
شفان إبراهيم
Author
انتخابات برلمان إقليم كوردستان بين حدين مُتباغضين

أختتم اليوم الثلاثاء الزعيم القومي الكوردستاني "مسعود البارزاني" حديثه اثناء الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي يترأسه، والتي أقيمت في ملعب فرنسواه حريري في هولير عاصمة إقليم كوردستان، أنهى حديثه بعبارة واضحة المعالم والدلالات، إذ قال "يحيا الكورد وتحيا كوردستان". وهي العبارة والشعار الذي دفع الكورد في سبيله أنهاراً من الدماء، وحصدوا في شطره الجنوبي كياناً لا تزال بعض الجهات الإقليمية والداخلية، تتحين ايّ فرصة للانقضاض عليها. العبارة تحمل معاني واضحة، إذ إن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمعروف اختصاراً بــ"البارتي" لم يغير من نشاطه وخطه النضالي القومي الكوردستاني منذ معارك عبدالسلام البارزاني ضد الإنكليز والحكم الملكي، مروراً بمصطفى البارزاني الُمساهم في الإعلان عن جمهورية مهاباد، وقيادته لثورة أيلول التي استمرت من 1961-1975، والتي تكللت باتفاقية الحكم الذاتي، قبل أن تتفق الجزائر وإيران والعراق على وأدها والتأمر عليها في نفس العام، ليأتي الدور بعد ذلك على كلٌ من مسعود البارزاني وشقيقه إدريس البارزاني في ثورة كولان التي اندلعت عام 1976، وصولاً إلى انتفاضة شعب كوردستان عام ،1991، والأدوار التاريخية للرئيس مسعود البارزاني إلى جانب الراحل جلال الطالباني في تثبيت الحكم الفدرالي لإقليم كوردستان العراق عام 2003، وإشراف الرئيس البارزاني على معارك البشمركة ضد همجية مقاتلي داعش الإرهابي2014، وانتهاء بالحق التاريخي لشعب كوردستان كأي شعب أخر، وحقه في تقرير مصيره، وإجراء الاستفتاء التاريخي عام2017. كل ذلك عدا ما قدمته نُخب الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والرئيس البارزاني من مبادرات وخطوات عملية وميدانية في تذليل العقبات والصعوبات والعراقيل والمؤامرات التي كانت الحكومات العراقية تسعى جاهدة لتكبيل كوردستان بها. بعد كل ذلك جاء الحديث على المشهد السياسي للسيد بافل جلال طالباني، ساعياً صوب جر الإقليم والحزب الديمقراطي للمواجهات العلنية، عبر سيولة في الشتائم والتهم والتهجم، والاستفزازات، وبعد عشرات الحملات الانتخابية والندوات....إلخ والتي في غالبها كانت موجهة بالضد من شخص رئيس وزراء الإقليم السيد مسرور مسعود البارزاني؛ والتي أجمعت الشهادات إن إنجازات الحكومة ومحاربة الفساد وضعف حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، وغياب العمق السياسي العتيق والرزين عن صفوف قياداته، بعد أن ترك وتُرك، وهُجر أغلب قيادات الصف الأول، وبعد أن فقد الحزب المذكور أكثر من نصف قوته بعد رحيل مؤسسه الراحل جلال الطالباني، فإن الدلائل اشارت إن ما سبق من أسباب كانت تقف خلف حملات بافل طالباني ضد البارتي ورئيس وزراء الإقليم. في المقابل فإن رد البارتي وعلى لسان رئيس الوزراء والذي يشغل في الوقت نفسه منصب النائب الثاني لرئيس الحزب، جاء الرد عبر كلمة واحدة وتعني باللغة العربية "لا تستيطعون" كرسالة على دعوات بافل طالباني لهدم البارتي وإفشاله، وكوكبة من التهم الفاقدة للدلائل، عدا عن الأسلوب الكركوزاتي والمعتوه في إدارة الحملة الانتخابية.
بالعموم: فإن حملة حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني قامت على أساس التهجم على البارتي وأحلام افشاله. في حين جاءت حملة الحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي على قاعدة ودلالة أن كوردستان كيان دستوري وخط احمر عريض، وأن السعي للأفضل هو واجب مفروض على الحكومة، وإن ما قامت به الحكومة سابقا هو فرض عليها وواجب اتقنته بسوية عالية، وإن كوردستان حقيقة تاريخية، وأن الحق القومي لا تنازل عنه، وإن نمط السياسية للبارتي سيبقى كما هو الحضن والجامع للهويّة القومية الكوردستانية