العبادي يتحدث عن "جرثومة خطيرة" ويحذر من عدواها

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت إن سبب ظهور تنظيم داعش يرجع الى الفساد الذي وصفه بـ"الجرثومة الخطيرة"، محذرا في الوقت نفسه من انتقال تلك العدوى للقوات الامنية عبر المحاباة والواسطة وتفضيل الاقارب.

اربيل (كوردستان 24)- قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت إن سبب ظهور تنظيم داعش يرجع الى الفساد الذي وصفه بـ"الجرثومة الخطيرة"، محذرا في الوقت نفسه من انتقال تلك العدوى للقوات الامنية عبر المحاباة والواسطة وتفضيل الاقارب.

ويحتل العراق المرتبة 161 من أصل 168 على مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية ويعد استشراء الفساد في مؤسسات الدولة وسوء الإدارة ابرز تحد يواجه العراقيين منذ سقوط النظام السابق على يد تحالف دولي قادته الولايات المتحدة قبل نحو 14 عاما.

وقال العبادي خلال مؤتمر أمني عقد في بغداد ان "الفساد جرثومة خطيرة تمكنت من ادخال داعش" الى ثلثي اراضي العراق عام 2014.

ولم يقتصر الفساد على المؤسسات المدنية وحسب، بل تعدى ذلك ووصل إلى المؤسسة العسكرية وبخاصة في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وأضاف العبادي الذي ينتمي لنفس الحزب الذي ينتمي اليه المالكي أن "المحسوبية داخل الاجهزة الامنية تعد فسادا" ولا بد من القضاء عليها.

وعلى الرغم من احتجاجات واسعة نظمها العراقيون في السابق بمدن مختلفة لا يزال الفساد يبتلع موارد الحكومة في الوقت الذي تكافح فيه للتأقلم مع ارتفاع المصروفات بسبب تكلفة الحرب على تنظيم داعش الذي انهارت خلافته في كل من العراق وسوريا هذا العام.

ويقول منتقدون إن السياسة التي انتهجها المالكي طوال فترة حكمه، أسهمت في ظهور داعش بسبب نهجه الذي يصفونه بالطائفي، وخصوصا في المؤسسة العسكرية التي منيت بهزيمة في أعقاب الهجوم المفاجئ للتنظيم في الموصل وما حولها في صيف عام 2014.

وفي التاسع من كانون الأول ديسمبر استعادت القوات العراقية آخر مساحة من الأراضي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش على الحدود مع سوريا وأمنت الصحراء الغربية الامر الذي شكل نهاية الحرب ضد التنظيم بعد ثلاث سنوات من اجتياحه مدنا حضرية بأكملها.

وقال العبادي "لا يجوز ان نضيع النصر بغفلة هنا او هناك وان لا نسمح للارهاب بان يحقق اي خرق، فالعدو لديه فكر منحرف ويجب ان نكون بمستوى التحدي من خلال تركيز الجهود الاستخبارية والامنية".

ويتوقع محللون ان يلجأ تنظيم داعش في المرحلة المقبلة الى الاساليب الاستخبارية التي كان يتبعها في السابق عبر الاغتيالات وشن تفجيرات داخل المدن وضد التجمعات السكانية.

وقال العبادي "مثلما انتصرنا عسكريا على داعش سننتصر امنيا واستخباريا خلال المرحلة المقبلة".

ومنذ أن تولى منصبه خلفا للمالكي عام 2014 دأب العبادي على انتقاد الحكومات السابقة واتخذ سلسلة من الإجراءات التقشفية والإقالات لاسيما في المنظومة العسكرية.

ولم تشمل اجراءات العبادي الرؤوس الكبيرة المتهمة بالفساد بشكل اساس.