
شيركو حبيب
كاتب
حركات بارزان الوطنية.. في عدد من وثائق الارشيف الوطني البريطاني

الحلقة الثالثة
ليس من السهل الكتابة عن منطقة بارزان والبارزانيين؛ فـ «بارزان» منبع النضال والتضحية، ومدرسة الوطنية وعرين الأسود منذ حرکة الخالد الشيخ عبد السلام بارزاني. لقد رفض شجعانها وأبطالها الظلم والطغيان، وكانت مهدًا للثورات وانتصارًا للمظلوم، وتحدت كل الظالمين من أجل العيش الكريم، وإرساء أسس العيش المشترك والتآخي.
في هذه الوثائق تظهر مدى أهمية بارزان ومحاولة الحكومات ليست فقط العراقية، بل الإيرانية والتركية والبريطانية، السيطرة على بارزان ورجالاتها، إلا أن صمودها وثبات رجالها كان أقوى من المؤامرات والنوايا الخبيثة لهذه الحكومات.
تظهر الوثائق التي يتضمنها هذا الكتاب مدى إصرار قادة بارزان على إحلال السلام والأمان في المنطقة. كما تظهر شجاعة وبسالة البارزانيين وتصديهم لحكومات أربع دول، وكيفية وصول مصطفى بارزاني الخالد وأتباعه إلى حدود الاتحاد السوفيتي السابق بجدارة وفي ملحمة بطولية لا مثيل لها.
وتتحدث الوثائق أيضًا عن دور البارزاني الخالد في إعلان أول جمهورية كوردية في عام 1946م والتي سميت بجمهورية «كوردستان» وعاصمتها «مهاباد».
إن تعاليم بارزان مدرسة في الحب، والوطنية، والتسامح، والاحترام، والمساواة، وتقاسم الثروات، والحصول على المعرفة، والإصلاح الاجتماعي وحماية البيئة.
نستخلص من تاريخ بارزان الدروس والعبر من نضال وشجاعة البارزانيين.
حقا إنها مدرسة النضال، والفداء والتضحية والبسالة.
أتمنى أن نكون قد تمكنا من تعريف جزء يسير عن بارزان إلى القارئ الكريم
نشاط العشائر
تساقطت الثلوج بغزارة في المناطق الجبلية، وانقطع الاتصال مع (بارزان) لبعض الوقت، في 20 شباط/فبراير تم الإبلاغ عن نشاط قبلي كبير في منطقة (بلى)، وتم إجراء استطلاع جوي شوهدت مجموعة من خمسين إلى مائة من رجال القبائل يعبرون الزاب من الجنوب إلى الشمال بالقرب من ملتقى نهر الزاب (رو وكوجك) متجهين باتجاه بارزان.
العمليات العسكرية في منطقة شيروان
منطقة (شيروان) الناحية المقترحة هي المنطقة الأولى التي سيتم تعيين الإدارة فيها، وفي وقت مبكر من آذار/مارس تم تجميع وحدة من قوات الجيش العراقي في (باليكيان) على النحو الآتي:
3 كتائب مشاة (أقل من فصيلتين).
1 فوج سلاح الخيالة.
1 مدفعية جبلية.
1 سرية الية مدفعية.
السلطات: الطاقم الجوي
انتقل الرتل بمساعدة القوة جوية من (لاليك) في 15 مارس ووصلوا إلى (مزنه) نفس اليوم، ثم تقدم الرتل من خلال (لاليك) إلى (میرگەسور)في مسيرة ووصل في 16 مارس بدون معارضة.
سري
قيادة القوة الجوية - العراق
مقتطف من الرسالة الشخصية S10371/4 بتاريخ 6 أبريل 1932 من القيادة القوة الجوية/العراق إلى رئيس الأركان الجوية
1- التهدئة في (بارزان) معلقة بعض الوقت. حاولنا أن تقوم الحكومة العراقية بها بعد عمليات الشيخ محمود العام الماضي عندما كانت هيبة الجيش عالية، كانت الحكومة تشكُّ في نوايانا وتماطل لدرجة أنه في النهاية اضطررنا للتخلي عن الخطة. انتهز هذه الفرصة لأؤكد على أن كل شيء سيكون جاهزًا للعمليات في بارزان في أوائل الربيع.
2- اتفقت انا و (همفريز) على أن هذه ستكون عملية للجيش العراقي قدر الإمكان، ومن المفترض أن يكون دور القوات الجوية الملكية مساعدًا إضافيًّا بشكل أساسي. لقد وعدت الحكومة العراقية بالدعم الكامل من سلاح الجو الملكي. وليكون مفهوما بقدر المستطاع، وسيترك الجيش العراقي لنفسه لتنفيذ إحلال السلام في المنطقة بمساعدة قليلة من الجو قدر المستطاع، هذه السياسة مرغوبة لممارسة الجيش في حرب التلال، وإذا أمكن ترسيخ مكانته بين الكورد لمساعدتهم في الخروج من الصعوبات.
3- وُضِعت خطة العمليات على هذا الأساس، وتوصلت إلى تسوية تدريجية للمنطقة على ثلاث مراحل. أولاً: احتلال منطقة جنوب (روكوجوك) وهي المنطقة المؤشرة على الخريطة الفوتوغرافية المرفقة هي (شيروان)، واستيطانها عن طريق إنشاء نقاط شرطة محصنة عند النقاط المؤشرة بعلامات أ ب ج على الخريطة المرفقة. المرحلة الثانية: مماثلة للعمل شمال شرقي منطقة (بارزان) في منطقة حول (شيروان مازن)، مؤشر على الخريطة (مزوري بالا). أما المرحلة الثالثة كانت تسوية منطقة (بارزان) تظهر باسم ناحية (بروش) على الخريطة.
4- لقد تلقيت بالفعل تقريرًا بالعمليات حتى الوقت الذي وصل فيه القوات إلى (باريسا) وهي النقطة المميزة المؤشرة بـ (ب) في منطقة (شيروان) على الخريطة، لقد نجحوا في إنشاء مركز في (ميركةسور) وفي 30 آذار/مارس القوات تركت (ميركةسور) إلى (زازوك) على طريق إلى (بارسيا)، هنا تم تعليقهم بسبب سوء الأحوال الجوية حتى 3 أبريل عندما غادروا (زازوك) إلى (بارسيا).
5- وصل قائد الرتل إلى ب(ارسيا) وهاجم العدو القافلة والحراس، اعتقد ومن المحتمل أن العدو انسحب من الوادي المطل على الممر قبل أن يمر الحراس الخلفيون. على أي حال كانت النتيجة فوضوية، يبدو أن العدو أطلق النار من مسافة قريبة إلى حد ما حتى قام أفراد القافلة بترك حمولاتهم وهربوا، ولم يتمكن الحراس الخلفيون من التحرك ومكثوا في مكانهم. الموقف من الجو يظهر حرجًا للغاية، وتشير التقارير اللاحقة عن الرتل نفسه إلى أن الفوضى سادت كليا، وتم استدعاء جميع الطائرات المتوفرة وواصلت الهجمات المستمرة على العدو من نحو الثانية والنصف بعد الظهر حتى حلول الليل. أعتقد أنه ليس هناك شك أن الطائرة أنقذت الرتل من كارثة كبيرة محققة.
فقدت القوات كل وسائل النقل وكل الاطعمة على ما يبدو وكذلك كل خيامها، لم نسمع بعد فيما إذا كانت قد فقدت الكثير من الذخائر ولا أعتقد ذلك، بعد أن تخلصت الطائرات من العدو، ذهب الرتل إلى المعسكر على الفور وانطلق في اليوم التالي إلى (باريسيا) حيث أصبح الآن مسترخيا.
6- مع الاسف نتيجة لهذا العمل الصغير انهارت الروح المعنوية العراقية تمامًا، سواء في بغداد أو الأسوأ من ذلك لدى القوات نفسها، وتعرض الملك لحالة سيئة من الهستيريا. وفي غياب (همفريز) في بلاد فارس كان عليَّ أن أذهب وأطمئنه، يمكن للمرء أن يعتقد حقًا أن الوحدة بأكملها قد تم القضاء عليها وهزيمتها بشكل كارثي، بينما باستثناء فقدان الأحمال، كان إجمالي الحالات أربعة قتلى ونحو 30 - 40 جريحًا، وهذا في الحقيقة لا شيء. شرحت للملك أنه لم يتعلم أي جندي حرب الهضاب بدون هذه الصعوبات الصغيرة وأنه بعد شهر أو شهرين من هذا النوع من المسائل سيصبح الجيش العراقي جيد جدًا في ذلك، أخبرت الملك أنه يمكننا السيطرة على المنطقة بأكملها بالقصف الجوي متى شئنا، لكن بما أن جيشه سيتعين عليه السيطرة على المناطق الكوردية اعتبارًا من خريف العام المقبل، فمن الضروري أن يتعلموا مهامهم وأن يبنوا الثقة في أنفسهم في هذا النوع من الحروب، وقلت إنني أتصور عند الحاجة إجراء أي تعديل في الخطة الأصلية.
7- حسب المعلومات الواردة فإن الروح المعنوية للقوات أسوأ من معنويات الحكومة. اتفق على أن كبار الضباط والضباط المسنين يتصرفون بشكل مطلق، وأن الوحدة حافظت على استقرارها إلا من خلال المثال الثابت للضباط البريطانيين القلائل الذين كانوا متواجدين، ولكن مع الأسف ليس بأي صفة تنفيذية. أفادوا بأن الضابط العراقي الشاب تصرف بشكل جيد، ولكن القوات التي كانت بالطبع تعاني من نقص في الطعام ووسائل الراحة الأخرى منذ فقدان وسائل النقل تظهر تمردًا واضحًا لضباطهم ولا يمكن الاعتماد عليهم للقيام بما قيل لهم. الرجال في الحقيقة على ما يرام، ولكن النقض المأساوي للقادة يدمر القوة.
8- في اليوم التالي، وكان اليوم الرابع (روان روبنسون) الذي كان في طريقه للذهاب إلى الوحدة مع قافلة من المؤن، ولكنه لم يتمكن من المرور في الممر الرئيسي المؤدي إلى (باريسيا)، وكان عليه أن يتراجع مرة أخرى إلى (ميركةسور)، هو نفسه أصيب بجروح طفيفة في قدمه، يقوم القوات بمحاولة أخرى اليوم ربما من خلال طريق آخر للحصول على المؤن، في هذه الأثناء نقوم بتزويد الرتل في (باريسيا) بالطعام ولا يوجد سبب للقلق، أخشى فقط أن تنسحب الوحدة من (بارسيا) وهذا ما أعتقد سيكون خطأ فادحًا. الجميع متوترون لدرجة أنهم يريدون عودته، لقد كنت أحاول منع هذا وأرسلت لـ(روان روبنسون) للقدوم غدا، للتشاور في الخطط المستقبلية.
9- في غضون ذلك تحركت حامية (عقرة) باتجاه (بلى) استعدادًا للهجوم على قرية (بارزان) بعد قصف جوي لذلك المكان، كنت آمل أن تتزامن الحركة على (بارزان) مع حركة غربية للقوات من (باريسا) باتجاه الجسر الوحيد فوق (روكوجووك) لقطع انسحاب المتمردين في منطقة (شيروان)، لكنني أشك فيما إذا كنا نسمح لهم بالتقدم في الوقت الحاضر كل هذا مضحكة.
10- لقد قام جيشنا بعمل رائع في الهجمات على العدو في وادي (باريسيا)، وكما ذكرت بالفعل أعتقد أن هناك القليل من الشك في أنهم أنقذوا كارثة، لسوء الحظ فقدنا أحد ضباط الصف وكان رجلًا جيدًا بشكل استثنائي، كان يعمل على المضادات الجوية، ضابط صف آخر أصيب بجروح، عدة طائرات كانت إلى حد ما تطلق النار على محمل الجد.
أرفق تقريرًا جديدًا يشير إلى أننا أصابنا زعيم المتمردين الملا مصطفى شقيق شيخ أحمد في ثلاثة أماكن وخسروا ثمانية رجال في (بارزان).
(Sgd) E.R.Ludlow-Hewitt