صبحي مندلاوي
كاتب كوردي
275 رقماً يختزل حكاية أمة
أربيل (كوردستان24)- حينما يتحول رقم انتخابي إلى عنوان لتاريخ مجيد ويصبح رقماً رمزياً يحمل بين أرقامه نبض الجبال وصدى المعارك ودموع الأمهات وابتسامات الأطفال في قرى كوردستان فاعلم أن الحديث هنا عن البارتي عن مدرسة نضال لا تهرم وإن مر على تأسيسها قرابة ثمانين عاماً من الصمود والتجدد والعطاء.
275 ليس مجرد رقم على ورقة اقتراع بل هو تجسيد حي لرسالة أطلقها الزعيم الخالد ملا مصطفى البارزاني من بين صخور نهلة ووديان بارزان لتصبح نداءً أبدياً نحو الكرامة والحرية ذاك الرجل الذي حمل بندقية الثائر في يد وفي اليد الأخرى غصن زيتون يلوح به لشعبه لا لأعدائه.
منذ التأسيس وحتى اليوم لم يكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حزباً سياسياً فحسب بل كان قدر شعب يبحث عن ذاته وضمير وطن ما زال يقاوم النسيان لم يهبط من فوق بل نهض من بين المعاناة من سواعد الفلاحين من دموع الثكالى ومن عزيمة البيشمركة وهم يعبرون الثلوج نحو الحلم.
في زمن كانت فيه الأوطان تتكسر تحت سنابك الانقلابات والدكتاتوريات وقف البارتي شامخاً لا يساوم على كوردستان ولا يفرط بذرة تراب من أرضها ومن بين الركام خرج مسعود بارزاني لم يرث المجد فحسب بل حمل عبء المرحلة وقاد السفينة في بحر العواصف لم يكن زعيماً تقليدياً بل كان امتداداً للجبال التي لا تركع وللعلم الذي لا ينكس.
الديمقراطي الكوردستاني لم يكن يوماً صوت السلطة بل صوت الشعب صوت الخنادق كما صوت البرلمان وعندما جاءت الانتفاضة كان أول من لبى النداء وعندما فتحت أبواب الإعمار كان أول من حمل المعول لا ليرمم فقط بل ليبني دولة على الأساس الذي وضعه الشهداء.
واليوم ونحن على أعتاب انتخابات مجلس النواب العراقي يدخل البارتي السباق برقم 275 لا ليختبر حضوره بل ليؤكد مرة أخرى أن الثقة لا تُمنح بل تُصنع في الجبال وفي المواقف وفي الإيمان العميق بأن كوردستان فوق كل شيء.
في زمن التراجع والانكسار لا يزال البارتي يمشي منتصب القامة واثق الخطى وفي عيونه وهج الثورة الأولى وعلى كتفيه إرث عظيم من النضال والمواقف.
275 هو رقم البارتي ولكن خلف هذا الرقم يقف شعب كامل وتاريخ من المجد ومستقبل لا تقف أمامه المؤامرات ولا الرياح السوداء.
فمن الجبال إلى صناديق الاقتراع ومن الدماء الطاهرة إلى أحلام الشباب سيبقى البارتي الرقم الصعب والعنوان الأسمى والراية التي لا تنكسر.