الرئيس البارزاني.. والانحناء لأمهات الشهداء

الرئيس مسعود بارزاني
الرئيس مسعود بارزاني

دخل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بكلّ ثقله في حملة التّحضير للانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، ويشارك الرئيس مسعود بارزاني، ويشرف شخصياً على العديد من المهرجانات الداعمة لقائمة الديمقراطي الكوردستاني (275) وعنونت القائمة بـ (الشراكة - التوازن - التوافق) 

ويشرف على الحملات والاحتفالات الجماهيرية بمشاركاتها الكبرى، وتتعدى بعضها عشرات الآلاف من جماهير البارتي، القائدان المحنكان والبارزان السيد نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني نائبا رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ويساهمان معاً في إضفاء روح الحماسة على قلوب الجماهير، ويعملان ليحقق البارتي أهدافه التي من أجلها دخل المعركة الانتخابية، ويحصل على المليون صوت كما خاطب السيد نيجيرفان بارزاني الجماهير في أكثر من احتفال، وفي أكثر من مكان. 

وتبقى أهمية وجود الرئيس البارزاني، وحضور سيادته في أي تجمع جماهيري هي الآسرة والساحرة لما يتمتع من كاريزما لا مثيل لها..

وفي كل مرة يحضر فيها الرئيس يزداد إصرار البارتي الكوردستاني على الحذو كما في المرات السابقة بالمرتبة الأولى على مستوى كوردستان، ومستوى العراق أيضاً.

كل خطابات الرئيس تلهب الحماس الجماهيري، وكل كلمة من جنابه لها هدف، وغاية، ويخاطب الكوردستانيين بحكمة الروح، والقلب الذي لا يطرب إلا لكوردستان وأهلها.

قبل أيام، وفي محفل هائل من النساء، عوائل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كوردستان، خاطب السيد الرئيس الحضور المهيب:

أيتها الأخوات والأمهات الكريمات: 

إنه لشرف عظيم لي أن أكون اليوم في خدمتكن، غير الله تعالى لا ننحني لأحد، ولكن لأجل أمهات الشهداء، وعائلات الشهداء ننحني عشرات المرات.. 

لقد كان هذا التصريح ..هذا الخطاب النابع من القلب الرحيم ومن عين دامعة، والتهيؤ للانحناء لأمهات الشهداء بمثابة الرسالة الإنسانية السمحاء، وتقديس دماء مئات الآلاف من الكرد الذين رووا أرض كوردستان بدمائهم العطرة الزكية، وما كل هذه الحرية والنماء والعمران الذي تشهده كوردستان، ما كل هذا الشموخ الذي يتباهى به الشعب الكردي إلا دماء هؤلاء الشهداء الذين منحونا نحن الكرد هذا القدر العظيم الذي لا يقدر بأي ثمن، قدر الشعور بالكرامة، والاعتزاز بالأمة الكردية العظيمة التي أنجبت أعظم الرجال، وعلى رأسهم القائد المقدام مسعود بارزاني.. 

أن ينحني رجل من رجالات كوردستان ..الرئيس البارزاني لأمهات الشهداء، يعني كم أن الشهداء قريبون من مرتبة القداسة في قلب الرئيس!! وكم أن سيادته يمنح هذا الصدق النبيل لأرواح الشهداء..هذا الصدق الذي يتجلى بوضع أمهات الشهداء وعائلاتهم في موضع الرعاية والاهتمام ودفع الحاجة والعوز من أعين هذه الأمهات العظيمات الكريمات، ومنهن من قدّمن ثلاثة أو أربعة من أبنائهن لأجل عيون كوردستان، فأي كلام، وأي وقفة، وأي كرم يضاهي كرمهن اللامحدود..

هذه الأمهات الكرديات اللواتي زغردن، وهللن، وغنين بقلوب دامية حين سمعن أن فلذة كبدهن صار اسمه: الشهيد.

إن انحناءة الرئيس البارزاني التي صارت صورة للتاريخ هي رسالة لنا جميعاً أن نظل في وجوب التقدير والتبجيل لأمهات وبنات وزوجات وأخوات وآباء الشهداء، أن نهب لهم كل الاحترام، وأن نؤثرهم على أنفسنا، هي رسالة لنا جميعاً ألا نقلل من شأن الشهداء وعائلاتهم، وكذلك عوائل المختطفين والمغيبين قسراً لأنهم هم من منحونا، ووهبونا كل هذه الحرية التي ننعم، وسننعم بها.

رسالة الرئيس البارزاني ليست موجّهة لشعبنا في جنوب كوردستان فقط، هي رسالة للكرد في باقي أجزاء كوردستان، وكم كانت بليغة تلك الرسالة!