الكورد و الشرق الأوسط الجديد

الكورد و الشرق الأوسط الجديد
الكورد و الشرق الأوسط الجديد

على حد علمي، إن لم أكن مخطئاً، فإن مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" ورد في العام 2006 على لسان وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس، في دبي، وتمت صياغته في رؤية إدارة بوش لمستقبل المنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 والتي شكلت نقطة فارقة في نظرة واشنطن للمنطقة، عززها وجودها العسكري بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في 9 أبريل عام 2003 .

الشرق الأوسط هو مصطلح جيوسياسي يشير عمومًا إلى مناطق سوريا وشبه الجزيرة العربية والأناضول (بما في ذلك تركيا الجديدة وقبرص) ومصر وإيران والعراق.

هل الشرق الأوسط تكرارٌ لاتفاقيةٍ كاتفاقية سايكس بيكو، التي شملت مصالح القوى المهيمنة آنذاك، وتجاهلت مصالح هذه الدول ومواطنيها؟ وهل تكرر خارطة جديدة ولكن بأسلوب آخر من أجل مصالح الدول المهيمنة اليوم تحديدًا؟ هل تُمحى أي دولةٍ من الخريطة؟ أو تضاف دول جديدة؟ في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات في المنطقة، وتجري محاولات لإقامة الدولة الفلسطينية، وهذا حق طبيعي للشعب الفلسطيني، إذا لم تمنعه الولايات المتحدة وتستخدم حق النقض (الفيتو) ضدها في الأمم المتحدة.

تعد القضية الكوردية، بالطبع، هي قضية رئيسية على الساحة السياسية في المنطقة، والقضية الكوردية وهي قضية أمة تمت مواجهتها بأكثر الطرق تمزيقاً وإرهابا.

ومن المهم أن يتعامل الكورد مع هذا التطورات بحكمة وبصوت واحد، إذا تغيرت خريطة الشرق الأوسط، وهل كوردستان فقط الجزء الذي ألحق بالعراق أم كل أجزائها؟ هل من مصلحة القوى المهيمنة اليوم أن يكون للكورد دولة؟ رغم أن المصالح والإنجازات أهم من حقوق المواطنين بالنسبة لهم.

فيما يتعلق بالشرق الأوسط المتغير، يشير تقرير لمؤسسة كارنيغي إلى أن سياسة الولايات المتحدة، في سعيها لإنشاء "شرق أوسط جديد" مع تجاهلها لواقع المنطقة، قد أدت إلى سلسلة من العواقب غير المتوقعة. يتناول التقرير هذه التغييرات بالتفصيل في عدة مجالات، ويدعو إلى إعادة نظر أكثر وضوحًا وواقعية في السياسة الأمريكية لزيادة فرص التغيير الإيجابي، وتقليل حدة المواجهة، والتخلي عن فكرة أن الولايات المتحدة قادرة على إعادة رسم خريطة المنطقة بمفردها.

بالطبع، إذا اعتبرت الولايات المتحدة نفسها القوة العظمى الوحيدة في العالم، فسترتكب خطأً استراتيجيًا فادحًا، حيث روسيا والصين، وحتى الاتحاد الأوروبي، لن تسمح للولايات المتحدة بفعل ما تريده. ومن مصلحة هذه الدول بالطبع أن تحقق مصالحها، التي تريد الولايات المتحدة تحقيقها لنفسها، وهنا تلعب القوة والرؤية السياسية والتخطيط دورا مهما.

ما يهمنا هو الموقف الكوردي. كيف سيحقق الكورد أهدافهم بعد قرن من النضال؟ هل ستُضحي هذه القوى بالكورد من أجل مصالحها الخاصة مجددًا؟ لذا من المهم جدًا على الكورد أن يوحدوا على كلمة و مواقف تخدم القضية، وإلا نخسر ما تم بناؤه، و على الذين يظلون متذبذبين في مواقفهم أن يصححوا رؤيتهم لأجل مصلحة شعبهم و عدم الركض وراء السراب.