ضربات "التموضع الإيراني" توقع أعلى حصيلة للقتلى منذ عامين في سوريا

طال القصف وفق المرصد مستودعات ومعسكراً في أطراف مدينة دير الزور، ومواقع ومستودعات أسلحة في بادية البوكمال
كانت حصيلة سابقة أشارت إلى بمقتل 31 على الأقل - صورة إرشيفية
كانت حصيلة سابقة أشارت إلى بمقتل 31 على الأقل - صورة إرشيفية

أربيل (كوردستان 24)- أوقعت غارات إسرائيلية على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا الأربعاء 40 قتيلاً على الأقل من قوات الحكومة السورية ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ نحو عامين.

وتكثّف إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا، تزامناً مع تأكيد عزمها "ضرب التموضع الإيراني في سوريا".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف إسرائيلي مكثف استهدف بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء المنطقة الممتدة من مدينة الزور إلى الحدود السورية - العراقية في بادية البوكمال.

خارطة القصف

وطال القصف وفق المرصد مستودعات ومعسكراً في أطراف مدينة دير الزور، ومواقع ومستودعات أسلحة في بادية البوكمال، وأخرى في بادية الميادين، تابعة لكل من قوات الحكومة السورية وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها.

وتسبّب القصف على المناطق الثلاث، وفق حصيلة جديدة للمرصد، بمقتل تسعة عناصر من القوات الحكومية، بالإضافة الى 24 آخرين من المقاتلين الموالين لإيران من غير السوريين. كذلك، أصيب 37 آخرون بجروح بعضهم في حالات خطرة، وفق المرصد.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى بمقتل 31 على الأقل.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية من جهتها عن مصدر عسكري أنه "في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق (23,10 ت غ) من فجر اليوم، قام العدو الإسرائيلي بعدوان جوي على مدينة دير الزور ومنطقة البوكمال ويتم حالياً تدقيق نتائج العدوان"، من دون أي تفاصيل إضافية.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول الضربات.

هذا ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله "إنها الضربات الأعنف التي تنفذها إسرائيل على محافظة دير الزور منذ نحو عامين وحصيلة القتلى هي الأعلى منذ حزيران (يونيو) 2018" حين أوقعت غارات إسرائيلية 55 قتيلاً بينهم 16 من قوات الحكومة السورية.

وبحسب عبد الرحمن، فإن الضربات الإسرائيلية جاءت بعد أيام من استقدام "لواء فاطميون" الأفغاني الموالي لإيران أربع شاحنات محمّلة أسلحة إيرانية من الجانب العراقي، تمّ تفريغ حمولتها في مستودعات في المواقع المستهدفة.

"12 قتيلاً"

وفي ضربات جويّة منفصلة الثلاثاء، قتل 12 مقاتلاً موالياً لإيران وأصيب 15 آخرون بجروح، من غير السوريين، في بادية البوكمال، وفق ما أحصى المرصد الأربعاء، من دون أن يتمكّن من تحديد هويّة الطائرات التي شنّتها.

ويصعب التأكد من هوية الطائرات عندما لا يؤكدها الإعلام الرسمي السوري وتمتنع إسرائيل عن التعليق عليها.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

إقرار ضمني

وفي خطوة نادرة الحصول، قال الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين في تقريره السنوي إنّه قصف خلال العام 2020 حوالي 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عن الأهداف التي قصفت.

وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في 18 تشرين الثاني نوفمبر، غداة إعلان إسرائيل عن قصفها "أهدافاً عسكرية لفيلق القدس الإيراني وللجيش السوري" في جنوب سوريا، إنّ دولته "ستواصل التحرّك وفق الحاجة لضرب التموضع الإيراني في سوريا الذي يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي".

وتعهدت إسرائيل مراراً مواصلة عملياتها في سوريا حتى انسحاب إيران منها. وكرّر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عزمه "وبشكل مطلق على منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري عند حدودنا المباشرة".

وسبق أن أعرب محللون عن مخاوفهم من احتمال أن يلجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حليفته إسرائيل الى مضاعفة الضغط على إيران وحلفائها الإقليميين في الأيام الأخيرة المتبقية من ولايته.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.