الجفاف وغياب الدعم يهددان تربية الجواميس بـ(روژ آفا) كوردستان سوريا
أربيل (كوردستان 24)- تواجه مهنة تربية الجواميس في مناطق كوردستان سوريا (روژ آفا) تحديات متصاعدة تهدد استمراريتها، وسط غياب الدعم الحكومي والجفاف المستمر الذي يضرب المنطقة.
ويُعد هذا النوع من التربية من أكثر المهن الزراعية والحيوانية صعوبة، نظراً لحاجة الجواميس الخاصة إلى مصادر مائية دائمة ووفيرة، وبيئة مناسبة لطبيعة أجسامها.
ورغم أهمية هذه الحيوانات كمصدر لإنتاج الكيمر، إلا أن المربين يعانون من قلة العلف، وارتفاع تكاليف التربية، وغياب المراكز البيطرية المتخصصة، إضافة إلى عدم تخصيص أماكن مناسبة لإيواء الجواميس من قبل الإدارة الذاتية.
أم يوسف، وهي إحدى مربيات الجواميس، قالت في تصريح لكوردستان24: تربية الجواميس وصناعة الكيمر صعبة جداً، لكنها مصدر رزقنا الوحيد، ونخشى أن نخسره بسبب الظروف الحالية.
أما إبراهيم حبيب، وهو مربي آخر، فقد ناشد السلطات المحلية قائلاً: نطالب بتأمين أماكن مخصصة لتربية الجواميس. الوضع في غاية الصعوبة، ونواجه مشاكل متكررة في تأمين بيئة مناسبة لحيواناتنا.
من جانبه، أشار حمودي العيسى، وهو تاجر للكيمر، إلى أن الإنتاج تراجع بشكل ملحوظ، موضحاً: الكيمر أصبح نادراً في الأسواق بسبب الجفاف. الجواميس مهددة بالانقراض في مناطقنا، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، ستختفي هذه المهنة بالكامل.
وتُصنَّف الجواميس ضمن فصيلة الأبقار، مع اختلافٍ في الشكل والحجم. وتُعد من الحيوانات الحساسة لتغيرات الطقس، إذ تشعر بالبرد في الشتاء وبشدة الحر في الصيف، لذلك غالباً ما تُربى قرب الأنهار والمسطحات المائية، حيث تحتاج إلى المياه لتبريد جسدها.
ورغم أن وزن الجاموس قد يصل إلى 700 كغ، إلا أنه يتمتع بقدرة لافتة على السباحة حتى في المياه العميقة دون أن يغرق.
وتتميز الجواميس عن معظم الثدييات الأخرى بطريقة التكاثر، حيث لا يتم تلقيح الأنثى إلا من ذكرٍ من خارج القطيع. كما تختلف عن الأبقار من حيث إنتاج الحليب؛ فهي تنتج كميات أقل، إذ يتراوح متوسط إنتاج الجاموسة بين 7 و8 كغ يومياً، لكنها تتفوق بنسبة الدسم العالية في حليبها. ويُستخلص من هذا الحليب مادة فريدة تُعرف باسم "الكيمر"، لا يمكن الحصول عليها إلا من حليب الجاموس دون غيره.
وفي ظل التغيرات المناخية الحادة، وغياب سياسات الدعم الحيواني، تبدو تربية الجواميس في روژ آفا مهددة بالزوال.
كوردستان24 - القامشلي
