غليان في الناصرية.. ارتفاع هائل بأعداد الضحايا وكوردستان24 تنقل مشاهد صادمة

تجمع ذوو الضحايا أمام المستشفى واشتبكوا مع الشرطة ثم أضرموا النيران في مركبتين للشرطة ورددوا هتافات للاحتجاج والثورة
تداعى نظام الرعاية الصحية في العراق بفعل الحروب والعقوبات والفساد الإداري
تداعى نظام الرعاية الصحية في العراق بفعل الحروب والعقوبات والفساد الإداري

أربيل (كوردستان 24)- أفادت السلطات الصحية المحلية بجنوب العراق الثلاثاء بارتفاع حصيلة ضحايا الحريق، الذي التهم مركزاً للمرضى المصابين بفيروس كورونا في مدينة الناصرية، إلى أكثر من 90 قتيلاً وإصابة العشرات، فيما لا يزال الكثيرون في عداد المفقودين.

ولم تعلن السلطات العراقية الأسباب التي أدت إلى الحريق غير أنها أكدت تشكيل لجنة للتحقيق. ورجح مسؤولون أن يكون الحريق ناجماً عن انفجار أسطوانة أكسجين في تكرار لحادث مماثل أودى بحياة العشرات في مستشفى ابن الخطيب قبل نحو ثلاثة أشهر.

ونقل موفد كوردستان24 إلى الناصرية شفان جباري مشاهد صادمة لرجال كانوا يمشطون المبنى المتفحم بحثاً عن المزيد من الجثث بينما عرض أحد الرجال بقايا جمجمة. وأظهرت صور أخرى، وسط نحيب أقارب الضحايا، عظاماً لأشخاص قد خفيت معالم أجسادهم.

وعقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعات طارئة مع أعضاء حكومته وأمر بوقف واستجواب مديري الصحة والدفاع المدني في الناصرية.



وأُوقف مدير المستشفى عن العمل وأُمر بالقبض عليه.

وتداعى نظام الرعاية الصحية في العراق بفعل الحروب والعقوبات والفساد الإداري وانشغال الأحزاب بالصراعات والتنافس، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد موجة عنيفة من تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة 17592 شخصاً وأصاب أكثر من 1.4 مليون شخص.

وقال مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار لكوردستان 24، "لقد ارتفعت حصيلة حريق مركز العزل في الناصرية إلى 94 شهيداً لغاية الآن".

ويقول مراسلنا وشهود ومصادر طبية والشرطة إن عمليات البحث في مستشفى الحسين المخصص لمرضى كورونا لا تزال مستمرة، غير أن الآمال بالعثور على ناجين تتضاءل مع العثور على مزيد من الجثث حتى بعد إخماد الحريق في وقت متأخر من الليل.

وبحسب مصادر طبية فقد أصيب العشرات ونقل بعضهم إلى أماكن أخرى حيث يعانون من مضاعفات الفيروس وبحاجة إلى الأكسجين والرعاية الخاصة.



وأظهرت لقطات بثتها قناة كوردستان24 المنقذين من المدنيين والطواقم الصحية وهم يحملون الجثث المتفحمة إلى خارج المستشفى.

ولُفّت الجثث بالبطانيات.

وقبيل الحريق بقليل، سُمع انفجار كبير داخل مركز العزل الذي أُنشئ من ألواح البناء الجاهز وبعدها اندلعت النيران بسرعة كبيرة.

وفي نيسان أبريل الماضي، أدى حريق ناجم عن انفجار خزان أكسجين في مستشفى ابن الخطيب ببغداد إلى مصرع ما لا يقل عن 82 شخصاً وإصابة 110 آخرين.

وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي في بيان تلقته كوردستان 24، إن ثمة 32 جثة مفقودة بضمنها جثتان لمنتسبي القطاع الصحي.

وأضاف "أقل ما يمكن أن تقوم به الحكومة الحالية احتراما لدماء الشهداء الذين فشلت في حمايتهم في الحادثتين أن تستقيل وتعترف بالفشل التام".



وعزّى رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ذوي الضحايا بالفاجعة، ووجّه وزير صحة الإقليم بتقديم مال يلزم من مساعدة إلى المصابين.

وسبق أن قالت مصادر طبية لكوردستان 24 إن حصيلة قتلى حريق الناصرية قد ترتفع حيث لا يزال العديد من المرضى في عداد المفقودين.



ومن بين الضحايا اثنان من الكوادر الصحية.

وتجمع ذوو الضحايا أمام المستشفى واشتبكوا مع الشرطة ثم أضرموا النيران في مركبتين للشرطة ورددوا هتافات للاحتجاج والثورة.

وأنحى شباب كانوا يشاركون في جهود الإغاثات، باللائمة على الأحزاب الحاكمة. وسبق أن شهدت الناصرية احتجاجات ضد الفساد لكنها قُمعت بالقوة.

ويعاني العراقيون من حوادث متكررة بسبب الفساد والبنية التحتية المدمرة وغياب البيئة الملائمة للمشاريع الاستثمارية منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

وفي الوقت الراهن، تواجه المستشفيات الحكومية تدفقاً للمصابين بفيروس كورونا في ظل امتلاء معظم الردهات مع ضعف الإمكانات.

وقال أحد الشباب بينما كان يحمل كيساً بيده "أصبحنا نحمل جثث أهلنا في الأكياس.. هذا ما تبقى منهم".