حلبجة .. مجزرةٌ لن ينساها التاريخ!

تحل في الـ16 من آذار الذكرى الـ37 للهجوم الكيماوي على مدينة حلبچة الکوردستانیة التي استهدفها نظام البعث البائد عام 1988.
وبأمر من وزير الدفاع الأسبق على حسن المجيد، هاجمت 8 طائرات عراقية مدينة حلبچة وامطرت عليهم بالقنابل و استخدم الغازين السامين الخردل والسارين لقصف هذه المدينة التي كان يقطنها حوالي 80 ألف شخص .. فاستشهد في هذا القصف الكيميائي أكثر من 5 آلاف شخص من أهالي مدينة حلبچە، وكان أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال، وأصيب اكثر من 10 آلاف آخرين، ومات آلاف من المدنيين في السنة التي تلت القصف نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب الخلقية، وما يزال الكثير من عوائل الضحايا تحاول العثور على جثث أطفالها وشيوخها ورجالها الذين فقدوا أثناء هذا القصف.
وصنف دوليا ان هذا الهجوم الكيميائي بأنّه الأكبر الذي وُجّه ضد سكان مدنيين من عرقٍ واحد حتى اليوم، وهو أمر يتفق مع وصف الإبادة الجماعية في القانون الدولي والتي يجب أن تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة.
بحيث اشترى فرانس فان الرجل الاعمال الهولندي المواد الكيميائية من السوق العالمية وقام ببيعها لنظام السابق في العراق بهدف قصف مدينة حلبچة، حكمت المحكمة الهولندية على فان بالسجن 15 عاما في 23 كانون الأول عام 2005.. واقرت المحكمة الهولندية أن صدام ارتكب جريمة الإبادة الجماعية ضد سكان حلبچة ووصفت هذا الهجوم كفعل من أفعال الإبادة الجماعية.
أما المحكمة العراقية الخاصة فوجهت اتهامات لصدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد الذي قاد قوات الجيش العراقي في كوردستان في تلك الفترة بتهمة جرائم ضد الإنسانية المتصلة بالأحداث التي وقعت في حلبچة.
بعد إدانتهم بتدبير هذه المجزرة، حكم على صدام بالإعدام شنقا في 30 كانون الاول عام 2006 لدوره في حملة عسكرية عام 1988 ضد الكورد، والتي يطلق عليها اسم "عملية الأنفال". وثانيا حُكم على علي حسن المجيد بالإعدام شنقا بمحكمة عراقية في 25 كانون الثاني عام 2010.
ان قصف حلبچة من الأحداث التاريخية المؤلمة و فاجعةٌ لا ينساها الكورد فقد كان جزءا من حملات النظام البائد باستخدام جميع الوسائل لإبادة الشعب الكوردي سواء بأسلحة تقليدية وغير تقليدية.