"ابن الحرب".. الكوردي عماد بالَك يحزم حقائبه ويبدأ بإغاثة الأوكرانيين في كييف

"لم أكن خائفاً، لكن ما كان يشغلني أكثر هو كيف سأتمكن من دخول البلاد"
رجل الأعمال الأمريكي - الكوردي العراقي عماد بالَك
رجل الأعمال الأمريكي - الكوردي العراقي عماد بالَك

أربيل (كوردستان 24)- حينما شاهد رجل الأعمال الأمريكي - الكوردي عماد بالَك صور الحرب المندلعة في أوكرانيا وهو في مكتبه بإقليم كردستان العراق قرر أن يحزم أمتعته لمساعدة المنكوبين هناك.

وعندما بدأ المدنيون الأوكرانيون يفرون من بلادهم بدأ بالَك رحلة استغرقت أربعة أيام ليصل إلى كييف المدينة التي ظل خلال السنوات الثماني الماضية يصفها بأنها بلده.

وتابع "لم أكن خائفاً، لكن ما كان يشغلني أكثر هو كيف سأتمكن من دخول البلاد".

يحمل عماد بالَك شهادة الدكتوراه

وخلال رحلته بالطائرة ثم بالقطار راح بالَك (45 عاماً) يفكر في الكيفية التي يمكن أن يستخدم بها أعماله، ومن بينها شركة مطاعم وشركة للتجارة الإلكترونية، في مساعدة الأوكرانيين الذين يعانون من ويلات الحرب.

وقال بالَك "القتال ليس فقط حمل بندقية. يمكن أن أكون أكثر نفعاً في الحصول على الدعم والتمويلات" للأوكرانيين. ومضى قائلاً "نشأتي في ظل الحرب في العراق أعطتني نوعا ما من المرونة. نشأت قادرا على التكيف مع الأوضاع الصعبة".

عاش دكتور عماد بالَك طفولته في بغداد

وبعد طفولة في بغداد خلال الحرب العراقية الإيرانية فر بالَك وأسرته إلى هولندا. ولاحقا استقر في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى كوردستان في عام 2012.

وبعد عامين قرر بدء استثمارات في أوكرانيا قبل وقت قليل من استيلاء تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية وجر منطقة كوردستان إلى أزمة اقتصادية طويلة الأمد.

يساعد بالَك الأوكرانيين دون مقابل

وظل بالَك، إلى ما قبل الهجوم الروسي، يعتبر أوكرانيا مكاناً آمناً وواعداً للاستثمار فيه.

والآن يجمع عماد المساعدات لتقديم الأغذية والسلع الأساسية والملابس للمدنيين وقوات الأمن الأوكرانية باستخدام شركاته واتصالاته السياسية والتجارية في أوكرانيا وفي الخارج.

وبعد وصوله إلى كييف في الثامن من الشهر الجاري بدأ الرجل في إعداد وجبات مجانية لقوات الأمن والمدنيين في المطعم المملوك له وراح في نفس الوقت يجمع التبرعات وخاصة في الولايات المتحدة.

وباستخدام شركة التجارة الإلكترونية التي يملكها (زيبوكس) كأداة لإدارة مساعدات الإغاثة ينظم بالَك نقل السلع إلى الحدود البولندية الأوكرانية حيث تساعد السلطات المحلية بالوسائل المتاحة لها في تقديم المساعدات إلى المحتاجين.

وقال بالَك الذي ليس متأكداً من المستقبل إنه ربما يأتي بالمزيد من شركاته إلى إقليم كوردستان.

وقال "أنا قلق لأن كل شيء يتوقف الآن... لكن ما أقوله للناس لطمأنتهم هو أنني أحد أبناء الحرب".

واختتم حديثه بالقول "لكن انظر... أنا تمكنت من إعادة بناء نفسي".

المصدر: رويترز