البيشمركة تنتقد "الصمت العالمي" وتتمسك برؤيتها إزاء داعش

انتقدت وزارة البيشمركة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لتقاعسه عن اتخاذ أي موقف فيما يتصل بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية ضد اقليم كوردستان.

اربيل (كوردستان 24)- انتقدت وزارة البيشمركة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لتقاعسه عن اتخاذ أي موقف فيما يتصل بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية ضد اقليم كوردستان في اعقاب استفتاء اجري في ايلول سبتمبر الماضي وفجر ازمة مع بغداد.

وجاءت هذه الانتقادات بعدما افادت تقارير صحفية عالمية بان كندا ما زالت تحتفظ في مخازنها بأسلحة كانت مخصصة اصلا للبيشمركة حيث تحظر بغداد ارسال شحنات المساعدات العسكرية لاربيل.

وقال المتحدث باسم الوزارة هلكورد حكمت لكوردستان 24 إن الائتلاف الذي يعتبر القوات الكوردية قد حطمت اسطورة داعش يتحمل مسؤولية عدم تسليم المساعدات العسكرية الى البيشمركة.

وتابع "انهم مسؤولون ايضا عن عدم دعوة ممثلي اقليم كوردستان في الاجتماعات الدولية (التي عقدت طيلة السنوات الماضية) ضد تنظيم داعش".

وأضاف حكمت ان مقاتلي البيشمركة ضحوا بأنفسهم دفاعا عن الانسانية والديمقراطية في العراق والمنطقة.

وقال "من المؤسف جدا ان المصالح الاقتصادية والسياسية لبعض البلدان تدفعها للوقوف ضد مستقبل الأزمة".

ووفقا لتقرير نشره موقع بوزفيد الامريكي فان اسلحة كانت مخصصة للبيشمركة تقبع الآن في مستودع للذخيرة في مونتريال وهي أكبر مدن مقاطعة كيبك في كندا.

وهذه الاسلحة هي جزء من مساعدات كندية لدعم جهود البيشمركة في مكافحة الارهاب قبل الهجوم البري الواسع لاستعادة الموصل من قبضة داعش.

وأخفقت الحكومة الكندية في تسليم تلك الاسلحة الى كوردستان بعد ان رفضت الحكومة العراقية الموافقة على الشحنة بحسب تقرير بوزفيد الامريكي.

وعلقت كندا أنشطتها الخاصة في العراق الى إشعار آخر ردا على التوترات بين البيشمركة والقوات العراقية في أعقاب استفتاء 25 ايلول سبتمبر حول استقلال إقليم كوردستان.

ويقول مسؤولون كنديون إن شحنة المساعدات العسكرية لن تصل الى اربيل الا بموافقة بغداد. وقال وزير الدفاع الكندي هارجيت سجان ان اوتاوا لم تقنع بغداد بعد بالسماح للشحنة بالمضي قدما.

وفي وقت سابق من شهر تشرين الثاني نوفمبر أعرب سجان عن أمله بأن تقوم الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان بحل القضايا المعلقة "في اسرع وقت ممكن" والتركيز على تأمين البلاد من التهديدات المستمرة لداعش.

غير ان قادة كوردستان لاسيما مستشار مجلس امن الاقليم مسرور بارزاني انتقدوا بشدة التحالف الدولي لعدم الايفاء بوعوده فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية.

ويرى محللون أن بغداد قطعت الطريق على الشحنات الموجهة لاربيل لاستغلال ذلك عسكريا ضد اقليم كوردستان ردا على استفتاء الاستقلال.

وسيطرت القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي المدعومة من ايران في 16 من تشرين الاول اكتوبر على كركوك وغيرها من الأراضي المتنازع عليها التي كانت تحت حماية البيشمركة على مدى السنوات القليلة الماضية.

ومنذ ذلك الحين، نزح آلاف الكورد فيما يخشى كثيرون من انتهاكات حقوق الإنسان على يد الميليشيات الشيعية التي لعبت دورا محوريا في السيطرة على كركوك وطوزخورماتو المتجاورتين.

ويقول اقليم كوردستان إن تلك الجماعات المسلحة استخدمت في هجوم على كركوك ومناطق النزاع اسلحة امريكية ضد قوات البيشمركة فيما حذر مرارا من مواصلة التحشيد العسكري على حدوده.

وقال هلكورد "نطلب من حلفائنا والائتلاف الدولي ودول الخليج ان لا يظلوا صامتين فيما يتعلق بالانتهاكات الدستورية والإنسانية التي تقوم بها ما تسمى بالحكومة الديمقراطية والاتحادية في العراق".

وحذر مسؤولون كورد من أن التوترات بين أربيل وبغداد وقرار الحكومة المركزية بمهاجمة إقليم كوردستان لن يفيد سوى داعش أو المجموعات المماثلة في المنطقة.

وخلص هلكورد للقول "داعش لم تنته. وخير مثال على ذلك الهجوم الأخير على محور الكوير الأمامي في مخمور والذي تم صده ببسالة من البيشمركة".

وتعد البيشمركة، وفق الدستور العراقي، جزءا من المنظومة الدفاعية للعراق غير انها كثيرا ما كانت تشكو اهمالا وتهميشا من جانب بغداد.