صبحي مندلاوي
كاتب كوردي
وعدَ فأوفى.. والتالي علينا نحن الكورد الفيليين
كانت كلمة واحدة من الرئيس مسعود بارزاني كفيلة بأن تُعيد الأمل إلى صدورنا التي ضاقت طويلاً من ألم النسيان، وأن تُنير الطريق أمام الكورد الفيليين الذين عاشوا لسنوات بين صبر الانتظار وإيمان لا يتزعزع بأن المرجعية البارزانية لا تنسى أبناءها مهما طال الزمن.
في لقاء جمع الرئيس بارزاني بمرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني، قالها بثقة وصدق يعرفه الجميع: “صوتي سيكون لكوتا الفيليين.”
جملة لم تكن عابرة.. كانت وعدًا صادقًا خرج من قلب زعيم يعرف معنى الوفاء، فهزّت مشاعرنا وأيقظت فينا أملاً دفينًا بأن للفيليين مكانًا محفوظًا في ذاكرة الكورد وكوردستان.
واليوم، وقد حصد حزبنا الديمقراطي الكوردستاني أكثر من مليون صوت في الانتخابات، وتصدر المشهد السياسي على مستوى الإقليم والعراق معًا، أثبت الرئيس بارزاني أنه لا يقطع وعدًا إلا ويفي به. فقد جاء فوز ممثل كوتا الكورد الفيليين بأكثر من سبعة عشر ألف صوت رقمًا قياسيًا وتاريخيًا لم يأتِ من فراغ، بل جاء بتوجيه مباشر من القائد وبإرادة صادقة لإعادة الحق إلى أهله.
إنها رسالة واضحة مفادها أن الكورد الفيليين جزء لا يتجزأ من الجسد الكوردي، وأن إنتماءهم القومي لا يمكن شطبه أو مصادرته مهما حاولت القوى التي هيمنت لعقود على مقعدهم الوحيد في واسط بإسم الدين والمذهب.
لقد أعاد الرئيس بارزاني بهذا الموقف النبيل للفيليين موقعهم الطبيعي في الخارطة الكوردية والسياسية ووضع على عاتقنا نحن أبناء هذه الشريحة الأصيلة مسؤولية كبرى: مسؤولية الحفاظ على هذا الدعم التاريخي وتحويله إلى مشروع عمل حقيقي لخدمة شعبنا واسترجاع حقوقنا في كل مكان.
علينا اليوم أن نكون على قدر الثقة التي منحها لنا القائد، وأن نعمل بعقلية جديدة ومنهج واقعي، لا بالشعارات ولا بالعواطف، بل بخطط مدروسة تُعيد للفيليين حضورهم في بغداد وواسط وسائر المحافظات ،الخطوة القادمة يجب أن تكون ضمان مقعد مجلس محافظة بغداد ضمن الكوتا، والعمل على حصول مقعد وأكثر في مجلس النواب العراقي في بغداد فضلا عن الحفاظ على مقعد واسط الذي انتزعناه بجهد وإيمان وسيكون حضورنا فاعل داخل الإقليم سواء في برلمان كوردستان و حكومة الإقليم وغيرها ، وبالتأكيد ستكون تلك المسؤولية المباشرة على عاتق فرعنا الخامس في بغداد وجماهيرنا الوفية في مدن الوسط والجنوب ليبقى الصوت الفيلي كورديًا خالصًا لا يتأثر برياح السياسة ولا تُغريه المصالح.
لقد وفى الرئيس بوعده، وأعاد لنا ما فقدناه من ثقة وأمل..
أما الآن، فالدور علينا نحن الكورد الفيليين أن نحافظ على هذا الحق، وأن نردّ الوفاء بعملٍ صادقٍ يليق بزعيمٍ أوفى، وبحزبٍ حملنا جميعًا في قلبه الكبير إنها لحظة وعي ومسؤولية، وقد إنتزع لنا الرئيس مسعود بارزاني حقنا بصوته وموقفه…
فليكن القادم خطوة أخرى نحو مستقبلٍ يليق بتاريخنا وتضحياتنا أيها الكورد الفيليين.