مولانا ومسرور بارزاني
في شرقٍ تتقاذفه العواصف، وتختلط فيه الأصوات بين اليأس والرجاء، يبرز رجالٌ يصنعون الأمل ويثبتون أن العمل الصادق قادرٌ على أن يُحوِّل الحُلم واقعًا. وكما قال مولانا جلال الدين الرومي: "العشقُ يولّد حركة، والحركة تولّد حياة، والحياة تولد ازدهارًا"، ولذلك تعتبر تجربة دولة رئيس الوزراء مسرور بارزاني فريدة من نوعها، فهي تجسيدٍ حيٍّ لهذا العشق؛ عشق البناء والازدهار، عشق كوردستان، وعشق بناء الإنسان وصون كرامته، وعشق بناء رؤية وطنية للمستقبل.
النورُ لا يقبل الظلمة.. روناكي وبرنامج الكهرباء المستمرة
حين قال مولانا: "النور لا يقبل الظلمة"، وكأنه كان يصف مشروع روناكي، ذلك البرنامج الذي يسعى لوضع حدٍّ لعتمةٍ عمرها عقود ألمت بوطننا منذ حقبة الدكتاتورية وحروبها المجنونة، فمشروع روناكى يزرع في بيوت الناس نورًا لا يغيب. فالكهرباء ليست طاقةً فحسب، بل رسالة واضحة بأن كوردستان تستحق الضياء، وسيبقى النور فيها أقوى من كل عوائق الظلام.
كن كالماء.. مشروع المياه النقية
يقول مولانا: "كن كالماء… يطهّر، ينعش، يجري دون أن يتوقف"، وهكذا جاءت مشاريع المياه في عهد كاك مسرور: مياه نقية، شبكات حديثة للتوصيل المستمر، ومحطات ومعامل تصفية تُعيد للحياة رونقها، وللمواطن كرامته. فالماء، كما هو في قول مولانا، ليس مادةً بل روحًا، وحياة الأوطان تبدأ من نقاء مواردها المائية.
طريق الحق يحتاج قدمًا من حديد — السدود والطرق
في بناء السدود وشبكات الطرق، ينبض قول مولانا: "طريق الحق يحتاج قدمًا من حديد". هي أقدام الإرادة، تخطّ مسار المستقبل على الأرض، وتحفر في جبال وسهول ووديان كوردستان طرقًا من إرادة وفولاذ. فحيثما يُفتح طريق، تُفتح نافذة أمل، وتُبنى حياة، ان شبكة الطرق الحديثة التي اشرف عليها شخصيا كاك مسرور نهضت بالمدن وربطت قراها بمراكز مدنها وأنعشت روحها لتواصل الحياة فيها بسلاسة وسهولة.
ازرع الخير.. الزراعة وحزام أربيل الأخضر
يقول مولانا: "ازرع الخير، ولو لم ترَ حصاده اليوم"، ويقول أيضًا: "زرعُ اليوم هو غدُك". وهذه هي فلسفة مشروع الحزام الأخضر لأربيل، والزراعة المستدامة في الإقليم:أن تزرع اليوم ليعيش أبناؤك غدًا في بيئة نظيفة، وهواء نقي، وأرض معطاء تحفظ هويتها وكرامتها، فكوردستان ستكون في السنين القادمة سلة غذاء للمنطقة برمتها، ورمان هلبجة وتفاح برواري وعسل الجبال التي تصدر للخارج الان، خطوة اولى فقط.
من بنى نفسه بنى العالم.. التكنولوجيا وبناء المؤسسات
"لا يبني العالم إلا من بنى نفسه أولاً"، قالها مولانا، وها هي كوردستان الرقمية تُبنى بالعلم والتكنولوجيا، وبخطط التحول الإلكتروني، وبناء المؤسسات، وتمكين الشباب. فالإنترنت في كوردستان اسرع وأكثر جودة وارخص تكلفة من المحافظات الأخرى في العراق ومن الدول المجاورة ايضا. إنها ثورة ناعمة، جوهرها الفكر والكفاءة، وثمارها دولة قوية تُدار بالعلم والشفافية وتقلل فيها تحديات الروتين والبيروقراطية.
العدل أساس النهضة.. الإصلاح
يكرر مولانا الحكمة الخالدة: "الأمم لا تزدهر بالقوة، بل بالعدل". وهكذا جاء مشروع الإصلاح، محاربة الفساد، حماية المال العام، وتحديث القوانين. إصلاحٌ لا يعرف المجاملة، لأن المستقبل لا يُبنى إلا على قواعد العدالة.
التجدد اليومي ومسار الحياة (رێرەوی ژیان).. رؤية لا تتوقف
"نُولد كل يوم من جديد؛ فلا بد من يومٍ جديد وفكرٍ جديد"، قالها مولانا.
وهذه الفلسفة هي روح رؤية الرئيس مسرور بارزاني: كل يوم مشروع، كل يوم فكرة، كل يوم خطوة نحو وطنٍ أكثر تقدّمًا وسيادة، فكل أزمة تولد فرصة ومن مكب النفايات ومياه آسنة ولد مشروع مسار الحياة (رێرەوی ژیان) الذي سيقلب واقع منطقة مهملة، إلى مركز يقصده الجميع للسياحة والترفيه.
العمل والصبر.. وعدُ الأرض لمن زرعها
قال مولانا: "من لم يكن اليومَ خيرًا من أمسه فهو خاسر"، وقال أيضاً: "إذا زرعت البذرة فاصبر حتى تزهر". ما نراه اليوم من بنى تحتية، ومشاريع إستراتيجية، وتحولات اقتصادية وإدارية، هو بذرٌ يُسقى كل يومٍ بالصبر والعمل، حتى يزهر مستقبلٌ كريم لأبناء كوردستان.
مولانا يتحدث بلغة الروح، ومسرور بارزاني يترجم هذه اللغة إلى فعلٍ على أرض الواقع.
وكما ذكر البارزاني في افتتاحه لمشروع حزام أربيل الأخضر مستنداً على مقولة مولانا "ارتقِ بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك، إنّه المطر الذي ينمّي الأزهار و ليس الرعد".
فبين شعر العشق وعرق العمل، تُكتب حكاية كوردستان الحديثة: نورٌ يقهر الظلام، ماءٌ يمنح الحياة، عدلٌ يبني الدولة، وصبرٌ يحفظ الحلم.
هذه ليست مجرد مشاريع حكومية، بل رحلة عشق نحو وطنٍ يليق بأبنائه.
وما قاله مولانا ينطبق على مسيرتنا: "ما تبحث عنه… يبحث عنك".
فقصة كوردستان هي قصة البحث عن وطنٍ بسوده السلام والتعايش والعدالة والشراكة والتوازن، قصة كوردستان تتلخص في النضال في سبيل انسانٍ حرٍ كريم في كنفِ وطنٍ مزدهرٍ يسوده السلام والاستقرار، فمنذ عهد الشهيد الشيخ عبدالسلام والشيخ أحمد البارزاني (الخودان) الذي قال: "لو ملكت الدنيا، لضحيت بها من أجل الحفاظ على حياة إنسانٍ واحد" وكوردستان تضع الإنسان شرطاً أولاً وأخيراً، فهذه هي خلاصة فكرْ ونهج الرئيس مسعود بارزاني ومن خلفه جميع المؤمنين بهذا النهج الذي ولدت من رحمه كوردستان.
من هذه الرؤية الانسانية السامية ولدت كوردستان رجالًا يحملون الرؤية والإرادة، فكان الطريق، وكان النور، وكانت كوردستان آمنة مزدهرة بقيادة البارزاني.