نفط كوردستان يعود عبر جيهان...إنجاز سياسي واقتصادي للكابينة التاسعة

نفط كوردستان يعود عبر جيهان...إنجاز سياسي واقتصادي للكابينة التاسعة
نفط كوردستان يعود عبر جيهان...إنجاز سياسي واقتصادي للكابينة التاسعة

أربيل (كوردستان24)- بعد توقف دام لأكثر من عامين، عادت عجلة تصدير نفط إقليم كوردستان صباح اليوم السبت، الموافق 27 أيلول 2025، عبر خط جيهان التركي إلى الدوران، في خطوة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة جهود سياسية واقتصادية ودبلوماسية معقدة، قادها إقليم كوردستان بحنكة عالية وسط تحديات داخلية وإقليمية ودولية متشابكة. 

هذه العودة لا تمثل فقط استئنافاً لمورد اقتصادي حيوي، بل تحمل في طياتها رسائل سياسية بالغة الأهمية، خاصة في هذا التوقيت الحرج الذي يسبق الانتخابات المقبلة في العراق الإتحادي.

من خلال نجاحه في استئناف تصدير النفط، يبعث إقليم كوردستان برسالة مزدوجة: الأولى إلى الداخل الكوردستاني، مفادها أن القيادة السياسية في الإقليم، ممثلة بالكابينة التاسعة، قادرة على إدارة الملفات الشائكة بحكمة ومهنية، حتى في ظل الخلافات العالقة مع الحكومة الاتحادية في بغداد. 

أما الرسالة الثانية، فهي موجهة إلى الشركاء الإقليميين والدوليين، ومفادها أن كوردستان شريك موثوق وقادر على احترام التزاماته الدولية، خاصة في قطاع الطاقة الذي يعتبر شرياناً حيوياً للاستقرار الاقتصادي.

فمنذ تسلمه رئاسة وزراء إقليم كردستان، أظهر دولة الرئیس مسرور بارزاني التزاماً واضحاً بمبادئ الحكم الرشيد، من خلال تعزيز الشفافية، والإصلاح المؤسسي، ومحاربة الفساد، والعمل على تنويع الاقتصاد، وتقوية البنية التحتية. ورغم التحديات المالية والسياسية والأمنية التي عصفت بالإقليم والمنطقة، استطاعت الكابينة التاسعة أن تحافظ على قدر من الاستقرار السياسي والمؤسسي، ما مهّد الطريق لهذا الإنجاز الاقتصادي.

فإستئناف تصدير النفط هو ثمرة عمل دبلوماسي طويل ومفاوضات حساسة بين أربيل وبغداد وأنقرة، ولعبت القيادة الكوردستانية دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر والوصول إلى تفاهمات تحفظ الحقوق الدستورية للإقليم وتضمن استمرار تدفق الإيرادات التي يعتمد عليها اقتصاد إقلیم کوردستان بشكل كبير.

في ظل هذه التطورات، يمكن القول إن الإقليم مقبل على مرحلة جديدة من التوازن الاقتصادي، قد تسهم في تحسين مستوى الخدمات، ودفع عجلة التنمية، وتحقيق الاستقرار المالي الذي افتقده المواطن الكوردستاني في السنوات الأخيرة. هذه العودة ليست مجرد انتصار تقني أو اقتصادي، بل هي ورقة سياسية رابحة ستنعكس بشكل مباشر على مزاج الناخبين في الانتخابات المقبلة، خاصة إذا ما ترافقت مع تحسين ملموس في الوضع المعيشي والخدمات الأساسية.

رغم أهمية استئناف تصدير النفط، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في استدامة هذا الإنجاز. وهذا يتطلب تعزيز التعاون مع بغداد على أسس دستورية، وتكثيف الجهود لتحقيق العدالة في توزيع الثروات، واستكمال ملف الإصلاح الإداري والمالي داخل الإقليم. كما يتطلب توسيع دائرة الاستثمار في قطاعات غير نفطية، لتقليل الاعتماد على مصدر دخل واحد، وهو ما تسعى إليه الكابينة التاسعة ضمن رؤيتها للإصلاح الاقتصادي الشامل.

ختاماً: إن عودة تصدير نفط كردستان عبر جيهان، رغم كل التحديات، تمثل نموذجاً يحتذى به في الإدارة الذكية للأزمات، وتؤكد أن الحكم الرشيد ليس شعاراً، بل ممارسة فعلية تتجلى في القرارات الاستراتيجية التي تنعكس إيجاباً على حياة المواطن. 

ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، تبدو هذه الإنجازات بمثابة إثبات أن إقلیم کوردستان ليست فقط أرضاً للإنتاج، بل نموذجاً للدولة المستقرة والإدارة المسؤولة و شهادة عملية على كفاءة دولة الرئیس مسرور بارزاني، وعلى قدرته على تحويل الأزمات إلى فرص، لصالح بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.