لايمکنکم أبداً کسر إرادة شعب إقلیم كوردستان

لايمکنکم أبداً کسر إرادة شعب إقلیم كوردستان
لايمکنکم أبداً کسر إرادة شعب إقلیم كوردستان

في خضم الصراع السياسي وتبدّل التحالفات الإقليمية، تبقى قضية شعب إقليم كوردستان ثابتة لا تهتز: قضية حق، وكرامة، وهوية. 

هذا الشعب، الذي وقف في مقدمة الصفوف للدفاع عن العراق بأكمله ضد الإرهاب، يُجَازى اليوم بالتهميش، وإنكار الحقوق، والاعتداءات المتكررة التي تقودها فصائل مسلحة خارجة عن القانون، تصمت عنها حكومة بغداد – إن لم تكن تغض الطرف عنها عمداً. 

إن ما يتعرض له إقليم كوردستان من استهداف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ليس مجرد خرق أمني، بل هو اعتداء سياسي متعمد، هدفه إذلال كوردستان وكسر إرادة شعبها. 

وهذا أمر لن يحدث، لأن من قاوم الأنفال وحملات الإبادة، ومن صمد في وجه الديكتاتورية، لا يمكن أن تروّعه طائرة مسيّرة ولا صاروخ يسقط على أطراف مدنه الآمنة.

لقد مر شعب كوردستان في الماضي بتجارب مريرة؛ من القمع والتمييز، إلى الحصار والدمار، لكنە خرج من كل تلك العواصف أكثر قوة وأشد عزيمة والدلیل هو تقدم إقلیم کوردستان في الكثير من النواحي السياسية والإقتصادية و الاجتماعية والعمرانية.   

إن الإرادة الكوردية لم تولد من فراغ، بل تشكلت في جبال مقاومة شاهقة، وفي قلوب أمهات قدمن أبناءهن قرابين من أجل مستقبل أكثر عدلاً. 

لقد کان للقائد الخالد مصطفی بارزاني و للرئیس الپيشمرگه مسعود بارزاني دور بارز في بناء هذه الإرادة القوية للدفاع عن الحقوق المشروعة و الهوية الكوردستانية والکرامة. 

لذا لا يمكن لأي سلطة قمعية، ولا لأي جهة خارجية، أن تفهم أو تكسر هذه الروح المتجذرة منذ عقود في أعماق تاريخ و جغرافيا کوردستان. 

لمن يجلسون في مراكز القرار في بغداد نقول: كفّوا عن معاملة إقلیم كوردستان كإقليم تابع. نحن شريك في هذا الوطن، لا تابع له. 

إن اتفاق ٢٠٠٥ والدستور العراقي ليسا مجرد أوراق، بل عقد سياسي وأخلاقي بين مكونات البلد. والذي لایؤمن بذلك، فأنە أول من ينسف "الوحدة الوطنية" التي يتحدث عنها في خطاباتە. 

هل يعقل أن تُقطع رواتب الموظفين في الإقليم بقرارات سياسية؟ 

هل يعقل أن تُمنع حكومة الإقليم من تصدير نفطها، ثم تُحرَم من حصتها العادلة؟ 

وهل يُعقل أن تبقى بغداد صامتة أمام استهداف أربيل ودهوك و مناطق کوردستانية خارج إدارة الإقلیم بالطائرات المفخخة؟

ما يُمارس اليوم هو حصار سياسي واقتصادي وأمني ممنهج، والهدف منه واضح: إنهاك الإقليم، وإخضاعه، وتهميش إرادته. لكن التاريخ يعلمنا أن كوردستان لم تركع يوماً، ولن تركع. 

أما المجتمع الدولي فعلیه أن لایبقی صامتا أمام تلك الإنتهاکات الصارخة لحقوق شعب يعيش ضمن نظام سياسي يُفترض أنه فيدرالي، ديمقراطي، تعددي. صمتە يُفسَّر على أنه ضوء أخضر لمن يريد خنق كوردستان وإعادتها إلى زمن الهيمنة المركزية.

مرة أخری نقول لقد صمد هذا الشعب في وجه الأنظمة الديكتاتورية، وشارك بشکل فاعل في إسقاط نظام البعث و ساهم في ترسیخ أسس الدیمقراطية و التعددية و قام بدفع العملية السياسية في العراق نحو التوازن و التوافق و الشراكة، وساهم في هزيمة أخطر تنظيم إرهابي عرفه العالم – تنظيم داعش.

لذا، نقولها بصوت واضح: أوقفوا استخدام الاقتصاد سلاحا سياسيا لمعاقبة شعب كوردستان، فالمواطن البسيط هو من يدفع الثمن. إفتحوا حوارا جادا ومسؤولا مع قيادة الإقليم لحل القضايا العالقة على أساس الشراكة، لا التبعية، وعلى قاعدة الاحترام المتبادل.

لأنە لا يمكنكم أبداً كسر إرادة شعب إقليم كوردستان، فهذه الإرادة ليست مجرد شعار، بل واقع يتجدد كل يوم في عيون الأمهات، في كلمات الجیل الناهض، وفي دماء الشهداء.