين في تجديد البيوت التراثية في أربيل والحفاظ على طابعها المعماري الأصيل. يقول محمد سيروان، المشرف على المكان: "سعينا للحفاظ على الهوية الأصلية للمنزل المبني من الطوب القديم، مع إضفاء لمسات عصرية بسيطة. كل زاوية في هذا المكان تحمل قصة ومعنى، وقد صممناها لتكون مصدر إلهام لزوارنا، خاصة الشباب والطلاب ومحبي الفن".

منصة للمواهب الشابة

لم يقتصر "مال" على كونه مجرد مقهى، بل تحوّل إلى معرض دائم ومنصة لدعم المواهب الشابة في مجال الحرف اليدوية والفنون. حيث تُعرض على رفوفه منتجات فنية متنوعة، من المصنوعات الجلدية والقبعات التراثية إلى الأكواب الخزفية والدفاتر المصممة بزخارف كردية، وكلها من صنع فنانين وحرفيين شباب.

ويضيف سيروان: "أردنا أن يكون هذا المكان داعماً للمواهب المحلية. نحن نعرض أعمالهم ونساعد في تسويقها، مما يوفر لهم فرصة عمل وتشجيعاً للاستمرار في إبداعاتهم".

أجواء ملهمة وتصميم فريد

يتميز المكان بأجوائه الهادئة التي تجمع بين التصميم الكلاسيكي والحديث، حيث يوفر للزوار مساحة مريحة للقراءة والعمل والدراسة. تقول شيلان شعبان، إحدى الزائرات: "افتتاح أماكن كهذه مهم جداً للشباب. إنه مكان هادئ وملهم يمكننا فيه القراءة والعمل وتطوير أنفسنا. كل ركن هنا يذكرنا ببيوت أجدادنا، ويربطنا بثقافتنا وتراثنا".

بدوره، عبر مواطن آخر يُدعى آراس عن إعجابه بالمكان قائلاً: "أعجبني التصميم الذي يمزج بين الماضي والحاضر، إنه يعيدنا إلى التاريخ. وجود مثل هذه المقاهي في الأزقة القديمة يضيف جمالاً خاصاً، ونحن بحاجة ماسة إلى هذه المبادرات التي تحافظ على هويتنا".

وهكذا، تحول هذا المنزل القديم من مجرد بناء تراثي إلى شريان ثقافي نابض بالحياة، يجمع الشباب ويعرض مواهبهم، ويقدم نموذجاً ناجحاً لكيفية إحياء التراث وربطه بحاضر ومستقبل الأجيال الجديدة.

تقرير : هيرو مولودي – كوردستان24 - اربيل