البارتي يحقق إنجازا تاريخيا

البارتي يحقق إنجازا تاريخيا
البارتي يحقق إنجازا تاريخيا

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس النظام السياسي الجديد في العراق، أحرز الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) أعلى عدد من الأصوات في تاريخه الانتخابي، متجاوزا حاجز المليون صوت، ليؤكد مجددا مكانته كأقوى حزب سياسي في إقليم كوردستان، وأحد أبرز الأقطاب في المشهد السياسي العراقي. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم انتخابي، بل هو تعبير صادق عن عمق الثقة الشعبية التي يتمتع بها البارتي بين جماهيره، وعن تماسك العلاقة بين القيادة والجمهور، القائمة على الإيمان المتبادل والمسؤولية المشتركة.

لقد رفع البارتي تحدي المليون صوت بشعار المشاركة الفاعلة، وأثبت أن هذه الأرقام لا تأتي صدفة، بل هي ثمرة تاريخ طويل من النضال والعمل السياسي والمؤسساتي. فالحزب الذي وُلد من رحم المعاناة، ووقف في وجه الدكتاتوريات، لا يزال حتى اليوم رمزا للثبات والإصرار في سبيل الدفاع عن الحقوق الكوردستانية ضمن عراق اتحادي ديمقراطي. إن ما تحقق اليوم هو انتصار للإرادة الشعبية الحرة، ورسالة واضحة بأن الجماهير الكوردستانية ترى في البارتي الممثل الأصدق لتطلعاتها، والأقدر على حمل همومها والدفاع عنها في بغداد.

البارتي، عندما يعزم على هدف، لا يتهاون في تحقيقه. فهو حزب مؤمن بقوته المستمدة من الجماهير، كما أن الجماهير بدورها تؤمن بصدق قيادته وحرصها الدائم على خدمتها. هذه الثقة المتبادلة جعلت من الحزب الديمقراطي الكوردستاني نموذجا في الالتزام السياسي والمسؤولية الوطنية. فقد أثبت عبر العقود أن حضوره في بغداد ليس شكليا، بل يهدف إلى ضمان تنفيذ بنود الدستور، وصون حقوق إقليم كوردستان، والسعي لتوفير حياة كريمة لكل مواطن.

ومن أبرز ما يميز البارتي هو تمسكه القوي بشعار المشاركة والتوازن والتوافق. فالحزب لا ينظر إلى العملية السياسية بمنظار ضيق أو حزبي، بل يرى فيها شراكة وطنية تتطلب التنسيق والتفاهم بين جميع المكونات العراقية. إن هذا النهج الواقعي والمتوازن هو الذي جعل من البارتي صوت العقل في الأزمات، وجسرا للتفاهم بين أربيل وبغداد، ومساحة آمنة للحوار والتقريب بين الفرقاء السياسيين.

إن تصدر البارتي للنتائج الانتخابية اليوم لا يعني فوزا لحزب واحد فحسب، بل انتصارا للمشروع الكوردستاني الديمقراطي الذي يؤمن بالسلام والعدالة والتعايش. فالحزب أثبت أن الديمقراطية ليست شعارا مؤقتا، بل ممارسة يومية تتجسد في احترام إرادة الناخبين والعمل من أجلهم. والمرحلة المقبلة ستكون اختبارا جديدا لهذه الثقة، إذ سيواصل الحزب جهوده في البرلمان العراقي لتثبيت الحقوق الدستورية، وتفعيل المواد المعطّلة، وضمان حصة الإقليم من الموازنة، بما ينعكس إيجابا على حياة المواطنين.

لقد أثبتت نتائج هذه الانتخابات أن البارتي ليس مجرد حزب سياسي، بل حركة جماهيرية متجذرة في وجدان الناس، وأنه كلما تعاظمت التحديات، ازداد قوة وتماسكا. فالمليون صوت وأكثر ليست فقط أرقاما على الورق، بل هي نبض شعب، ورسالة وفاء، وإعلان واضح أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيبقى الرقم الأصعب في المعادلة السياسية العراقية، وصوت المشاركة والتوازن والتوافق تحت قبة البرلمان.