
شيركو حبيب
كاتب
خارطة الشرق الأوسط الجديد و أمنيات الشعب الكوردي

منذ فترة؛ والحديث عن الشرق الأوسط الجديد أصبح عنوان كافة الأخبار في الصحف و محطات التلفاز، وخاصة بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية، فمعها زاد الحديث عن التغيير وكأنه غدا.
ربما السوال قد يطرحه مواطنو بلدان الشرق الأوسط: أي تأخير في توقيت مشروع لمنطقة حرب و اقتتال؟ وهل التغيير سيكون في مصلحة الشعوب أم مصلحة الدول العظمى ذات النفوذ كما حدث مع اتفاقية سايكس- بيكو التي قسمت الشرق الأوسط حسب مصالح الدول العظمى آنذاك؟ وهل سيتم التغيير بمحو دول وإيجاد دول أخرى أم ضم دولة إلى حدود أخرى حسب مصالحهم؟ وأين سيكون نصيب الشعبين الفلسطيني و الكوردي في هذا التغيير إذا جرى؟ هل سيحصل الفلسطينيون على دولتهم والكورد أيضا؟.
الكورد أكبر شعب عددا في أرجاء المعمورة دون كيان خاص بهم، رغم وجود جميع مقومات الدولة، عدا مصالح الدول الكبرى التي تعارض قيام دولة كوردية، خشية على مصالح هذه القوى في المنطقة.
نعلم جميعا أن كوردستان سواء الجزء الداخل في حدود العراق أو تركيا أو سوريا او إيران، كان مستقلا قبل تجزئته وتوزيعه على هذه الدول، كان كيانا مستقلا قسمته سايكس- بيكو بغرض تشتيت الشعب الكوردي وإظهاره كمجموعات أقليات داخل حدود هذه البلدان، وقد كان مستقلا بذاته عن شعوب المنطقة، بتاريخ و ثقافة ولغة تختلف عن بقية الأمم.
كردستان العراق أو إيران أو تركيا أو سوريا لم تكن ضمن أراضي هذه الدول، بل ألحقت غدرا بداخل حدودها، وعندما يطالب جزء منه في العراق ب "الاستقلال" فهذا لا يعني "الانفصال"، بل البحث عن الاستقلال بغرض لم شمل بقية الأجزاء الأخرى من الإقليم المفتت بفعل مؤامرة غربية على هذا العرق النقي الذي خدم دوما الأمة الإسلامية ويشهد تاريخها على ما قدمه من قادة لها في ظروف حالكة السواد، وأبرزهم صلاح الدين الأيوبي.
الكورد تواجدوا و عاشوا في العراق قبل تأسيس الدولة العراقية في العشرينيات من القرن الماضي، والعجيب أن البعض يعتبرون الكورد عربا أو فرسا أو أتراكا، مع كل الاحترام و الاعتزاز بهذه الشعوب، إلا أن الكورد شعب مستقل، فهل يجوز أن نقول الكوردي العربي أو التركي أو الفارسي، بينما الكورد من أقدم شعوب المنطقة ولاقوا اضطهادا من حكومات تلك الدول، وصل حد استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضدهم.
إن الشعوب المضطهدة في المنطقة تنتظر بفارغ الصبر أي تغيير في خارطة الشرق الأوسط تستعيد به حقوقها وتنتهي معه معاناتها وأزماتنا مع حكومات تلك الدول، لا أن يكونوا لعبة في أيدي الدول الكبرى، وقد عانى الكورد الويلات و حان الوقت لكي يعيشوا بسلام وأمان في دولتهم ذات العلاقات الحسنة مع دول الجوار و المجتمع الدولي، وهم دائما مع السلام و الاستقرار.
لسنا أمام معضلة كبرى إذا ما عادت خارطة الشرق الأوسط الجديد بالشئ إلى أصله، والأصل في حقوق الكورد هو حدود إقليمهم الكبير، أو قل دولتهم الموحدة المستقلة، المعبرة عن هويتهم وثقافتهم و عرقهم، وقتها؛ لن يجد العالم أزماتهم المتجددة، بعد زوال أسبابها، وعودة أسباب الاستقرار لهم وكافة جيرانهم من شعوب المنطقة، وليكن المستقبل أفضل لهم وغيرهم على السواء، وهي أمنية لا تبتعد عن صالح كل جيرانهم وأشقائهم من كافة الأعراق والأجناس .
المهم وحدة الكلمة الكوردية من اجل المصلحة العليا