
عبدالله جعفر كوفلي
باحث وأكاديمي
قيس الخزعلي… تفكير في عالم آخر !

أصدر المكتب الإعلامي لعصائب أهل الحق الذي يتزعمه ( قيس الخزعلي) بتاريخ ٢٠٢٥/٢/٩ بياناً يبارك فيه الشعب الكوردي.
ومن موقع مسوؤليتنا الوطنية والشعور بالانتماء الروحي لكوردستاننا الحبيبة وافتخاراً بحبنا للأرض وللإنسانية، نرى من الضروري توضيح ما ورد في البيان ( إذا ما صح صدوره من تلك الجهة) وعلى الجهات ذات العلاقة تصحيح ما جاء في البيان والاعتذار من الشعب الكوردستاني، منها:
- نبارك انتفاضة، ان مصطلح الانتفاضة لا تنطبق بأي شكل من الأشكال على ما هو موجود من اعتصام عدد من موظفي إقليم كوردستان في مكان معين بسبب قطع رواتبهم من الحكومة الاتحادية التي تملكون فيها اليد الطولي في ادارتها، والانتفاضة تعني قلب نظام كما في فعلها الشعب الكوردستاني في تسعينيات القرن الماضى وأسس إقليماً فيدرالياً كان ملاذاً آمنا ً لامثالكم ممن كانوا يعملون في المعارضة العراقية.
- شمال العراق، مصطلح قد ولّى عليه الزمان وكان يستخدمه الأنظمة العراقية السابقة التي لم تكن تريد او تعترف بحقوقنا المشروعة وان إقليم كوردستان هو اقليم فيدرالي ديمقراطي وفق الدستور العراقي لسنة٢٠٠٥ الذي صوّت عليه غالبية الشعب، ويتبين من البيان عدم المعرفة او الاعتداد بهذا الدستور وعدم الإيمان بالنظام الفدرالي وتنم عن مدى ما تفكرون به من الإيمان بالمركزية المقيتة ودرجة تأثير النظام السابق.
- مساعينا، مساعيكم من اجل ماذا؟ من اجل طرد طالما حلم بها مَن قبلكم وذهبت جهودهم ومؤمراتهم أدراج الرياح ولم تؤت بثمارها لأن ألشعب الكوردستاني وقيادته الحكيمة بذور تنبت مهما دفنوها، وكان الاجدر لكم الاستفادة من التاريخ والبيان كشف عن حقيقة تفكيركم الضيق ونواياكم السلبية.
- العملاء، السلطة السياسية في اقليم كوردستان سلطة قانونية تستمد شرعيتها من الشعب ولها تاريخ طويل من النضال والتضحية وتعمل من أجل بناء اقليم ديموقراطي حر وآمن بعيداً عن كل أشكال التهديد والعنف والعنصرية وجعلت من الإقليم تجربة ناجحة في كافة المجالات وهناك أصوات كثيرة لنقل تجربتنا إلى الأجزاء الأخرى من العراق، العملاء يبيعون ولا يخدمون ولكم أنّ تقارنوا لمعرفة من هو العميل ومن هو الأمين المخلص، وان الاتهامات الموجهة إلى الإقليم بانه عميل لأمريكا واسرائيل إتهامات قديمة ومتجددة لا اساس لها وان العملاء يعرفون اكثر من غيرهم من هم العملاء.
- الانفصاليين، ألشعب الكوردستاني ليس انفصالياً كما تتدعون وان الفرص المتاحة لهم للاستقلال عن عن العراق كانت كبيرة ولكنّهم قرروا البقاء مع العراق وفق نظام فدرالي وديمقراطي وان ما كان يملكه الشعب الكوردستاني من خيارات لو ملكتموها لكانت دولة العراق شيء من الماضي وتجري انهار من الدماء كما رأيناه قبل سنوات.
- الشعب الكوردي، إقليم كوردستان يضم طيفاً من الألوان والأفكار الجميلة ومكونات قوميّة ودينية تعيش بسلام وأمان على مرّ التاريخ رغم محاولات البعض لزعزعة الاستقرار والتعايش السلمي وأن مصطلح الكوردي لا ينطبق على الاقليم لأنه يضم مكونات اخرى يكن لهم الشعب الكوردي كل الاحترام والتقدير والكرامة وهذا دليل على ضيق أفق التفكير الذي لا يرى إلا خطوات أمامه.
- الاستمرار في الاعتصامات، هذا تحريض لا مثيل له ودفع الموظفين والمواطنين إلى طريق مسدود ليست الجهة التي كانت سبباً في افتعال مشاكلهم وقطع رواتبهم وهدر وقتهم بالمطالبة بحقوقهم المشروعة من الجهة المعنية.
نقول بكل وضوح وصراحة ان مثل هذه البيانات والمواقف لا تخدم مصلحة الوطن وعليكم الإنشغال والعمل على معالجة المشاكل والأزمات التي تعيشها الدولة العراقية وتعملون على حل مشكلة قطع موازنة الإقليم لانه السبب الرئيسي وراء ما نراه اليوم.
ان التظاهر حق قانوني مشروع ومكفول وفق الدستور والقوانين والتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، أما الفوضى وانتهاك الحقوق والحريات العامة أمر مرفوض لأنه يمس بسيادة الإقليم وأمنه واستقراره
أن حكومة إقليم كوردستان تبذل ما بوسعها وتعمل بقصارى جهودها لحل مشكلة رواتب الموظفين مع الحكومة الاتحادية وتوصلت الى اتفاقات جيدة تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين في الإقليم إذا ما تركها من يعملون وراء الستار ان تأخذ مجراها الطبيعي والصحيح.
اهل كوردستان وحكومتها أدرى بشعابها ولا يحتاجون إلى من يحرضهم ويوجهونهم وليسوا دمية يلعب بهم كيفما تشاء الجهات الخارجية.
نتمنى ان يتم تصحيح ما تم توضيحه وتقديم الاعتذار الى الشعب الكوردستاني، وان لم تصحح ادعوا الجهات القانونية اتخاذ الإجراءات القانونية وإقامة دعوى قضائية في المحكمة الاتحادية ومحاكم الاقليم لاتخاذ مايلزم لعدم تكرار مثل هذه البيانات المستفزة التي لا تخدم أي طرف سوى المتربصين والذين يسبحون في الماء العكر.
مع تحياتنا لكل المخلصين الذين يعملون من أجل مصلحة الوطن والإنسانية.