
شيركو حبيب
كاتب
الاستفتاء إرادة الوطنيين

وفقًا لجميع الدساتير والقوانين، لكل أمة الحق في ممارسة حقها في إقامة دولتها في إطار القانون الدولي ومبادئ الدولة.
في العام 2017 حدث الاستفتاء في إقليم كتالونيا الإسباني لتقرير مصيره واستقلاله، وقبله بشهر وفي سبتمبر من العام نفسه باشر الشعب الكوردستاني حقه في الاستفتاء على الاستقلال، ومن ثم البدء في إقامة دولته المستقلة التي التهمت حدودها من قبل اتفاقية سايكس بيكو عام ١٩١٦ الموقعة خلال الحرب العالمية الأولى.
الاستفتاء الكوردستاني جاء بعد فشل كل المحاولات للعيش على قدم المساواة في ظل دولة فيدرالية تأسست بموجب دستور ٢٠٠٥ ، فبطبيعة الحال، تعرضت كوردستان للهجوم لمرات بأعنف الطرق منذ ضمها إلى العراق، لكنها حاولت دائمًا حل النزاعات سلميًا، من أجل إنهاء المشاكل وديا و قانونيًا.
في 25 سبتمبر/أيلول 2017، توجه أكثر من 92% من الكروردستانيين إلى صناديق الاقتراع وصوّتوا بنعم لدولة كوردستان . وقد سلكوا هذا المسار في عملية غير مسبوقة، وبطريقة قانونية وديمقراطية، لكن اللافت للنظر هو أن سلطات بغداد بدأت تهدد كوردستان وتواجهها بشكل متزايد، على عكس بريطانيا واسكتلندا، كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على استعداد لزيارة منازل الاسكتلنديين لمنع الاستفتاء وتنفيذ مطالبهم، وعلى عكس بغداد، التي هددت الكورد بالسلاح والقوة العسكرية.
لم تكن كوردستان جزءًا من العراق يوما ما حتى تنفصل عنه، وكانت كوردستان على وشك الاستقلال لولا الغدر والخيانة الداخلية، عندما سُلّمت المناطق الكوردستاني إلى الأعداء.
بالطبع، يفخر الموالون لكوردستان والرئيس بارزاني بهذا اليوم ويعتبرونه يومًا تاريخيا، حيث يُعدّ الاستفتاء نقطة تحول مهمة في حركة تحرير كوردستان، وبالطبع، هذا تاريخٌ مشرقٌ آخر لأبناء كوردستان المخلصين والمجتهدين.
إنه لفخرٌ للحزب الديمقرطي الكوردستاني وزعيمه فخامة الرئيس بارزاني الذي قادة الحملة، أن يتم الاستفتاء على هذا النحو الذي سار عليه، وقد أثبتت التجارب سابقا ولاحقا مع الحكومة المركزية جدوى اللجوء إليه عندما تقرر حرمان مكون كبير من الشعب كافة حكم حقوقه، فأي عارٍ يشعر به من عارض ولم يصوت بنعم؟
من صوت بنعم يتكلم بحرية، وهذا، بالطبع، تاريخٌ مشرقٌ آخر لأبناء كوردستان المخلصين والمجتهدين، ومن قال لا اعتبر رأيه حقه في ظل ديمقراطية واضحة للعيان، لكن دائما وأبدا تظل المصلحة العليا للشعب الكوردي معبرة عنها نتيجة هذا الاستفتاء الذي صار على هذا النحو باتجاه حلم دولة كوردستان، ليس انسلاخا عن عراق، بل إعادة للأمور إلى طبيعتها السابقة قبل نشأة حدود دولة على غير رغبة سكانها مجتمعين.
إن حق تقرير المصير أصيل لكافة شعوب الأرض لا توقفه قرارات حكومات أو اتفاقيات قوى عظمى، وهو حق تكفله المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وستظل هذه الشعوب متمسكة بحقها هذا، حتى النهاية.