الصراع، وجودا و بقاءََ، و المسار استقامة و ميلا، و حسما مؤقتا او دائما، قضيتان متصلتان

الصراع، وجودا و بقاءََ، و المسار استقامة و ميلا، و حسما مؤقتا او دائما، قضيتان متصلتان
الصراع، وجودا و بقاءََ، و المسار استقامة و ميلا، و حسما مؤقتا او دائما، قضيتان متصلتان

أربيل (كوردستان24)- لا صراع بلا مسار، و لا ربح في مسار يديم الصراع دون حسم لصاحب الحق، يبقى مسار الصراع ما بقي الصراع، و يتعرج او يتوقف المسار دون ان يختفي، و قد يميل للباطل و يستقر له الفوز فترة، لكنه لا ينتهي، مادام طرف الصراع المُحِق جاهز لمطالبته بحقه.
عميقة جذور الصراع الذي عشناه، متشعبة كثيفة، ولم تزل عوامله قائمة باقية، ففي الامس القريب تلقينا ضربات قصف و تبعها محاولات اثارة ما يهدد السلم المجتمعي.
لابد من التفريق بين خصم جاهل، يصارعنا على سماع منه من مغرضين، و خصم مدرك لأفعاله في اصطناع خصومة معنا، نفهم النوعين، ونعرف كيف نتعامل معهما.
كما ان الصراع قد يوجد فريقا يغشك منهم تظاهرهم بشيء ثم يكشفون عن عدم اختلافهم مع المتصارع معه.
ثمة كمائن اجتماعية تكون فيها المقارنة خيارا غير ناجح بين مجاهر بالخصومة و مخفٍ لها.
القضية كلها قضية حقوق، قسم يرى لنفسه من الحقوق ما لا يراها لنا، و يمتنع عن اداء واجبات يراها لزاما علينا.
نفر متسلط كان يصفنا بالعصاة و المخربين، كان يريدنا تابعين له في مشروعه السياسي و التنفيذي الذي كانت نتائجه كارثية على العراق شعوبا و مقدرات، ولم تزل تبعات الكوارث تهز اركان المجتمع و الدولة.
نحن لا نتصارع عبثا، و لا نرد على دعاة ادامة الصراع و منفذيه حبا للصراع، نحن مع الحوار، ومع الإفهام و التفهم، ومع اتخاذ خطوات حكيمة دون تأثر بتضرر مصلحة طرف على حساب مصالحنا التي هي ضمن العراق.
قد يكون وضوح اهدافنا سببا في ضعف رؤية الاخرين، خطواتنا في الانجاز برغم المصاعب المفتعلة لنا، قد تكون محرجة لاصحاب الكلام الذي يفوق العمل.
فكرنا و لم نزل نفكر بحجم متزايد من الانجازات لو ان الفريق الخصم ادخر للاخرين و لنفسه فسحة تركيز الطاقات على العمل لمصلحة شعوب العراق، بدل جرها لمعادلات محكوم بخراب مخرجاتها حتى قبل ان تبدأ.
نحن طوينا صفحة النظام السابق، فتقليد اخرين له لا يثبت قيام الفشل عاجلا ام آجلا فقط، بل يثبت عجز التفكير عن تقديم مشروع عمل غير ذميم.
عشرون سنة و اكثر، راحت فيها مئات الوف النفوس ضحية صراع عبثي، و سادت ظروف طواريء غطت على كثير من عمليات الهدر و أكل جسم الدولة، وسادت موجات كراهية موجهة مدعومة، و تناقصت فيها السيادة حتى صار التصريح بالتدخلات الخارجية امرا مفروغا منه و ببعد استقوائي عابر لكل موانع حفظ السيادة.
كثير من الاطراف الخارجية حسمت الصراع لنفسها و حيدت و كسبت من كان يمكن ان يحول دون ميل المسار لصالح غير عراقي، لكن ذلك حدث للاسف، و للاسف ايضا فالمقرون به يتكتمون.
مفيد ان نذكر قصف حقل كورمور مثالا قريبا على الصراع و على تبدل الادوات و الاسماء مع بقاء نفس الغاية.
هذا الحقل الذي يلبي حاجات اساسية لخدمة البلاد، اختاره من لم يعلنوا عن انفسهم متبنين لعملية القصف و لا البيان الرسمي، اختاروه ليكون هدفا في احداث ضرر يزيد الصراع و يديمه و يميل بالمسار لصالحهم على حساب العراق دولة، سلطة، مجتمعا، سمعة، سيادة، استقلال طاقة.
لم نزل نتقوى بالدستور عملا انجزناه و شركائنا حتى لا نركن لغيره في الصراع و اثبات ان مساره ان مال الينا فقد مال بحق و لحق.
لم نزل بشعبنا و عليه نعول في الصبر و القوة حتى لا يميل المسار ضد حقوقه.
لم نزل ندخر كبير الجهد و الفكر للحوار و مثلهما لمقاومة من يصطنع الصراع و يريد حرف مساره لمصالحه غير المشروعة.
اخيرا فالصراع يحتاج لقوة و ذكاء، المتصارعون بقوة بلا ذكاء ليسوا اكثر من حطب اذا ذهبوا او اصحاب اموال راكمتها الازمات.
اما القلة المدركة لمعنى قيام دولة محترمة مكتفية مواكبة، فهم الذين يعملون على توجيه الصراع لذلك المكسب و توجيه مساره لنفس الهدف.