صبحي مندلاوي
كاتب كوردي
٢٧٥ .. شجرة البلوط التي لا تنحني
شجرة البلوط في جبال كوردستان ليست مجرد شجرة إنها ذاكرة الأرض وعنوان الصمود حين تهب العواصف وتغيب الشمس تبقى شامخة لا تنحني لجفاف ولا تنكسر أمام ريح لأنها تعرف أن جذورها ضاربة في عمق التراب مثل التاريخ نفسه هكذا هي شجرة البلوط وهكذا هو الحزب الديمقراطي الكردستاني.
حين وصفها الرئيس مسعود بارزاني ( في لقاء متلفز ) لم يكن يتحدث عن غابة بل عن روح أراد أن يقول إن البارتي ليس حزبًا يعلو حين يصفو الجو ويختفي حين تعصف الأحداث بل هو مثل البلوط الذي ينبت في الصخور ويعيش مئات السنين من دون أن يطلب شيئًا سوى أن يبقى حارسًا لهذه الأرض.
شجرة البلوط في كوردستان تشبه وجوه البيشمركة حين يواجهون الثلج والنار تشبه قلوب الأمهات اللواتي يودعن أبناءهنّ بابتسامة ودمعة ، تشبه قامات الشهداء حين تلامس الغيم البعيد تشبه البارتي في صلابته وفي عهده الذي لا يتغير مهما تبدلت الفصول، الديمقراطي لا يعيش في الشعارات بل في الوجدان في كل قرية وبستان في كل صخرة ووادٍ في كل بيت يرفع ،هو ليس تنظيمًا سياسيًا بقدر ما هو امتداد لحلم حلم كوردستان الحرة الكريمة حلم البارزاني الخالد الذي زرع أول غرسة لهذه الشجرة العظيمة.
وحين يقول الرئيس بارزاني إن البارتي مثل شجرة البلوط فهو يقول إننا لا نخاف من الرياح لأن جذورنا في العمق في تراب مندلي وبارزان وخانقين ودهوك والسليمانية وحلبجة في دماء الشهداء الذين سقوا هذه الأرض بكرامتهم وجعلوا من كل ورقة بلوط نشيدًا للوطن.
شجرة البلوط كالبارتي لا تساوم ولا تهاجر لا تبيع ظلها ولا تغير مكانها حين تغير الآخرون ولم ينحنِ حين انحنى الكثيرون بقي راسخًا مثل الجبل قويًا مثل الإيمان صادقًا مثل وعد البيشمركة حين يقف على قمة الجبل وينادي بالحرية.
واليوم ونحن نقف على أعتاب الانتخابات القادمة نرى أغصان هذه الشجرة تمتد لتظلل أبناء كوردستان جميعًا برقمها (٢٧٥ ) هذا الرقم ليس مجرد رقم انتخابي بل عهد جديد مع الأرض التي أنبتت البلوط ومع التاريخ الذي كتب اسم البارتي في صفحاته الأولى.
نعم البلوط هو البارتي والبارتي هو كوردستان وكلاهما باقٍ ما بقيت الجبال وكلاهما لا يعرف السقوط لأنهما ولدا من روح واحدة روح الصمود والكبرياء والوفاء للأرض ورقم ٢٧٥ اليوم هو امتداد لذلك الوفاء دعوة إلى الثبات والاختيار الصحيح نحو مستقبلٍ أكثر رسوخًا في تراب كوردستان.