الجنابي: زيارة الرئيس بارزاني إلى بغداد تفتح الباب لمرحلة جديدة من التعاون السياسي بين أربيل وبغداد
"الرئيس مسعود بارزاني يمتلك تأثيراً وكلمة مسموعة لدى القوى السياسية في العراق.. وخصوصاً قوى الإطار التنسيقي".

أربيل (كوردستان 24)- أكد الأستاذ الجامعي والخبير في السياسة الدولية، الدكتور مهند الجنابي، مساء اليوم الخميس 4 تموز (يوليو) 2024، أن زيارة الرئيس بارزاني إلى بغداد، تفتح الباب لمرحلة جديدة من التعاون السياسي بين أربيل وبغداد.
وقال مهند الجنابي، في مقابلة مع كوردستان24، بخصوص زيارة الرئيس بارزاني إلى بغداد، إن "الرئيس مسعود بارزاني يمتلك تأثيراً وكلمة مسموعة لدى القوى السياسية في العراق، وخصوصاً قوى الإطار التنسيقي".
وأضاف: "تعتبر هذه الزيارة ذات أهمية كبيرة على الصعيد الداخلي للعراق، حيث تجمع جميع الأطراف، وناقشت كافة القضايا المطروحة، نظراً لوجود العديد من الملفات المعقدة العالقة".
وتابع: "كما أن اتفاق إدارة الدولة، الذي تشكلت بموجبه حكومة السوداني وورقة الاتفاق السياسي التي أقرت في أكتوبر 2022، لم تُنفذ منها الكثير من الجوانب التشريعية".
وأوضح أن "هذه الجوانب تهم إقليم كوردستان بشكل خاص، ولذلك أعتقد أن هذه الزيارة ستشجع وتدفع الأطراف السياسية نحو التزام جدي بتنفيذ ما جاء في الاتفاق السياسي".
وأشار إلى أن "المشكلة ليست في إقليم كوردستان ولا في نوايا الزعامات الكوردستانية، وعلى رأسها الرئيس بارزاني، بل تكمن المشكلة في الأطراف المتواجدة في بغداد، وتحديداً في الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب".
وأردف: "نلاحظ خلال هذه الدورة البرلمانية الخامسة، التي بدأت منذ انتخابات عام 2021، طبيعة العلاقة بين الأطراف الشيعية من الإطار التنسيقي والكتلة الصدرية، التي انسحبت من البرلمان آنذاك بسبب الضغوط التي مارستها قوى الإطار التنسيقي وربما بدوافع خارجية. وبالتالي، فإن الأطراف الموجودة في بغداد هي التي تفتعل هذه الأزمات".
وبيّن أنه "صحيح أن الرئيس بارزاني يمثل الأب الروحي للعملية السياسية في العراق، بما تحمله من أطراف وموثوقية عالية كما ذكرت سابقاً، إلا أن المشكلة الأكبر تكمن في الوفاء بالالتزامات بين قيادات إقليم كوردستان والأطراف الموجودة في بغداد"، مشيراً إلى أن "هذه الأطراف تستثمر في الأزمات السياسية لخدمة مصالحها الخاصة على مستوى الدولة العراقية".
ولفت إلى أنه "من هنا أعتقد أن هذه الزيارة مهمة جداً، خاصة بعد زيارة رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني إلى طهران. فمن الممكن أن تكون هاتان الزيارتان قد حددتا جميع التهديدات التي واجهها إقليم كوردستان خلال العامين الماضيين، وربما تمهدان للبدء بمرحلة جديدة بشرط أن تلتزم الأطراف الموجودة في بغداد بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه".
وكان الرئيس بارزاني قد وصل العاصمة الاتحادية بغداد، صباح يوم الأربعاء 3 تموز (يوليو) 2024، ضمن زيارة رسمية أجرى خلالها سلسلة لقاءات مع المسؤولين العراقيين والقيادات السياسية.
واستهل الرئيس بارزاني زيارته إلى بغداد، بلقاء رئيس الوزراء الاتحادي، محمد شياع السوداني، قبل أن يلتقي مع رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، القاضي فائق زيدان.
ليكمل زيارته بإجراء لقاءات مع قادة ائتلاف إدارة الدولة والإطار التنسيقي، وسفراء الولايات المتحدة والصين وروسيا وإيطاليا وبريطانيا لدى العراق.
كما عقد الرئيس بارزاني، اليوم الخميس 4 تموز (يوليو) 2024، سلسلة لقاءات مع زعماء السنة، وسفراء عدد من الدول العربية في بغداد، بالإضافة إلى السفيرين الإيراني والتركي، قبل أن يختم زيارته بلقاءٍ جمعه مع رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف رشيد.
وبعد مرور ست سنوات، يزور الرئيس بارزاني بغداد مرة أخرى لبحث عدة قضايا تتعلق بالعلاقات بين أربيل وبغداد، وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية العراقية.