
د. سامان سوراني
أكاديمي كوردي
معاداتکم لاتوقف قطار التقدم في إقلیم كوردستان

بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على التصويت لصالح الدستور أو مايسمی بالقانون الفيدرالي الذي يتم حكم العراق به حالياً ما زال الخطاب السياسي السلبي والخاطیء لدی بعض الکتل السياسية و الفصائل المیلیشياوية المسلحة تجاه حقوق شعب كوردستان قائماً کما هو، في وقت تشهد المنطقة والعالم مرحلة تحول تاريخي استراتيجي بالغ الدقة والحساسية، تحول يحتاج عادة لوقفات تأملية يشترك فيها صناع القرار والمسؤولون والمستشارون على مختلف المستويات عن وضع الاستراتيجيات والقيام بإعداد بحوث وتقارير ودراسات وذلك لتحليل البيئة الخارجية والبيئة الداخلية من أجل وضع رؤية إستراتيجية مناسبة تبنى على ضوئها السياسات الداخلية والخارجية لدولة ما، وذلك للحفاظ علی سيادة تلك الدولة ومصالحها العليا والشراكة القائمة بين مكونتها.
لاتهم الجهات اللامسؤلة في العراق قضایا مرتبطة بالتفكير الاستراتيجي لتحديد اتجاه الطاقات البشرية أو وضع إستراتيجية التوصل الی التوجيه الصحيح، بل تنحرف عن المسار السليم للعلمية السياسية بحیث تصبح جميع مجهوداتهم في هذا المضمار الإسراع المتزايد والإندفاع نحو الاتجاه الخاطئ وكذلك السير خلف مسارات خاطئة غير محسوبة العواقب في إدارة الحکم.
الكتل الشيعية لم تستطيع أن تحرر من عقدة الأغلبية السياسية والمرکزية المسلطة، لذا لا تؤمن بما أقره الدستور العراقي لشعب إقليم كوردستان. هذه الکتل لاتراجع التاریخ لتعرف بأن الحقوق القومية الكوردستانية هو تحصيل حاصل للتطور السياسي منذ أواسط القرن العشرين وصولاﹰ الی إنتفاضة عام ١٩٩١.
فالتضحيات الجسيمة لشعب كوردستان و كفاح شعب كوردستان من أجل حقوقه المشروعة هي التي أرغمت المجتمع الدولي علی إتخاذ قرار (٦٨٨) و بقية القرارات حتی موافقة مجلس الأمن الدولي علی تحرير العراق في نيسان عام 2003 وماحصل حتی صدور الدستور.
لکن الطبقة السياسية الشيعية، التي تسلّطت بفعل الأمر الواقع المتسم بالانهيار المجتمعي الشامل، مستندة إلى حالة اجتماعية مستحدثة، قوامها طبقة طفيفة من المستفيدين من مميّزات السلطة، ونهب المال العام الذي وصل إلى مستويات قياسية، لم تستثمر الفرص الكبيرة التي أُتيحت لها لبناء العراق ديمقراطي فيدرالي تعددي وتعويض العراقيين عما مرّوا به من حروب وحرمان طيلة اكثر من خمسة عقود، بل قامت ببناء دولة موازية و سلاح موازي، عن طريق تسليح ميليشيات خارجة عن القانون والدستور لزعزعة الإستقرار وإقصاء مستقبل العلاقة بين الدولة والمجتمع والإطاحة بالتجربة الديمقراطية.
لذا نقول لكل من يعتقد أن بإمكانه كسر عزمنا بقطع الرواتب أو وضع عقبات في طريق تقدم إقليم كوردستان، إن محاولاتكم البائسة لن تُملي علينا مسارنا.
كوردستان لا يعتمد على أحد في صنع مستقبلها، فشعبها وقادتها أكثر قدرة على مواصلة التقدم دون أن يتأثروا بمحاولات التأثير السلبي أو التحريض.
من يسعى للنيل من إرادتنا أو يحاول التقليل من عزيمة رئيسنا، عليه أن يعلم أننا أمام قائد لن يتراجع أبداً عن مبادئه الوطنية، ولن تسمح إرادة شعبنا أن تتوقف عجلة التقدم. كوردستان باقية، والرئيس مسعود بارزاني يقودها نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
إذن إقليم كوردستان، بقيادة الرئيس مسعود بارزاني يواصل مسيرته بكل عزيمة وثبات، رغم الحقد الدفين الذي تروجه بعض الفصائل المتسلطة في بغداد ضد شعب کوردستان.
فمع كل عثرة، يصبح عزمنا أقوى، ومع كل محاولة لعرقلة مسيرتنا تتعزز إيماننا بحقنا في التقدم والاستقلالية. فلا يمكن لمروجي الشوفينية ولا لفصائل متسلطة في بغداد أن تُغير من مسار التاريخ، ولا بإمكانهم إيقاف قطار التقدم الذي بدأناه، فإقليم كوردستان اليوم هو أكثر قوة ووحدة من أي وقت مضى.