شريان النفط الكوردي ينبض من جديد

أربيل (كوردستان 24)- بعد توقف دام قرابة 30 شهراً، عاد نفط إقليم كوردستان اليوم ليتدفق مجدداً عبر خط الأنابيب الاستراتيجي إلى ميناء جيهان التركي، معلناً عودة الإقليم كلاعب رئيسي على خريطة الطاقة العالمية.
وجاء استئناف التصدير تتويجاً لاتفاق ثلاثي بين حكومة إقليم كوردستان، والحكومة الاتحادية في بغداد، والجانب التركي.
وشهدت نقطة القياس في معبر فيشخابور الحدودي لحظة تاريخية، حيث قام ممثلون عن وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كوردستان ووزارة النفط العراقية معاً بفتح الصمامات، إيذاناً ببدء ضخ النفط الخام من جديد.
تفاصيل الاستئناف والآلية الجديدة
وفقاً للاتفاق، ستقوم شركة تسويق النفط العراقية (سومو) ببيع النفط المصدر من الإقليم. وأكد المسؤولون أن العملية تمت بسلاسة ودون أي عوائق فنية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال أمير خليل، مدير عام شركة نفط الشمال: "استؤنف اليوم تصدير نفط إقليم كوردستان في تمام الساعة السادسة وخمسين دقيقة صباحاً. الكمية الأولية المصدرة تبلغ 190 ألف برميل يومياً، وسترتفع تدريجياً خلال الأسابيع القادمة. بحمد الله، سارت العملية بسلاسة تامة، وقد وصلت الشحنات بالفعل إلى الأراضي التركية وبدأت محطات ميناء جيهان باستلامها".
تحديات فنية ومالية
أوضحت ممثلة وزارة الثروات الطبيعية أن استئناف الإنتاج الكامل يتطلب وقتاً، نظراً للتحديات الفنية والمالية الناجمة عن توقف الحقول النفطية لفترة طويلة. وأضافت: "هناك عاملان رئيسيان، الأول فني يتعلق بصيانة الآبار التي توقفت عن الإنتاج، والثاني مالي مرتبط بالاتفاق مع الشركات المشغلة للحقول".
وبموجب الاتفاق، تبلغ تكلفة استخراج ونقل البرميل الواحد حوالي 16 دولاراً، سيتم تسديدها للشركات النفطية على شكل كميات من النفط الخام بدلاً من المبالغ النقدية.
أهمية استراتيجية واقتصادية
بعد أكثر من عامين ونصف من التوقف، يُعيد هذا التطور ربط إقليم كوردستان بأسواق الطاقة العالمية، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستقرار الاقتصادي والسياسي.
ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي على استقرار أسواق الطاقة العالمية من جهة، وعلى تعزيز الإيرادات المالية للإقليم والعراق بشكل عام من جهة أخرى، مما يساهم في تأمين الرواتب والمستحقات المالية لإقليم كوردستان.