سامان رشيد
كاتب
كوردستان 24.. عقدٌ من الوعي والمسؤولية الوطنية
في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، وُلدت قناة كوردستان 24 من رحم الحاجة إلى صوتٍ مختلف؛ صوتٍ لا يكتفي بنقل الحدث، بل يقرأه بعينٍ كوردستانيةٍ مسؤولة، ترى الحقيقة بوضوحٍ وتتعامل معها بجرأةٍ ووعي.
لم تكن القناة مشروعًا إعلاميًا فحسب، بل رؤية وطنية شاملة أرادت أن تمنح الخطاب الكوردستاني بعده الأوسع والأعمق.
منذ انطلاقتها، لم تحصر كوردستان 24 نفسها في نطاقٍ جغرافيٍ ضيق، بل امتدت لتكون منبرًا وطنيًا جامعًا لكل الكوردستانيين، داخل الإقليم وخارجه.
كانت الصوت الذي حمل هموم المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم، وأعطى لأهلها مساحة للتعبير عن انتمائهم وحقوقهم، بلغةٍ راقية ومسؤولة. هذا البعد لم يكن إعلاميًا فقط، بل رسالة سياسية وإنسانية تؤكد أن كوردستان فكرةٌ قبل أن تكون حدودًا، وأن الانتماء لها لا يُقاس بالإدارة، بل بالإيمان بالحقّ والعدالة والهوية.
على مدى عقدٍ من الزمن، أثبتت كوردستان 24 قدرتها على الجمع بين الاحتراف المهني والموقف المبدئي.
في زمنٍ تتنازع فيه القنوات بين الاصطفاف والتسطيح، اختارت هي طريق الوعي والرصانة. نقلت الحدث دون تهويل، وناقشت القضايا دون تحريض، وفتحت منابرها للعقول الواعية، لا للضجيج الفارغ.
لقد قدّمت نموذجًا للإعلام الذي يحترم عقل المتلقي، ويؤمن بأن الصحافة ليست وسيلة ضغط، بل وسيلة بناء.
في لحظات الأزمات، كانت كوردستان 24 حاضرة بعقلها قبل كاميرتها.
وفي أيام الاستقرار، كانت صوت التنمية والانفتاح.
ومع مرور السنوات، أصبحت ذاكرةً حيّة لمسيرة كوردستان السياسية والاجتماعية، ورافدًا أساسيًا لصناعة الوعي العام.
إن سرّ نجاح كوردستان 24 لم يكن في التكنولوجيا أو الموارد فحسب، بل في الإيمان بالرسالة. الإيمان بأن الإعلام يمكن أن يكون جسرًا بين كركوك وهولير، بين دهوك وخانقين، بين المواطن والقرار، بين الحقيقة والمستقبل.
اليوم، بعد عشرة أعوام من البذل والإصرار، يحق لكل من عمل وساهم في هذه القناة أن يفخر بأنه كان جزءًا من تجربةٍ إعلاميةٍ رائدة، وحارسًا لكلمة الحقّ والعقل والكرامة.
وبهذه المناسبة، نتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات إلى عائلة كوردستان 24؛ إلى إدارتها الواعية، وكوادرها المخلصة، وصحفييها ومراسليها الذين أثبتوا أن المهنية والالتزام يمكن أن يجتمعا في رسالة واحدة.
تحية تقدير لكل من جعل من هذه القناة صرحًا وطنيًا يليق باسم كوردستان، ودعاءٌ بمزيدٍ من التقدم والتألق في خدمة الحقيقة والإنسان والهوية الكوردستانية.