كيفية التعامل مع المشاكل والقضايا الأخلاقية في زمن تكنولوجيا المعلومات

تعبيرية
تعبيرية

ماهية أخلاقيات الكمبيوتر وهل يتطلب استخدام تكنولوجيا المعلومات نوعاً جديداً من المشاكل الأخلاقية أم أننا لا نزال نعاني من المشاكل الأخلاقية القديمة نفسها ولكن بشكل آخر؟

تم تعريف أخلاقيات الكمبيوتر بطرق مختلفة من قبل مفكرين مختلفين، بدءًا من البروفيسور نوربرت وينر Norbert Wiener في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ثم تطورت في العقود اللاحقة وما زالت تتطور على يد مفكرين وعاملين جدد في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات. يعرفها والتر مانر Walter Maner ، الذي بدأ استخدام اسم "أخلاقيات الكمبيوتر" في السبعينيات، بأنها دراسة تدرس "المشكلات الأخلاقية التي تفاقمت أو حولتها أو خلقتها تكنولوجيا الكمبيوتر"، ويعتقد أن المشكلات الأخلاقية القديمة أصبحت أسوأ بسبب أجهزة الكمبيوتر وبعض الأخلاقيات الجديدة.

لقد ظهرت هذه القضايا على السطح بسبب تكنولوجيا الكمبيوتر، ويقترح أننا يجب أن نستخدم النظريات الأخلاقية التقليدية للفلاسفة في حل المشاكل الجديدة.

وتعرف ديبورا جونسون Deborah   Johnson      أخلاقيات الكمبيوتر بأنها الطريقة التي تطرح بها أجهزة الكمبيوتر إصدارات جديدة من المشاكل الأخلاقية القياسية، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل القديمة و تطبيق المعايير الأخلاقية العادية في عوالم جديدة. وبالتالي فهي لا تعتقد أن أجهزة الكمبيوتر تخلق مشاكل أخلاقية جديدة تمامًا بدلاً من إعطاء "تطور جديد" للمسائل الأخلاقية التي كانت موجودة بالفعل.

ويقدم جيمس مور James Moor  تعريفًا مختلفًا ومستقلًا لأخلاقيات الكمبيوتر هو أوسع بكثير من تعريف جونسون ومانرز، فهو يعرّف أخلاقيات الكمبيوتر بأنها مجال دراسة يتعلق بـ "الفراغ السياسي" و"التشويش المفاهيمي" فيما يتعلق بالاستخدام الاجتماعي والأخلاقي لتكنولوجيا المعلومات. وهو يعتقد أن المشكلات النموذجية تنشأ في أخلاقيات الكمبيوتر بسبب وجود فراغ في السياسة حول كيفية استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر في التعامل مع تلك المشكلات.

تم تطوير تعريف واسع آخر لأخلاقيات الكمبيوتر من قبل تيريل وارد بينوم Terrell Ward Bynum ، حيث يرى أن أخلاقيات الكمبيوتر تحدد وتحلل تأثيرات تكنولوجيا المعلومات على القيم الإنسانية والاجتماعية مثل الصحة وفرص العمل والحرية والديمقراطية والخصوصية والأمن..إلخ. وبالتالي فهو يعتقد أن تكنولوجيا المعلومات ستؤثر على كل ما يعتز به البشر.

وفقا للتعريفات المذكورة أعلاه، يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تحول أو تخلق قضايا أخلاقية جديدة وتجعل المشاكل القديمة أسوأ كما يقول مانر.

لكن جونسون لا يعتقد أن أجهزة الكمبيوتر يمكنها خلق قضايا أخلاقية جديدة تمامًا، ولكنها تطرح نسخًا جديدة من المشكلات الأخلاقية القياسية وتجبرنا على تطبيق المعايير التقليدية في العالم الجديد الذي أنشأته أجهزة الكمبيوتر. بينما يرى بينوم أن تكنولوجيا المعلومات تؤثر على مجالات مختلفة من حياتنا ويجب أن تستخدم المفاهيم والنظريات والمنهجيات من هذه التخصصات

أهم القضايا والصراعات الأخلاقية التي تخلقها تكنولوجيا المعلومات في المجتمع

مع اتساع نطاق تكنولوجيا المعلومات يومًا بعد يوم، ودخولها في جميع جوانب حياتنا تقريبًا، فإنها تخلق قضايا أخلاقية جديدة لم يكن من السهل حدوثها لولا وجود مثل هذه التكنولوجيا.

بعض الأمثلة على تلك القضايا الأخلاقية الجديدة: الاستخدام غير المصرح به للأجهزة والبرامج، سرقة البرامج، انتهاك حقوق الطبع والنشر للمنتجات، الاحتيال على أجهزة الكمبيوتر، القرصنة، انتهاك الخصوصية، استخدام الفيروسات لتعطيل الوظائف..إلخ

يمكن تصنيف بعض هذه القضايا ضمن جرائم الكمبيوتر، فالمجرم هنا يتمتع بالذكاء الكافي لدخول أنظمة الكمبيوتر المعقدة والتحكم فيها. أحد الأمثلة على جرائم الكمبيوتر هو سرقة الأموال من البنوك والمؤسسات المالية. في كثير من الحالات، سيتم فصل هذا الشخص (إذا كان موظفًا) وسيواجه المحاكمات، ولكن لسوء الحظ يتم تعيين العديد منهم لاحقًا من قبل أطراف أخرى بسبب مهاراتهم ومعرفتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات. يمكن أن يؤدي الدخول غير المصرح به إلى الكمبيوتر إلى سرقة أسرار الشركة وبياناتها. وقد تكون هذه الجريمة قد ارتكبها أحد الموظفين لصالح جهة منافسة.

القرصنة هي وجه آخر لجرائم تكنولوجيا المعلومات التي تخلق قضايا أخلاقية خطيرة. يتناول هذا النشاط المعضلة الأخلاقية؛ الحق في امتلاك المعلومات والحق في الوصول إلى تلك المعلومات. في معظم هذه الأسباب، تكون الخصوصية هي التي تم انتهاكها، لأن مشكلات الخصوصية تتعلق بالوظيفة الرئيسية للكمبيوتر، وهي القدرة على تخزين البيانات وتنظيمها وتبادلها.

حيث أن جميع أنواع البيانات (المعلومات الشخصية، السجلات، الكتب، مقاطع الفيديو، الصور..إلخ) يمكن جمعها بكميات كبيرة في مكان واحد (الكمبيوتر)، مما يزيد من خطر فقدان جميع المعلومات والتخلص منها في وقت واحد. لا يبدو أن أساس هذه القضايا الأخلاقية جديد، وهو سرقة المعلومات أو انتهاك الخصوصية أو حقوق الطبع والنشر.

ولكن الجديد هو أن تكنولوجيا المعلومات (IT) وقدرة أجهزة الكمبيوتر والشبكات (الإنترنت) وسهولة الوصول والحصول على هذه التقنيات من قبل شريحة كبيرة من المجتمع، جعلت تدفق البيانات ونسخها ونقلها وتبادلها- كما هو الحال في السابق- سهلا قدر الإمكان.

وقد ساعد ذلك على زيادة حجم القضية الأخلاقية؛ ومع ذلك، ليست تكنولوجيا المعلومات نفسها هي التي تسبب هذه المشكلة الجديدة، وانما الأشخاص الذين يسيئون استخدام هذه التكنولوجيا.

إن تثقيف الناس حول عواقب إساءة استخدام أجهزة الكمبيوتر والإساءة المحتملة لتكنولوجيا المعلومات، سيساعد في تقليل المشكلات الأخلاقية التي تحدث بسبب سوء إستخدام تكنولوجيا المعلومات.

الإمكانيات الجديدة التي خلقتها التكنولوجيا للتعامل مع المشاكل الأخلاقية القديمة والجديدة و كيقية حلها

أثارت تكنولوجيا الكمبيوتر- مثل غيرها من التقنيات الجديدة- مخاوف وقضايا أخلاقية ظهرت على السطح، من خلال خلق إمكانيات جديدة لأفعالنا وسلوكنا. عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع القضايا الأخلاقية المتعلقة بالكمبيوتر، لا توجد نظريات أو فلسفات أخلاقية جديدة يمكن اختراعها من جديد، ولكن هناك قضايا أخلاقية حاسوبية يجب السيطرة عليها من خلال "أنواع" جديدة أو أشكال جديدة.

على الرغم من أن هذه الأنواع الجديدة لها سمات خاصة، إلا أنه لا يزال بإمكاننا الاعتماد على المبادئ والنظريات الأخلاقية التقليدية. يؤدي الابتكار أو التطبيق الجديد إلى فراغ سياسي جديد.

على سبيل المثال إن وضع ملفات تعريف الارتباط Cookiesعلى القرص الصلب للمستخدمين من قبل بعض مواقع الويب، واستخراج البيانات، ومشاركة الملفات والبرامج ورسائل البريد الإلكتروني العشوائية، يطرح تساؤلاً عما إذا كانت هذه المشكلات مقبولة أخلاقياً أم لا؟

ويتعين علينا أن ندرك أيضاً أنه ليس من السهل ملء الفراغ القانوني الذي تثيره المسائل الأخلاقية مع كل إبداع جديد. هناك "تشوش مفاهيمي" conceptual muddles يحاول تفسير السبب وراء عدم القدرة على ملء الفراغ القانوني ببعض القواعد الأخلاقية والقانونية المعروفة بالفعل والتي تسمى بـ "المبادئ" .

وهناك مشكلة أخرى معيارية. إذا حاولنا دائمًا تطبيق السياسات الحالية على التكنولوجيا الجديدة، فإننا نخاطر بضياع الفرص لإنشاء سياسات أفضل مما لدينا بالفعل ونفشل في صنع عالم أفضل. لا يمكن دائمًا مقارنة المواقف الجديدة بالمواقف المعروفة والمألوفة مسبقا. إذا كان الأمر كذلك، فلن يكون للميزات الجديدة للتكنولوجيا أي تأثير. لا ينبغي لنا أن نعتقد مطلقًا أن المواقف الأخلاقية المتعلقة بالكمبيوتر يمكن دائمًا حلها من خلال المعايير الأخلاقية التقليدية، لأننا لا نملك عالمًا أخلاقيًا مثاليًا.

تقترح ديبورا جونسون Deborah G. Johnson  أنه يتعين علينا أن نفكر في القضايا الأخلاقية المحيطة بالكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات باعتبارها نوعًا جديدًا من القضايا الأخلاقية التقليدية. وهذا يعني تصنيف هذه القضايا الأخلاقية الحاسوبية الجديدة إلى فئات أخلاقية تقليدية تتضمن دائمًا أفكارًا أخلاقية مألوفة، مثل: الخصوصية الشخصية، والأذى، وتعريض الأشخاص للخطر، وما إلى ذلك.

أعطت ديبورا جونسون مثالاً على كيفية استخلاص السياسات الجديدة من الحسابات التقليدية؛ فهي تعتقد أنه عندما يقوم شخص ما بالوصول إلى ملفات جهاز الكمبيوتر الخاص بها، فإن الأمر يشبه قيام شخص ما باقتحام منزلها أو مكتبها.

ومن الواضح أن كلاهما انتهكا حقوق الملكية. ومن ثم فإن الاعتبار التقليدي له الأثر الكبير في تطوير السياسات المتعلقة بالكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات. ونسير في اتجاه الاعتماد على الأفكار الاجتماعية والأخلاقية المعروفة، ثم توسيعها لتناسب السمات والقضايا الجديدة التي نواجهها أثناء التعامل مع التكنولوجيا الجديدة.

المشاكل الأخلاقية الخاصة التي يواجهها متخصصو تكنولوجيا المعلومات والمجموعات والمنظمات ، وأين تصل مسؤولياتهم الإيجابية والسلبية؟

يشير مصطلح "محترف تكنولوجيا المعلومات" إلى أي شخص يعمل في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات أو مجالات الاتصالات، مثل موظفي الدعم ومسؤولي الشبكات ومصممي الأنظمة والمطورين. ويمكن أن تشمل أيضًا الكليات والمعاهد التي تقوم بتدريس تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكذلك علوم الكمبيوتر.

يعتقد مايكل بايلزMichael Bayles (1989) أن متخصصي تكنولوجيا المعلومات يجب ان تكون لديهم التزامات خاصة تجاه عملائهم. وإجابة على سؤال "هل هذه المجموعات من المهنيين لديها التزام أخلاقي خاص لتمييزهم عن غيرهم من العاملين في مجال الكمبيوتر؟" يقول دون جوتربارن Don Gotterbarn "نعم"، لأنه يمكن لمحترفي تكنولوجيا المعلومات أن تتاح لهم الفرصة للعمل بطريقة جيدة أو إلحاق الأذى بالناس، وتمكين الآخرين من فعل الخير أو الأذى، والتأثير على الآخرين للتصرف بطريقة جيدة أو مضرة. وبالتالي، فإن دور ومسؤولية المحترف يختلف عن دور العضو أو الموظف العادي.

أحد الأمثلة على المشكلات الأخلاقية الخاصة التي قد يواجهها متخصصو تكنولوجيا المعلومات والمجموعات والمنظمات هو فشل "أنظمة السلامة الحرجة" safety-critical systems التي يمكن أن تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الأشخاص، مثل تطبيقات البرامج التي تتحكم في الطائرات والأسلحة والرادارات أنظمة التحكم في المفاعلات النووية .. إلخ.

إن مسؤولية المحترفين أكبر بكثير من مسؤولية الموظفين العاديين أو أعضاء الفريق، لأن الناس يثقون أكثر في المهنيين، بسبب الترخيص والممارسة والمهارات التي اكتسبوها بعد سنوات من العمل في مجالاتهم. ومن المفترض أن يكونوا على دراية بعواقب أي مشكلة أخلاقية نتيجة لاستخدام أنظمتهم أو أي فشل من شأنه أن يسبب مشاكل أخلاقية.

في معظم الحالات، تعتبر مسؤولية المهنيين "مسؤولية إيجابية". وذلك بسبب عملهم ومهاراتهم الاحترافية، فهم غالبًا ما يأخذون دور مدير المشروع ورئيس المطورين ومدير البيانات وقائد الفريق والأدوار الرئيسية الأخرى ذات المسؤولية الكبيرة. ولها تأثير هائل على الطريقة التي يظهر بها النظام أو التصميم. هو الذي يلام ويتحمل المسؤولية، وربما المسؤولية القانونية.

في حين أن الأعضاء العاديين في المجموعة قد يتحملون "مسؤولية سلبية" لأنهم لم يستطيعوا منع حدوث المشكلة أو الفشل، قد يتم لومهم على ذلك الجزء من المسؤولية، لكن لا يمكن لوم الناس على فشل إذا لم يكن لديهم "إرادة حرة" في التصرف اثناء وقوع المشكلة (دونالد جوتربارن Donald Gotterbarn). المسؤولية السلبية تتناول الإعفاء من اللوم الذي يؤدي إلى الإعفاء من المسؤولية الأخلاقية، والإعفاء من المسؤولية يؤدي إلى الإعفاء من المسؤولية القانونية.

التعامل مع المشاكل الأخلاقية وكيف يمكن لمحترفي تكنولوجيا المعلومات اكتساب كفاءة أخلاقية أعلى؟

هناك طرق مختلفة يستخدمها الناس عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المشكلات الأخلاقية. إنهم يفكرون إما في  تحت تأثير الغير heteronomy’ أو بشكل مستقل وذاتي ‘autonomy’ و يوصف التفكيرتحت تأثير الغير بأنه تلقائي وعاطفي بحت وغير منضبط. ولا شك أن الأفكار تتبادر إلى أذهاننا ولا نبذل جهداً في تكوين صورة شاملة عن كل القيم المتضاربة في المشكلة الأخلاقية التي نواجهها.

بينما يركز التفكير المستقل أكثر على الوضع الفعلي للمشكلة ويبحث عن الجوانب ذات الصلة.  في "التفكير المستقل"، ينصب التركيز على مراعاة المشاعر الأخلاقية والمصالح والواجبات لجميع أصحاب المصلحة. وبالتالي يمكننا القول أن هذه هي طريقة منهجية وشاملة ونقدية ذاتية لحل القضايا الأخلاقية والتعامل معها.

على الرغم من أن الناس يرون أن التفكير المستقل والذاتي هو وسيلة لاتخاذ القرارات غير المقيدة من قبل السلطات وردود الفعل غير المنضبطة أو التلقائية وله القدرة على تحليل قيم المشكلة بشكل نقدي ومنهجي، إلا أنه ليس من السهل على معظم الناس استخدام هذه المهارات في مواقف حقيقية عند مواجهة المشاكل في الحياة الحقيقية.

وفقا للباحثين، يتطلب الأمر الكثير من الوقت والشروط الخاصة قبل أن يتمكن شخص ما من استخدام القدرة الأخلاقية بشكل مستقل. وهناك ممارسات معينة وأدوات خاصة تساعد على اكتساب مهارة الاستقلالية.

يستطيع محترفو تكنولوجيا المعلومات اكتساب كفاءة أخلاقية أعلى من خلال المشاركة في وضع معايير لمستويات مناسبة من الكفاءة، ويحاولون جاهدين تحقيق تلك المعايير، لأن التميز يعتمد على المهنيين الأفراد الذين يتحملون مسؤولية اكتساب الكفاءة الأخلاقية والحفاظ عليها، وهي قدرة الأفراد أو المجموعات على اختيار الطريقة الصحيحة للتعامل مع المشكلة أثناء مواجهة القضية الأخلاقية.

ويمكن القيام بذلك من خلال القدرة على التعرف على الطرق المختلفة للتعامل مع المشكلات الأخلاقية، ثم إتقان التفكير والتصرف بطريقة تأخذ في الاعتبار بشكل مستقل ومنهجي ونقدي جميع القيم والمبادئ والاهتمامات والمشاعر والواجبات والاحتياجات والمعتقدات ذات الصلة.

يمكن للمنظمات أن تساعد محترفيها في الحصول على كفاءة أخلاقية أعلى في عمليات بناء القواعد والمبادئ التوجيهية الأخلاقية، ومراجعة القواعد الأخلاقية، ومجموعات الحوار، واللجان الأخلاقية.. إلخ.

القواعد الأخلاقية والتراخيص لمحترفي تكنولوجيا المعلومات  وكيفية بناء القواعد الأخلاقية وعمليات الترخيص، وبل جعهل قابلة للاستخدام والتطبيق

لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات العديد من الآثار الأخلاقية والاجتماعية الهامة. كان هذا معروفًا منذ سنوات عديدة، لذلك قام العديد من ممارسي الكمبيوتر والمنظمات المهنية بوضع عدد من قواعد الأخلاقية التي تعتبر بمثابة إرشادات ومتطلبات يعتمد عليها لمساعدة ودعم محترفي الكمبيوتر، سواء الأفراد أو المنظمات، لفهم مسؤوليتهم الأخلاقية ومساعدتهم على اتخاذ قرارات أفضل عند مواجهة القضايا الأخلاقية في عملهم. هناك مجموعات متنوعة من القواعد الأخلاقية التي تم إنشاؤها من قبل المنظمات والمؤسسات المهنية المختلفة، على سبيل المثال: جمعية آلات الحوسبة (ACM)، وجمعية محترفي تجربة المستخدم (UXPA)، ومعهد الإدارة ونظام المعلومات (IMIS) و العديد من المؤسسات المهنية الأخرى حول العالم.

ترخيص محترف الكمبيوتر، هو وسيلة لإثبات أنه مسموح لشخص معين قانونيًا ممارسة عمل معين بشكل احترافي. عادةً ما تكون الحكومة هي التي تمنح التراخيص لأولئك الذين يحققون مستوى خاصًا من الممارسة في مهنهم، ولكن بالطبع، تتم إدارة هذه التراخيص من خلال المنظمات المهنية. أصبح محترفو تكنولوجيا المعلومات المرخصون في أيامنا هذه مطلبًا عامًا، بعد أن أصبح الناس على دراية بتأثير تكنولوجيا المعلومات على حياتهم اليومية. أصبح معظم الأشخاص الآن على دراية بالتصميمات ذات النوايا الخبيثة والنوايا الاحتيالية.

لا يمكنهم الوثوق بسهولة في أي نظام من أي شركة. وهنا يأتي دور الترخيص للتغلب على هذه المخاوف، ومحاولة السيطرة على كل هذه القضايا. ومع ذلك، يجب أن نعلم أن امتلاك ترخيص كمبيوتر لا يضمن بشكل كامل أن الشخص المرخص له لن يشارك في أنشطة ضارة أو احتيالية. يمكن أن تشجع كل من قواعد الترخيص والقواعد الأخلاقية على اتباع المعايير المهنية ولكنها لا يمكن أن تجعل الشخص مؤهلاً أو أخلاقيًا تمامًا.

يجب تطوير قواعد السلوك الأخلاقي وحيازة الترخيص لتلبية احتياجات المنظمة المعنية. يجب أن يكون محتوى الكود وشكله مناسبين لهيكل المنظمة ومهنتها. عند إنشاء مدونة أخلاقية بشكل فعال، يجب أن تركز على المبادئ وأن تكون واضحة بشأن الغرض، ويجب أن تكون مصممة ومكتوبة مع وضع المستخدم في الاعتبار، ويجب أن تكون مكتوبة بلغة واضحة حتى يتم فهمها وتطبيقها بسرعة وفعالية من قبل جميع المستخدمين.

الفقرات الطويلة والجمل المعقدة لا تؤتي ثمارها. يجب أن تكون التعليمات البرمجية موجزة قدر الإمكان، ولكن قد تشير الوثيقة خارج التعليمات البرمجية نفسها إلى سياسات مفصلة وتشرح الإجراءات. تعد إمكانية الوصول مؤهلاً آخر لمدونة قواعد السلوك الأخلاقي الفعالة، ويجب أن تكون متاحة بسهولة لجميع المستخدمين الحاليين والمستخدمين المحتملين.

المصادر:

Terrel W. Bynum & Simon Rogerson, ”Computer Ethics and Professional Responsibility” ,Blackwell, 2006.
Deborah G. Johnson, “Computer Ethics”, third edition
Iordanis Kavathatzopoulos , “Independent Agents and Ethics”
 Kenneth E. Himma & Herman T. Tavani “The Handbook of Information and Computer ethics” , Wiley , 2008