تحذيرات من الجفاف وأزمة مياه غير مسبوقة في العراق

أربيل (كوردستان24)- وفقاً لتحذيرات وزارة الموار المائية في العراق، فان البلاد تواجه أزمة جفاف غير مسبوقة وتعتبر الاشد منذ 90 عاماً، في ظل عجز الحكومة العراقية عن ايجاد حلول وبدائل فعالة، فيما بدأت الازمة بتحريك الشارع العراقي مطالبين بايجاد حلول لازمة المياه في مظاهرات خرجت بعدة مدن عراقية.

وفي بيان صادر عن وزارة الموارد المائية العراقية الخميس الماضي 24 تموز 2025، أكدت أن "العام الحالي من أكثر السنوات جفافاً منذ العام 1933، وأن معدل الإيرادات المائية لحوض نهري دجلة والفرات بلغ 27% مقارنة بالعام الماضي، وأن الخزين المائي في الخزانات والسدود يشكل في الوقت الحاضر 8% من الطاقة التخزينية، أي بمعدل انخفاض بلغ 57% مقارنة بالعام الماضي". 

وأوضحت الوزارة في بيانها، أن "هذا الانخفاض الحاد أثر على تأمين الاحتياجات المائية في جميع المحافظات العراقية خاصة بالوسط والجنوب، كذلك على المتطلبات المائية للمحافظة على النظام الإيكولوجي في الأهوار وبيئة شط العرب"، محذرة من "استمرار تناقص الإيرادات المائية، وعدم تعاون دول المنبع، سيؤدي إلى تفاقم أزمة المياه ويشكل خطراً على الأمن المائي في البلاد".

ودعت الوزارة إلى "تضافر جميع الجهود لعبور هذه الأزمة، من خلال التواصل مع دول المنبع لزيادة الإطلاقات المائية، والتعاون مع وزارة الموارد المائية في إزالة التجاوزات عن المجاري المائية، وترشيد استهلاك المياه في المجالات الزراعية والصناعية والبلدية". ولم تطرح الوزارة في بيانها أي حلول للأزمة، ولا حتى معالجات وقتية، الأمر الذي يجعل الأهالي بمواجهة مصيرهم.

في الأثناء، خرج العشرات من أهالي بلدة المجرية بمحافظة بابل، جنوب بغداد، أمس الجمعة، بتظاهرات غاضبة لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على تفاقم أزمة المياه وجفاف نهر المجرية الذي يعد المصدر الرئيس للمياه في البلدة.

وقال النائب في مجلس النواب العراقي مضر الكروي في تصريح صحافي، أمس الجمعة، إن "تحذير وزارة الموارد المائي يثير قلقا بالغا، فالعراق وصل إلى مرحلة حرجة هي الأقسى منذ 100 عام، مع بدء الجفاف بإلقاء ظلاله الثقيلة على المجتمع من خلال التظاهرات، وحالات النزوح الداخلي، وفقدان مصادر الرزق في قطاعات الزراعة، والثروة الحيوانية، والسمكية".

وشدد على "ضرورة عقد جلسة برلمانية طارئة بحضور الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة لوضع خطة عاجلة للتعامل مع الوضع"، داعياً إلى "اعتماد استراتيجية عراقية شاملة لمعالجة ملف الجفاف، من خلال تشكيل لجنة عليا تتبنى بدائل واقعية، مثل تحلية مياه البحر، تأمين مصادر مياه خام لمحطات الإسالة، وإنقاذ المساحات الزراعية والبساتين من الهلاك الكامل".

وأشار إلى أن "الوضع الحالي يمثل خطراً حقيقياً على الأمن الغذائي والمجتمعي، في ظل تراجع الخزين المائي إلى مستويات حرجة جداً"، مؤكدا أن "الأمر يتطلب إجراءات استباقية عاجلة لمواجهة التحديات القادمة، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة بيئية واجتماعية تصعب السيطرة عليها".

تجدر الإشارة إلى أنّ مخزون المياه في العراق يُعَدّ في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً، بسبب موسم الأمطار الذي أتى ضعيفاً جداً، إلى جانب انخفاض تدفّق نهرَي دجلة والفرات اللذَين يمثّلان المصدرَين الأساسيَّين للمياه في البلاد.

 

 

 

 
Fly Erbil Advertisment